الخميس 23 مايو 2024

رمضان الخير وفرحة القلوب

2-6-2017 | 15:03

بقلم : إيمان حمزة

كل عام وأنتم بخير و"مرحب شهر الصوم مرحب".. يأتى لتعم الفرحة قلوبنا وتتزين شوارعنا وبيوتنا بمذاق رمضان الخاص الذى يميزنا عن كل بلدان العالم, رمضان الشهر الكريم الذى نتسابق فيه إلى البر والتقوى والعمل الصالح ابتغاء مرضات الله ومغفرته, رمضان الشهر الذى تنزل فيه القرآن ليهدى الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور, ولهذا يتسابق العباد لقراءة آيات القرآن والتدبر فى معانيه, من أجل خيرهم وخير البشرية من حولهم, فكانت أول كلمة فى القرآن هى الدعوة الربانية لرسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام: "اقرأ باسم ربك الذى خلق, خلق الإنسان من علق, اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم", وهى دعوة صريحة من الخالق لكل البشر بالأخذ بالعلم وإعمال الفكر والعقل.. وتفكروا يا أولى الألباب, ولنعود إلى صحيح ديننا ووسطية الإسلام وسماحته ودعوته لنا بنشر الحب والخير وقيم إتقان العمل المبنى على الأخذ بكل أسباب القوة والمعرفة والعلم فى شتى مجالات الحياة كما كانت الدولة الإسلامية التى أقامها رسولنا الكريم والتى قامت على المؤاخاة بين أجناس الأرض وأصحاب الديانات المختلفة.. لترسى عصر من المساواة فى الحقوق والواجبات لا فرق بين عربى أو أعجمى, أبيض أو أسود, رجل أو امرأة, غنى أو فقير إلا بالتقوى والعمل الصالح, فآمنت للجميع حياتهم وبيوتهم وأملاكهم ودور عبادتهم ولم تجبر أحدا على الدخول فى الإسلام, فالدعوة الإلهية صريحة: "إن عليك إلا البلاغ", ودعا رسولنا الكريم: "وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة", هذا هو الإسلام الذى أقام عليه رسولنا الكريم دولة قوية قائمة على العلم والعقل والعمل وإعلاء مكانة العلماء انبثقت منها أقوى العلوم التى أخذ عنها الغرب ليؤسس نهضته الحضارية فى القرن الخامس عشر بعد أن كان غارقا فى الظلمات فاستمد منا علوم الطب والرياضيات والفلك والعمارة والفنون ليخرج من غياهب الجهل والضعف التى كان عليها, يأتى رمضان لنتذكر ونستعيد كل أسباب القوة ونستفيد من كل ما أصاب الأمة بعد ذلك من أسباب الضعف عندما دبت الفرقة وزادت الأطماع ليحل الانهيار والانحدار, نتلمس من عبر التاريخ كل ما يفيدنا ويفيد شعوبنا بعيدا عما نراه ممن يدعون الدين ويفسدون فى الأرض والدين منهم براء, رمضان شهر الصيام والقيام والإحسان, فالصوم صحة للبدن وقوة للنفس ولهذا كتب الله الصيام على عباده أجمعين.. "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم", فصيام رمضان يفيد أجسامنا صحة كما أكد علماء الطب ويخلصها من الكثير من السموم والأمراض كالتخمة والسمنة وغيرها, كما أن الصوم تهذيب لسلوكيات الإنسان, يعلمه مجاهدة النفس والتحكم فى أهوائها, فيتعلم قوة الإرادة وترويض النفس بعيدا عن كل ما ينهانا عنه الله وقت الصيام, وأيضا عن الاستجابة لانفعالات وردود التى تزيد من اشتعال المشاحنات فى البيت والشارع, فالصيام الحقيقى يعلمنا الصبر وعفة اللسان ويقهر أهواءه بمعصية الخالق, يتلمس قول رسولنا الكريم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه", ولهذا كان تسابق الناس إلى حسن العبادات من صيام وقيام ومن الإحسان والبر بالفقراء وتواصل الأهل والمعارف والجيران والأصدقاء, ليعم الخير أيام وليالى هذا الشهر المبارك, ولتكن دعوة تنطلق منه وتعم طوال العام بما نستمده منه من كل الروحانيات والتسابق إلى الخيرات وحسن المعاملات بيننا وكل من حولنا ليرضى الله عنا ويبارك حياتنا.