في الوقت الذي يجلس فيه الشباب على المقاهي و وسط الطرقات و أمام شاشات التليفزيون و الهواتف تجد إحدى سيدات المنيا تمتهن مهنة الرجال لتعمل "اسكافي" تخيط الأحذية والشنط وجميع أنواع الجلود.
تسكن "دنيا" في منزل صغير بإحدى قرى مدينة بني مزار بمحافظة المنيا، تزوجت منذ 15 عامًا، و أنجبت طفلين الأول ولد لم يكمل تعليمه بسبب مشكلة بالسمع، والثانية بنت بالمدرسة الإعدادية.
تعلمت "دنيا" أو _ "أم أحمد" كما تحب أن يقال لها_ مهنة "الاسكافي" من زوجها حيث أنه ظل يعمل في هذه المهنة أكثر من 50 عامًا، كبر الزوج ولزم الفراش ولم يستطع العمل بعد، فما كان للزوجة المصرية إلا أن تقوم هي بعمله وتسانده حتى لا ينهار منزلها و يتفرق أبنائها.
تبدأ "أم أحمد" صاحبة الـ 35 عامًا يومها من السادسة صباحًا، حيث تقوم بتحضير وجبة الإفطار لأبنائها وزوجها، ثم تودع ابنتها الصغيرة لتذهب إلى المدرسة. لتكمل يومها في عملها الذي تولته عن زوجها المريض، قائلة إنها تقوم بتعديل العديد من أنواع الجزم والكوتشيات و الشنط بجميع أنواعها و أحجامها، مشيرة أنها تحيكها على يدها فلا تمتلك أي ماكينة للأحذية.
وعن أسعار تعديل الأحذية أوضحت "أم أحمد" أنها تأخذ 5 جنيهات فقط، وإذا اعطاها أحد اي مبلغ تتقلبه، مؤكدة أن هذه المهنة تكاد أن تكون موسمية على بداية المدارس و في الأعياد والمناسبات، غير ذلك يكون الإقبال ضعيف جدًا.
وتتمني "أم أحمد" أن يكون لديها مشروع مناسب تستطيع مساندة زوجها وفتح بيتها منه، مشيرة أنها لا تعتمد على أي شخص في تربية أبنائها، حيث أنها لا تستطيع أن تمتهن اي مهنة أخرى بسبب مرض زوجها وصغر أبنائها، فضلًا عن إعاقتها.