قال أكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر لا تريد توسع الصراع الإقليمي، ليس لخطورته على الأمن القومي المصري أو العربي، بل للنتائج التي لا يحمد عقباها على العالم كله، وإن إسرائيل حاليًا تلعب أدوارا خطيرة في المنطقة، لها تداعيات كبيرة مثلما حدث في تداعيات الحرب اللبنانية، وما نراه أمام أعيننا من الصراع الدائر منذ سنتين بين غزة وإسرائيل، فضلًا عن أحداث البحر الأحمر والحوثيين.
وأضاف في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن مصر تريد التهدئة في الشرق الأوسط، فهي لا تريد تدخل الولايات المتحدة في الصراع لصالح إسرائيل، فضلًا عن نتائجه إذا حدث على الجانب الآخر من تدخل أطراف أخرى لصالح إيران مثل الصين وروسيا.
واستطرد: إن مصر تطالب بإصلاح شامل وعادل لمنظومة الأمم المتحدة، والتي بقيت منذ الحرب العالمية الثانية بدون أدنى تعديلات على قوانينها، خصوصًا مجلس الأمن، والذي لا ينطوي على العدالة، وذلك بسبب تدخل الدول الخمس الكبرى في التصويت لصالح ما تراه مناسبًا لها، فالوضع يحتاج إلى إدخال تعديلات وإصلاحات جذرية كبيرة. وإن إصلاح الأمم المتحدة يحتاج إلى موافقة 15 دولة، فضلًا عن الدول الخمس الكبرى، والتي من المؤكد أنها لن توافق على ذلك، لأنه يعني سحب الامتيازات منها.
كلمة السفير أسامة عبد الخالق بالأمم المتحدة
وفي سياق متصل، أدان السفير أسامة عبد الخالق، الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مع ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولية صمته، وإصلاح شامل لمنظومة الأمم المتحدة، موجهًا انتقادات مباشرة لاستخدام "الفيتو" كأداة لحماية المعتدين، في إشارة واضحة إلى ممارسات الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن.
وأكد السفير، الموقف المصري الثابت الداعي للسلام الإقليمي، محذرًا من انزلاق المنطقة نحو صراع مفتوح، في ظل ممارسات إسرائيل التصعيدية واعتداءاتها المتكررة، سواء في غزة أو ضد السيادة الإيرانية، ما قد يهدد الاستقرار الدولي برمته.
أبرز نقاط كلمة مصر أمام الجمعية العمومية بالأمم المتحدة
تحدث عبد الخالق في عدة نقاط، منها الإبادة الجماعية في قطاع غزة حيث وصف الوضع في غزة بأنه "عار على الضمير الدولي" وقد حمل المجتمع الدولي مسؤولية التدخل العاجل لوقف المعاناة الإنسانية، مشددًا على الحق الفلسطيني في تقرير مصيره، وفضلا عن مناداته بمنح دولة فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة مع جعل القدس الشرقية عاصمة لها.
وفي جانب آخر، أكد ضرورة توجيه كل الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع وفتح المعابر، مع إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، مشددًا على ضرورة إصلاح هيكلية مجلس الأمن، خاصة استخدام "الفيتو"، وأنه لا يمكن أن يصبح غطاء للإفلات من المسؤولية تجاه الجرائم.
أفاد بأن ما يجري في غزة يعد "جرائم حرب" ويجب محاسبة المسؤولين عنها وفق القانون الدولي، مؤكدًا التزام مصر بدعم الجهود الدولية بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لدفع وقف إطلاق النار وإنهاء الحصار، وأدان السفير الهجوم الإسرائيلي على إيران، وحذر من الخطر الذي قد يلحق بالاستقرار الإقليمي.