ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتحرك في اتجاه تسليم مجمعين سكنيين روسيين، يقعان بالقرب من مدينة نيويورك وعلى ساحل ولاية ميريلاند الشرقي، إلى روسيا بعد إغلاقهما في ديسمبر الماضي وترحيل المسؤولين بهما ردا على تدخل موسكو في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أعلن يوم 29 ديسمبر الماضي أنه يتم استخدام هذين المجمعين "لأهداف استخباراتية" وأمهل روسيا 24 ساعة لإخلائهما، كما طرد أوباما 35 دبلوماسيا روسيا قال إنهم "عملاء في المخابرات".
وقال مسؤولون مطلعون إن إدارة ترامب أبلغت الروس الشهر الماضي بأنها ستدرس إعادة المجمعين السكنيين إلى موسكو إذا ألغت تجميدها لبناء قنصلية أمريكية جديدة على أرض بمدينة سان بطرسبورج، والذي فرضته روسيا عام 2014 كرد على فرض عقوبات أمريكية عليها بسبب قضية أوكرانيا.
غير أن الموقف الأمريكي تغير بعدها بيومين، إذ أبلغ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون نظيره الروسي سيرجي لافروف والسفير الروسي سيرجي كيسلياك في اجتماع بواشنطن أن الولايات المتحدة أسقطت أي علاقة بين المجمعين السكنيين والقنصلية.
ووفقا للصحيفة، قال آر. سي. هاموند مستشار تيلرسون إن الولايات المتحدة وروسيا لم يتوصلا إلى أي اتفاقات بهذا الشأن، موضحا أن الاجتماع القادم رفيع المستوى بين الحكومتين، أقل من مستوى وزراء الخارجية، سيعقد الشهر الجاري في سان بطرسبورج.
وقال مسؤولون اشترطوا عدم الإفصاح عن هوياتهم بسبب مناقشتهم لقضايا دبلوماسية حساسة، إنه قبل اتخاذ قرار نهائي حول السماح بعودة الروس إلى المجمعين السكنيين، تدرس الإدارة الأمريكية فرض قيود محتملة على الأنشطة الروسية هناك، بينها رفع الحصانة الدبلوماسية التي كان المجمعان يتمتعان بها في السابق، فبدون هذه الحصانة، سيتم معاملتهما كأي مبنى آخر في أمريكا ولن يمنع من دخولهما سلطات إنفاذ القانون الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن أي تنازلات لموسكو قد تعتبر مثيرة للجدل في وقت تخضع فيه الإدارة الأمريكية ومسؤولون سابقون بحملة ترامب الإنتخابية لتحقيق من الكونجرس بسبب مزاعم علاقاتهم بروسيا.