الخيرة فيما اختاره الله عبارة يكررها العديد من الأشخاص ويسيرون بها في جميع أمورهم فعندما يغلب علي المسلم الحيرة من أمره فلا يجد له ملجأ إلا طلب الاستخارة من الله.
وصلاة الاستخارة، هي عبارة عن صلاة يؤديها المسلم لطلب الخيرة من الله عز وجل عندما يشعر بالحيرة والتردد أو الاختيار بين شيئيين.
شروط صلاة الاستخارة:
النية وأن تكون الاستخارة في الأمور التي لا يعرف المسلم خيرها من شرّها؛ فالعبادات والواجبات لا يُستخار لها، وكذلك المحرّمات والمنهيّات ويشترط لصلاة الاستخارة ما يشترط للصلاة كستر العورة، واستقبال القبلة، والطهارة من الحدثين، وغير ذلك من الشروط العامة للصلاة.
حكمها: أجمع العلماء أن الاستخارة سنة يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها.
ويعد أفضل الأوقات لأدائها هو وقت إجابة الدعاء في الثلث الأخير من الليل، لأن فضل الاستجابة في هذا الوقت ورد في السنة النبوية، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)
كيفية صلاتها أن يصلي ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسميه بعينه من زواج أو سفر أو غيرهما) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به)
ويعرف مصلي الاستخارة أثر الاستخارة إما بعلامات القبول، أو علامات عدم القبول، أما علامات القبول باتفاق الفقهاء الأربعة (أبو حنيفة، الشافعي، مالك، وأحمد) تؤدي إلى انشراح الصدر أي ميل القلب إلى أحد الأمرين ميلا خارجا عن هوى النفس، بينما تؤدي جميع علامات عدم القبول إلى انصراف النفس عن الأمر وعدم بقاء القلب معلقاً به.