الثلاثاء 3 سبتمبر 2024

شينخوا: منتدى التعاون الصيني-الإفريقي يعكس رؤية الصين وتطلعاتها للجنوب العالمي

منتدى التعاون الصيني

عرب وعالم3-9-2024 | 15:19

دار الهلال

يتوافد قادة من أكثر من 50 دولة إفريقية إلى بكين لحضور قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي /فوكاك/ لعام 2024 الذي يبدأ أعماله غدا /الأربعاء/ ويستمر ثلاثة أيام، وهو أكبر تجمع دبلوماسي تستضيفه الصين منذ سنوات. 

وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) الصينية - في تحليل نشرته اليوم /الثلاثاء/ - أن هذا الحدث يأتي في ظل عودة مفهوم «الجنوب العالميّ»، وهو مصطلح يشير إلى مجموعة متنوعة من الدول النامية التي تقع في الغالب جنوب خط برانت.

وقبل افتتاح القمة، بدأت تتنامى رواية صنعها الغرب مفادها أن الصين "تفوز" بالجنوب العالمي، مدعيةً أن الصين أطلقت "هجومًا ساحرًا" لاستمالة هذه الكتلة نحو نفوذها.. وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، بحزم قائلة: "باعتبارها جزءًا طبيعيًا من الجنوب العالمي، لا تسعى الصين إلى 'الفوز بالجنوب العالمي'، بل تهدف إلى مساعدة شركاء الجنوب العالمي، بما في ذلك الدول الإفريقية، على تحقيق التنمية والازدهار فعليًا."

ويمثل المنتدى نموذجًا مصغرًا للصداقة الطويلة الأمد بين الصين وشركائها في الجنوب العالمي .. ففي أعقاب الحرب الباردة في أوائل التسعينيات، بدأت القوى الغربية في سحب مساعداتها واستثماراتها من إفريقيا، مما أدى إلى تراجع الاقتصاد وزيادة الديون .. وفي هذا السياق، أطلقت الصين وإفريقيا معًا أول منتدى للتعاون بينهما في عام 2000.

وتسترشد سياسة الصين تجاه إفريقيا بمبادئ الصدق والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية، وهي المبادئ التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج خلال أول زيارة خارجية له كزعيم للصين في عام 2013، والتي شملت ثلاث دول إفريقية.. وتعكس هذه المبادئ علاقة الصين مع بقية الجنوب العالمي القائمة على المساواة والاحترام المتبادل.

ومنذ بدء المنتدى، أصرت الصين على استضافته بالتناوب بين الصين والدول الإفريقية.. وعُقد المنتدى خلال الربع الأخير من القرن في دول إفريقية مثل إثيوبيا ومصر وجنوب إفريقيا والسنغال .. وفي المقابل، عُقدت قمم زعماء الولايات المتحدة وإفريقيا مرتين فقط في أمريكا.

وتعتبر الصين تعاونها مع الجنوب العالمي أولوية استراتيجية، وليس مجرد إجراء مؤقت.. ويعكس تأسيس واستمرار منتدى التعاون الصيني-الإفريقي تطلعات الصين للعمل مع الدول النامية الأخرى لبناء "مجتمع الجنوب العالمي بمستقبل مشترك"..