حققت فنانة كورية جنوبية نجاحًا كبيرًا بمشروعها المبتكر الذي حولت فيه صور الغرباء المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي إلى لوحات بورتريه تُباع بأسعار خيالية.
واستطاعت الفنانة الشابة موكا لي، البالغة من العمر 28 عامًا، أن تحوّل التصفح العشوائي على تطبيق "إنستجرام" إلى مشروع فني عالمي حقق نجاحًا مذهلًا.

واعتمدت لي، أسلوبًا غير تقليدي في اختيار الأشخاص في لوحاتها، حيث تراقب وجوه الناس وسلوكياتهم المصورة من خلال هاتفها المحمول، منتظرة لحظة عابرة تلمح فيها شيئًا فريدًا أو مختلفًا في إحدى الصور التي تُعرض أمامها بفعل خوارزميات التطبيق.
وقالت الفنانة في مقابلة مع CNN: "يمكنني مراقبة عدد لا يُحصى من الأشخاص دون أن أقابلهم فعليًا، وهذا ما يجعلني أجد جمالًا غير متوقع في الطريقة التي يعبّر بها الناس عن أنفسهم عبر القليل من الصور المنتقاة بعناية على صفحاتهم".
ولعل أبرز ما يميز تجربتها هو لوحتها الأخيرة بعنوان "Surface Tension 07"، التي رُسمت استنادًا إلى صورة فتاة شابة ترتدي قميصًا أبيضًا فضفاضًا وتبتسم بخفة بينما تنسدل خصلات شعرها على عينيها.

وهذه اللوحة ستُعرض هذا الأسبوع في معرض "كارلوس/إيشيكاوا" بلندن، ضمن فعاليات معرض "آرت بازل" للفنون في سويسرا.
ولا تقوم موكا لي بنسخ الصور دون إذن، بل ترسل رسالة خاصة (DM) إلى أصحاب الصور لتطلب منهم شراء حقوق استخدام الصورة، وهو أسلوب فريد يعكس، كما يوضح مدير معرضها في سيول، جيسون هام، تغير طبيعة العلاقات الإنسانية في العصر الرقمي.
وقال هام: "في الماضي، كان الفنان يرسم شخصًا يجلس أمامه لساعات، أما اليوم، فمجرد رسالة على إنستجرام تكفي للبدء بلوحة قد تغيّر حياة الطرفين".
الفنانة التي استخدمت أيضًا مصادر مثل صور "غوغل" وأعمال المصورة الأمريكية نان غولدين، بدأت تكتسب شهرة واسعة بعد مشاركتها في "آرت بازل هونغ كونغ" عام 2023، وهو ما فتح لها أبواب العالمية، إذ حققت بعده لوحتها "I’m Not Like Me" أكثر من 200 ألف دولار في مزاد بمدينة هونغ كونغ، وهو رقم قياسي لفنانة في العشرينات من عمرها في كوريا الجنوبية.

ورغم كل هذا النجاح، تصر الفنانة على تواضعها، وتقول: "رغم أنني أبدأ الآن بالتوسع في الأسواق العالمية، فإنني ما زلت مجرد شخص ينظر إلى هاتفه داخل غرفة صغيرة في مرسمه في كوريا".