قضايا الطلاق التى مازالت تمثل نسبًا عالية رغم إعلان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن انخفاض معدل الطلاق عام 2023 م بنسبة 1,06 فى المائة إلا أنها تظل مشكلة تؤرق الصغار قبل الكبار، وتخلق منهم أشخاصا ناقمين على المجتمع، نتيجة لتشتتهم مابين أب وأم لم يضعا فى الاعتبار عند اتخاذ قرار الزواج ثم الإنجاب حقوق ومصلحة الصغار، ناظرين لمصلحتهم الشخصية فقط.
كثير من الأعمال الفنية، سواء درامية أو سينمائية ناقشت هذه القضية بعضها وضع فى الاعتبار المشاكل النفسية التى يتعرض لها الأبناء وبعضها تطرق لمناقشة العلاقة بين طرفى عقد الزواج «الزوجة والزوج» وأسباب الفشل التى أدت بهم إلى الانفصال.
أعجبنى فى فيلم «ساندوتش عيال» فكرة إلقاء الضوء على معاناة الصغار وكيف لهم أن يدافعوا عن حقهم فى استقرار حياتهم العائلية، وسط أب وأم وبيت هادئ، الفكرة تقوم على مقاضاتهم لأولياء أمورهم أمام المحاكم حفاظا على حقهم فى العيش الآمن، ولا أدرى هل يحق لهم قانونا هذا النوع من التقاضى؟ أم أن الموضوع فانتازيا فى سياق درامى أراد دق ناقوس الخطر أمام الكبار فى حق الصغار مقاضاتهم دفاعًا عن استقرارهم الاجتماعى والنفسى، لأن الانفصال ينتج للمجتمع أطفالًا غير أسوياء يشبون وهم ناقمون على الزواج وتكوين أسرة.
الساندوتش الذى أعطاه الطفل «مراد» نجل المحامى الشهير بطل العمل الفنان
« سامح حسين» لطفل الشارع «بائع» المناديل الذى ألقى به انفصال الأب عن الأم إلى الشارع ومخاطره، بعد أن ترك الأب صغاره وتخلى عن مسؤوليته تجاههم ثم حواره مع أحد أصدقاء نجله فى المدرسة، والذى طالب بمقاضاة والديه لأنهما تركاه وحيدا أيقظ فى ضمير المحامى فكرة تقاضى الصغار لأولياء الأمور، المنفصلين ليوقظ ضمير الشارع قبل الأزواج.
أروع مافى الفيلم نهايته والتى تمثلت فى مرافعة المحامى عن موكليه «الأطفال» فوق سن الـ 15 عاما عندما قال: كل أب وأم ألقوا بأولادهم من على أكتافهم وتخلوا عن مسؤوليتهم وتراجعوا عن قرار الارتباط الذى أخذوه بمحض إرادتهم فاسدون، لأن الفساد ليس فى المال، بل أيضا فى الأخلاق، الصغار يحترقون غضبا ولا حول لهم ولاقوة، والكبار غافلون عنهم، لابد من لحظة سلام وقفة تستعيد فيها كل أم أمومتها ويستعيد فيها كل أب أبوته وليعلموا أن بينهم طرفا ثالثا ضعيفا، يحمل اسمهم، ملامحهم وذنبهم الذى لا دخل له به إلا أنه ولد لهذه العائلة، ورغم ذلك مهما افترقوا، هو أبدا لن يستطيع فراق أحدهما.
عنوان الفيلم «ساندوتش عيال»، رغم غرابته إلا أنه ينطوى على معنى فى غاية الأهمية، وهو أن الطفل لأبوين منفصلين يكون مثل شريحة الجبن أو اللحم بين شطرى الخبز..
وصل المعنى؟ تحية لصناع الفيلم..
