الجمعة 28 يونيو 2024

تركيا تكشف مهام شبكة الجواسيس الإسرائيلية بعد إلقاء القبض عليهم

إلقاء القبض علي شبكة جواسيس إسرائيلية في تركيا

عرب وعالم22-10-2021 | 22:02

منة سيد بكر

أعلنت صحيفة الصباح التركية، التابعة للحكومة التركية والقريبة من الحزب الحاكم، اليوم الجمعة، أنه تم إلقاء القبض على أحد أعضاء شبكة الجواسيس الإسرائيلية، المكونة من 15 عنصرًا حيث كانوا يقومون بجمع معلومات عن الفلسطينيين المقيمين في تركيا وعن التصنيع العسكري التركي.

وكانت الصحيفة قد نشرت يوم الخميس، نبأ إلقاء القبض على الشبكة مطلع أكتوبر الجاري.

وبحسب الصحيفة فإن المتهمين احتجزوا بتهمة التجسس الدولي، وحتى الآن لم يعلن المسؤولون في تركيا عن هذه الأنباء بشكل مباشر.

وأشارت الصحيفة التركية المقربة من حزب أردوغان إلى أن أحد المتهمين، الذي يملك شركة استشارات في أسطنبول لمساعدة الطلاب القادمين من الخارج للدراسة في تركيا، تلقي اتصالا من عميل من الموساد من خلال تطبيق واتساب، في ديسمبر 2018، والذي طلب منه جمع معلومات عن "زبائن" في ألمانيا من أصول عربية يرغبون في أن يدرس أبناؤهم في جامعات تركية. 

وتابعت الصحيفة أن المعلومات المطلوبة كانت تتضمن كيف يلتحق الطلاب الفلسطينيون بجامعات تركيا، والتسهيلات التي توفرها الحكومة التركية والمجالس المحلية. 

وأكملت الصحيفة، أن المتهم قام بإرسال المعلومات بعدها بأسبوع لمسؤول الموساد، وتلقى مقابل ذلك "مئات" من اليورو. 

ثم قام بإرسال لاحقاً معلومات عن منظمات غير حكومية فلسطينية في تركيا، وقام بلقاء عميل الموساد وجها لوجه للمرة الأولى في عام 2019.

كما ذكرت الصحيفة التركية أن هذا المتهم التقى ضابطا بالموساد يعرف باسم "ضابط الحالة"، "كيس أوفيسر"، دفع له آلاف اليورو مقابل ملفات عدة مطالب بها حتى أوائل عام 2020.

وذكرت الصحيفة أن "عميلا فلسطينيا" يعمل لصالح الموساد، وكان "عضوا هاما" في الشبكة، سافر إلى سويسرا مرتين لمقابلة ضباط بالموساد.

وتمت تغطية الخبر بصورة واسعة على قناة الخبر التلفزيونية الموالية للحكومة أيضا باستضافة الصحفي عبد الرحمن سيسمك الذي نشر القصة. 

وقال المذيع بالقناة التركية، إنها تمثل "نجاحا صحفيا كبيرا" و"نجاحا استخباريا عظيما".

وقال سيسمك إن هذه "أول عملية في العالم تستهدف منظمة استخبارية بشكل مباشر وبهذا الحجم".

وأضاف أن هذه العملية تشكل "القشة الأخيرة" بعدما وجدت أنقرة أن إسرائيل "خرقت" الاتفاقيات الثنائية بألا تكون "بصورة مباشرة خلية استخبارية".

واشتهرت صحيفتي الصباح وفجر جديد التركيتين بصلاتهما الوثيقة بالمصادر الأمنية التركية، وقد تصدرا عناوين الصحف الدولية في وقت سابق لتقديم تفاصيل بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول عام 2018.

وكانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل قد شهدت عدم استقرار في السنوات الأخيرة، فقد طردت كلتا الدولتين سفير الأخرى لديها في عام 2018 بعد خلافات كبيرة بينهم.

فقد أدانت أنقرة الإحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والتعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين، بينما طالبت إسرائيل بوقف الدعم التركي لحركة حماس الحاكمة لقطاع غزة.

وفي يوليو من العام الجاري، أجري رئيس تركيا رجب طيب أردوغان اتصالا بالرئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هيرتسوغ لتهنئته على تولي المنصب.

وذكر تقرير لوكالة رويترز للأنباء، أنه على الرغم من التوتر السياسي بين الدولتين، إلا أن التبادل التجاري مازال قائما بينهما.

وفي مايو من هذا العام، قال أردوغان عن إسرائيل بوصفها بأنها "دولة إرهاب" بعدما قامت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء الرصاص المطاطي وقنابل الصوت على شباب فلسطينين في المسجد الأقصى في صباح يوم عيد الفطر.

وتتهم إسرائيل أنقرة بمساعدة حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل منظمة "إرهابية".