حسن الظن بالله هو صفة تورث الراحة في القلب، والسلامة للبال، لأن الإنسان يتوقف عن الافكار المريبة التي تسبب له القلق والتعب النفسي والجسدي، ومن فوائد حسن الظن المتعددة نذكر ما يلي:
فؤائد حسن الظن ب الله
حسن الظن من علامات اكتمال إيمان المسلم وهو من العبادات الحسنة، لأن المؤمن يظن دائمًا بأخيه المؤمن الخير، قال تعالي في سورة النور (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)
حسن الظن يساعد على إغلاق باب الفتن على الشيطان، لأنه يوسوس للإنسان من باب سوء الظن بأخيه المسلم، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ) سورة الحجرات، اي ان الشيطان يوسوس للمسلم بالشك باخيه، والحكم عليه بما ليس حق، وذكره بالغيبة والنميمة، او حتى التقصير في حق من حقوقه، ويوسوس للإنسان بأنه افضل من غيره، في التقوى والصلاح على سبيل المثال، فيهلك الإنسان بسوء ظنه وتكبره.
حسن الظن يزيد من المحبة بين افراد المسلمين، ويحمي المسلمين من مخاطر الغيبة والتفكك والكراهية التي تنجم إذا اساء الناس الظن ببعضهم
حسن الظن هو رادع قوي يمنع الناس من إثارة الشائعات والحديث عن اعراض الناس وإشاعة الفاحشة والرذيلة، وبهذا يسلم المجتمع من الاضرار البالغة للتعدي على اعراض الناس وذكرها بما ليس حق
حسن الظن دليل على طهارة الروح، وصدق الإيمان، وسلامة القلب.
ثمار حسن الظن بالله
إن من ثمار حسن الظن بالله تعالى تحقيق ما يريد الإنسان، فإن ظن بالله انه سيكرمه، فإن الله سوف يفيض عليه من خيراته وكراماته، وإن ظن العكس، فإنه سيتحقق ايضًا، لأن الله تعالى يعامل العباد كما يظنون بها، ويفعل ما يتوقعون.
ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي» متفق عليه. وفي المسند عنه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله».
ومن افضل ما قيل عن حسن الظن بالله هو قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : “والذي لا إله غيرُه ما أُعطي عبدٌ مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنَّه؛ ذلك بأنَّ الخيرَ في يده» رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن.
حسن الظن يعد من اهم الوسائل للرضا والتسليم بامر الله، فإن أنزل الله مرض بالمؤمن، يدرك ان هذا المرض ما هو الا ابتلاء لرفع الدرجات أو وسيلة للتطهير من الذنوب.
اي عند حسن الظن يرضى الإنسان ويصبر، ويزداد محبةً لله تعالى، ويبتعد عن السخط، والحرص على حسن الظن يعد معين للإنسان للصبر والرضا على مصائب الدنيا.
مواطن حسن الظن بالله
عند الدعاء
كلما زاد اقتراب المؤمن من ربه، كلما تيسرت عليه المصائب، وهان عليه الدرب والسبيل الذي يسلكه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “لن يهلك مع الدعاء أحد” أخرجه الحاكم في المستدرك وفي الحديث الآخر “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة” رواه الترمذي.
عند التوبة
يجب ان يحسن المسلم الظن برحمه الله، وأنه الرحيم الذي يغفر الذنوب ويتجاوز عن السيئات مهما عظمت، لأن اسوأ الناس حالًا كما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم هو الشخص الذي يظن بأن الله لن يغفر ذنوبه، وهذا نوع من سوء الظن بالله الغفار الرحيم بعباده.
عند الموت
عندما يكون المؤمن على فراش الموت، يجب ان يكون موقنًا بان الله سوف يكرمه في الآخرة كما اكرمه في الدنيا، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل" رواه مسلم.
لكن من المهم معرفة الفرق بين حسن الظن بالله وبين الغرور الذي يمنع صاحبه من فعل الحسنات، لانه يظن بان الله سوف يغفر له مهما اقترف من اعمال او اساء لحقوق الناس، لأن الشخص المؤمن بحق الذي يحسن الظن بالله تعالى يحسن العمل أيضًا.