رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«موسوعة رجال الحديث» «الأزهر» يحتفى بـ«الرواة المصريين»


3-4-2025 | 22:21

.

طباعة
تقرير: أميرة صلاح

«حفظوا ونقلوا الرواية وضبطوا وحرروا ألفاظ الأحاديث النبوية المطهرة».. مهمة مقدسة أنجزها رجال من مصر عبر القرون الماضية فى مسيرة تستحق أن تُوصف بـ«العظيمة» وأن يُشار إليها بالبنان فى حفظ «السنة النبوية»، وهو ما كان دافعًا للأزهر الشريف لإعداد موسوعة ضخمة تسجل جهود «الرواة» المصريين عبر التاريخ.

الموسوعة ليست «بدعة» ابتدعها الأزهر، بل هناك موسوعات مشابهة سبق وأن أُصدرت لتحفظ تاريخ رواة بقية البلدان العربية، وهو ما كان دافعًا - إلى جانب دوافع عدة، للأزهر الشريف والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لتقديم تأريخ لمسيرة «رواة مصر». 

 

الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو مجمع البحوث الإسلامية قال: إن لجنة السُنة بمجمع البحوث الإفريقية، بصدد إصدار موسوعة الأزهر الشريف لرجال الحديث المصريين، والسبب وراء إعداد وإصدار هذه الموسوعة هو زيادة التأكيد والاحتياط لتدوين تراثنا الإسلامى وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة، لأن الأئمة والصحابة الذين نزلوا مصر كُتبت عنهم فى السنوات الأولى كتابات عامة لم تخص الذين نزلوا مصر بصفة خاصة، فأردنا أن تشمل الموسوعة جميع العهود، من عهد الصحابة إلى يومنا هذا، أى أئمة الصحابة وأئمة المحدثين الذين نزلوا مصر.

عضو مجمع البحوث، اعتبر، أن «إصدار الموسوعة توثيق للتراث وللسُنة وتأكيد على الرواة الذين رووها وحافظوا على سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم التى تُعتبر المصدر الثانى فى التشريع، موضحًا أن «الموسوعة سوف تشمل كافة النقاط الخلافية الذين يختلف فيها العلماء كاختلاف البعض حول بقيع المنيا وغيرها، وسوف تكونقائمة على تحقيق علمى دقيق والذى لا تحوم حوله أى شبهة، وسوف تكون موثقة بالأدلة العلمية والعمل قائم فيها الآن على قدم وساق».

كما أشار إلى أنه «شُكلت لجنة تضم عددًا من العلماء والباحثين لإعداد هذه الموسوعة، وهم الدكتور جلال عجوة، أستاذ الحديث وعضو هيئة كبار العلماء وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ومحمود إمبابى وكيل الأزهر الأسبق، الدكتور جادالرب أمين عضو مجمع البحوث الإسلامية والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين، والدكتور محمد محمود أبوهاشم نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وأستاذ الحديث بالجامعة، وهناك بعد ذلك باحثون حوالى 10 من كبار العلماء المتخصصين فى علوم السُنة يعملون بالبحث والتدقيق للعمل على إنجاز الموسوعة فى غضون عام تقريبًا، لتكون المرجع لرجال الحديث النبوى فى مصر».

الدكتور جادالرب أمين عبدالمجيد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو
اللجنة المشرفة
 على الموسوعة، أكد أن «الموسوعة تمثل نقلة نوعية فى تاريخ الأزهر الشريف، حيث إن العلماء والمحدثين المصريين بذلوا جهدًا كبيرًا فى حفظ السيرة النبوية المطهرة وضبطها وتحرير ألفاظها، ونقولها من شيوخهم إلى تلاميذهم ولهم سلسلة سند متصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كالحافظ بن حجر العسقلانى والسيوطى وبدرالدين العيني، والإمام البلقيني، والعراقى والأئمة من قبل ذلك كالإمام الليث بن سعد وهو من كبار المحدثين، كذلك الإمام الشافعى رضى الله عنه الذى استوطن بمصر وعاش فيها ومات فيها، ومذهبه الجديد ارتبط بمصر، وغير ذلك كثيرًا».

«أمين»، أشار إلى أن «المحدثين المصريين بذلوا الجَهد والجُهد فى حفظ ونقل ورواية السُنة النبوية المطهرة ليس فى قرن فى واحد، بل فى قرون متلاحقة، ولا يوجد قرن من قرون نقل السُنة إلا وللمصريين مشاركة عظيمة وكبيرة يُشار إليها بالبنان فى حفظ السُنة ونقلها»، مضيفًا أن «هذا ما دعانا إلى أن نبدأ من القرن الأول من الباكورة من عصر الصحابة رضى الله عنهم، ومعلومًا أن الكثير والكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلوا مصر وشرفت مصر بهم إقامة وشرفت مصر بوفاتهم فيها وهم يمثلون أولياء الله فى هذه الحقبة فى مصر».

وأوضح أن مصر زاخرة بهم فى القاهرة الكبرى ومدينة البهنسا فى محافظة المنيا فيها الكثير والكثير من أصحاب رسول الله، هؤلاء الأصحاب شاركوا فى نقل السُنة، وفى رواية السنة النبوية وهم ينتسبون فى الإقامة والنزول والوفاة إلى مِصرنا الحبيبة، ولذلك وجه الدكتور أحمد الطيب، بصنع موسوعة كبيرة تسجل عبر التاريخ كله جهود المصريين من الأئمة والعلماء بداية من الصحابة فى رواية ونقل وحفظ السُنة النبوية المطهرة، وبدأ بالفعل التنفيذ العملى وبدأنا المشروع بباحثين متميزين بالأزهر الشريف وإشراف متميز من علماء الأزهر الشريف وعلماء مجمع البحوث الإسلامية الذى يمثل الجانب العلمى فى أزهرنا الحبيب، وبالفعل بدأنا بقرن الصحابة رضى الله عنهم أجمعين الذين نزلوا مصر وعاشوا فيها.

«الموسوعة ليست بصدد تحديد نوع من الأحاديث الذى ارتبطت بمصر، فالسُنة النبوية متكاملة سواء رواتها من الحجازيين أو اليمنيين أو البغداديين أو الدمشقيين أو العراقيين أو من المدنية المنورة أو من أهل مكة المكرمة»، هذا ما أكد عليه «أمين» على تكامل السًنة النبوية، وقال: لا يحق لنا أن نفصل أو نقيد بعض الأحاديث بأقطار، فكل الأقطار شاركت فى رواية الحديث، ولكن نريد نحن أن نبرز المصريين فى هذه المشاركة فالمشاركات كثيرة.

وأضاف: بالفعل أُلفت موسوعات وكتب تسمى كتب تاريخ المحدثين بالنسبة لبغداد ولدمشق ولأهل المدنية، وهكذا، فإننا نريد أن ندلو بدلونا فى إبراز جهود المصريين فى نقل السُنة، فالمصريون ليسوا بأقل من أى قطر إسلامى أو عربى فى جهده فى خدمة السُنة النبوية المطهرة، بحسب عضو مجمع البحوث.

«أمين» كشف أن الموسوعة ليست للرد على المشككين فى صحيح البخاري، إذ قال: «هذه الشكوك لها موسوعات أخرى ولها ردود أخرى، ومجمع البحوث الإسلامية يرصد هذه الشبهات ويرد عليها، وقمنا بالرد على كل ما جاءنا من شبهات، بل نحن لا ننتظر الشُبهة حتى تأتى إلينا وإنما عبر مرصد الأزهر الإلكترونى نرصد ونتابع، بل ونبحث عن الشبهة ونجيب عليها قبل أن تقدم وتصل إلينا، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يتابع متابعة جيدة لكل ما يُثار من فتنٍ أو شبهٍ أو طعنٍ فى السنة النبوية، ونشدد على أن السُنة صافية رائقة نقية لا يشوبها شيء وإن حاول أن يعكر عليها فئة من الناس خالية من أثر علم فى الحديث النبوى الشريف يا ليتهم يتعلمون ثم يثيرون الشبهات، لو كانوا كذلك لكانت شبهاتهم قديرة بالبحث والتنقيب، ولكن مع أنها ليست بقديرة إلا أننا نرد عليها ونُفحم كل من يثير شبهة حول السنة عامة أو حول صحيح البخارى خاصة».

وحول آليات العمل فى الموسوعة، أوضح الدكتور جلال عجوة، عضو هيئة كبار العلماء، عضو مجمع البحوث الإسلامية، المشرف التنفيذى على الموسوعة، أن «الموسوعة تضم رجال الحديث النبوى المصريين، بداية من عهد الصحابة حتى نهاية القرن العاشر الهجرى وسوف تكمل حتى القرن الثلاث عشر الهجرى، ولأن الدكتور أسامة الأزهرى كان قد جمع رجال الحديث فى مصر من بداية القرن الرابع عشر حتى مطلع القرن الخامس عشر».

ولفت المشرف التنفيذى على الموسوعة، إلى أن «الهدف من الموسوعة هو توثيق علم المصريين فى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث النبوى الشريف المروى على رسول الله نزل أكثر من 5000 صحابى سنةعشرين هجريًا فاتحين لمصر، ناشرين الإسلام وناقلين سنة النبى صلى الله عليه وسلم إلى المصريين».

كما كشف «عجوة»، أنه «فى الموسوعة سنرصد بداية الصحابة الذين روا حديث رسول الله فى مصر، حتى انتقل للقرن العاشر الهجري، وبالفعل بدأنا بجمعهم من كتب تواريخ مصر من حُسن المحاضرة لجلال الدين السيوطي، تاريخ بن يونس، عدة تواريخ كثيرة عن مصر جمعت الصحابة الذين نزلوا مصر»، موضحًا أن «العمل فى الموسوعة يقوم على كتابة سيرة ذاتية لكل واحد من هؤلاء الصحابة وجمع الأحاديث التى رووها فى مصر بالنسبة إلى ما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لإثبات أنهم نزلوا مصر وإثبات أنهم سمعوا هذه الأحاديث من رسول الله ورووها لتلاميذهم فى مصر الذى يسمون بالتابعين، وذكر نماذج منه عند كل صحابي، وذلك إثبات صحبته وأنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه هذه الأحاديث».

المشرف التنفيذى على الموسوعة، أضاف: سوف نتوسع فى الأمر قليلاً ونضم من مات ودُفن فى مصر ومكان دفنه، سواء كان فى البهنسا أو الشرقية وغيرها، وسوف نقوم بإثباته وترجمته (عمل سيرة ذاتية له) فى هامش ترجمة كل صحابي، ثم ننتقل إلى التابعين من المصريين تلامذة الصحابة، نعد لكل منهم سيرة ذاتية وما سمعه من أحاديث نبوية من الصحابة، ثم ننتقل إلى من سمع من هؤلاء التابعين، ونعد لكلٍ منهم سيرة ذاتية وكيفية سماعه الحديث من التابعين الذى سبقوه ثم من الصحابة، وهكذا».

وأوضح: حصرنا أكثر من عشرة آلاف محدث مصرى، القرن الأول جمعنا كل من سمع الحديث من التابعين ثم من الصحابة وعددهم قرابة ألف تابعى وتابع تابعى فى القرن الأول الهجرى، وجمعنا فى القرن الثانى الهجرى أيضًا فى حدود ألف ومائة محدث مصرى ممن سمعه الحديث من هؤلاء التابعين، وهكذا حتى وصلنا للقرن التاسع الهجرى حصرنا قرابة ألف وتسعمائة محدث مصرى، كل محدث من هؤلاء سمع الحديث من شيخه وهكذا، وقمنا أيضًا بتجميع كافة الأحاديث النبوية التى سمعها كل محدث ورواها فى كتبه أو ذكرت فى كتبه وغير كتبه، وبشكل عام فإن هذه الموسوعة سوف تبين تاريخ علم الحديث النبوى الشريف فى مصر.

كما بين أن «اللجنة المسئولة عن إعداد الموسوعة تعمل أيضًا على جمع مؤلفات كل محدث سمع من رسول اللهصلى الله عليه وسلم من الصحابة، سواء كان فى القرن الأول أو الثانى أو الثالث، ونجمع ما ألفوا فى علومحديث سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم، وأيضًا مؤلفاتهم فى علوم التفسير أو علوم القرآن لنبين القيمة العلمية لكل عالم حديث فى مصر»، لافتًا إلى أن «من أهداف الموسوعة أيضًا أن نبين ما ألفه كل عالم حديث مصرى فى علوم الحديث الشريف وعلوم القرآن الكريم، ونبين كذلك ما جدده العلماء فى القرن الثانى مما أُلف فى القرن الأول، وهكذا فى كافة القرون، لنبين عملية التجديد المستمرة فى العلوم الإسلامية قرنًا تلو الآخر، حتى نصل إلىنهاية القرن العاشر الهجرى». كما أشار «عجوة» إلى أنه من أبرز الصحابة الذى نزلوا مصر سيدنا عمرو بن عاص الذى قاد «فتح مصر»، والزبير بن العوام وجابر بن عبدالله الأنصاري، وغيرهم، ومن أبرز التابعين المصريين الذين صاحبوا الصحابة فى حركتهم وفى رحلات السفر منهم من سافر إلى دمياط وإلى البهنسا وإلى الإسكندرية وغير ذلك، إياس بن عامر الغافقى المصري، حسان بن كريب الرعينى الحميري، سليم بن عنز التجيبي، زياد بن ربيعة بن عنين، أبوقيس مولى عمرو بن العاص

وكشف أن «الموسوعة قد تضم أكثر من مائتى مجلد، لأنها ستدعم بالأدلة العلمية التى ستكون مبنية على كتب ألفها العلماء الذين كانوا موجودين فى مصر وقت قدوم الصحابة، وذكروا فى مؤلفاتهم السيرة الذاتية لهم وتحركاته وسكناته وكل ما قام به من عمل فى مصر.

الاكثر قراءة