أعلن مهندسون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) عن تطوير طائرة مسيّرة مبتكرة تُحاكي المتحوّلين في أفلام الخيال العلمي.
وتتمتع الطائرة بقدرة فريدة على التحول جوًا من وضع الطيران إلى وضع القيادة الأرضية، ما يُمثّل اختراقًا تقنيًا طال انتظاره في عالم الطيران.
وبحسب موقع أوديتي سنترال، فإن الطائرة التي أُطلق عليها اسم ATMO – اختصارًا لـ "المورفوبوت المتحول جوًا" – هي ثمرة تعاون بين الباحثين موري غريب ويوانيس ماندراليس، وتتميّز بقدرتها على تغيير وضعها في الهواء بسلاسة، دون الحاجة إلى الهبوط أولًا، وذلك باستخدام محرك مركزي واحد يحرّك مفصلًا يتحكم باتجاه المحركات الأربعة.
ويُعد هذا الإنجاز بمثابة قفزة نوعية، إذ تحوّلت ATMO من مجرد طائرة رباعية المراوح إلى مركبة شبيهة بـ"الروفر" الأرضي قبل أن تلامس سطح الأرض، في سابقةٍ وصفتها تقارير علمية بأنها حلٌّ لتحدٍ طال لعقود.
اللافت أن أغطية المراوح الدائرية، التي توفر الحماية لمحركات الدفع، تتحول في وضع القيادة إلى عجلات تسير على الأرض، ما يضاعف من كفاءة استخدام المركبة في بيئات متنوعة، وخاصة التضاريس الوعرة التي يصعب التنبؤ بها.
وقال ماندراليس، طالب الدراسات العليا في مجال هندسة الفضاء الجوي: "استلهمنا الفكرة من الطبيعة، حيث تستخدم الحيوانات أجسامها بمرونة لتحقيق أنواع متعددة من الحركة. والقدرة على التحول أثناء الطيران تفتح آفاقًا جديدة للاستقلالية والتحمّل في الروبوتات الطائرة".
لكن هذه التقنية لم تكن سهلة التحقيق. فقد اضطر الفريق للتعامل مع قوى ديناميكية هوائية معقدة، واضطرابات ناتجة عن تغيير أوضاع المراوح أثناء الهبوط، ما تطلّب تطوير خوارزمية تحكّم متقدمة قادرة على معالجة هذه المتغيرات في الوقت الحقيقي.
وأضاف ماندراليس: "نظام التحكم هو المحور الحقيقي لهذا الابتكار. بمجرد بدء التحول، يتغير كل شيء – القوى المؤثرة، استقرار الحركة، وطريقة التفاعل مع البيئة – وكان علينا أن نطوّر خوارزمية ذكية تستجيب فوريًا لهذه التحولات المتداخلة".
ورغم أن ATMO لا تزال في مرحلة النموذج الأولي، يرى الخبراء أن قدرتها على الدمج بين الطيران والحركة البرية بسلاسة، قد تمهد الطريق لمستقبل جديد في تصميم الطائرات المسيّرة، وتُحدث ثورة في التطبيقات المدنية والإنقاذ والاستكشاف.