في تطور جديد للحرب الإيرانية الإسرائيلية، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز سجيل على إسرائيل، وهو أحد أنواع الصواريخ التي تمتلكها إيراني في ترسانتها الصاروخية التي تضم أنواع باليستية وكروز بمدى مختلف، في استمرار للحرب بين الجانبين التي بدأت بعد الهجمات الإسرائيلية على أنحاء مختلفة في طهران فجر الجمعة الماضي.
في ليلة 13 يونيو الجاري، أطلقت إسرائيل عملية وصفتها بـ"الأسد الصاعد" ضد البرنامج النووي الإيراني، وبعد أقل من 24 ساعة، شنت إيران هجومًا انتقاميًا أطلقت عليه اسم عملية "الوعد الصادق 3"، وتبادلت تل أبيب وطهران الضربات مجددًا، حيث أفاد الجانبان بوقوع خسائر بشرية نتيجة هذه الهجمات، كذلك طالت الهجمات الصاروخية منشآت مدنية وعسكرية مختلفة في طهران وتل أبيب.
صاروخ سجيل
وأفادت وكالة تسنيم للأنباء أن إيران أطلقت صاروخ سجيل الباليستي متوسط المدى ثنائي المرحلتين في ظروف قتالية لأول مرة، حيث تم إطلاق ثلاثة صواريخ من هذا النوع أصاب قلب تل أبيب، فيما أكد الحرس الثوري أن العمليات السابقة نجحت في تدمير منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وقال الحرس الثوري في بيان له: "يا سكان الأراضي المحتلة في القدس! إن القوات المسلحة الإيرانية، وبالاعتماد على دعم الشعب الإيراني الباسل، قد حطّمت منظومة الدفاع الجوي لجيش الكيان الصهيوني خلال عدّة عمليات سابقة، والآن فإن سماء الأراضي المحتلة قد فتحت ذراعيها أمام صواريخ إيران وطائراتها المسيّرة!".
وسجيل هو صاروخ باليستي متوسط المدى ثنائي المرحلتين، يبلغ مداه الأقصى 2000 كيلومتر، تم اختباره لأول مرة عام 2008، يستخدم الوقود الصلب، صُمم وصنع محليًا في إيران.
يُرجّح أن تطوير صاروخ سجيل بدأ في أواخر التسعينيات، ولكنه ينبع من أعمال تطوير الصواريخ الإيرانية السابقة، وأبرزها صاروخ زلزال الباليستي قصير المدى، على الرغم من أن الصاروخ يتشابه في الحجم والوزن والمدى مع شهاب 3، إلا أن استخدامه للوقود الصلب يُعدّ تحسينًا كبيرًا على تصميم شهاب.
يسمح الوقود الصلب بفترات إطلاق أسرع، مما يجعل الصاروخ أقل عرضة للخطر أثناء الإطلاق، وذلك لأن الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب لا تتطلب التزود بالوقود مباشرة قبل الإطلاق، فهي أسهل نقلًا.
يبلغ طول صاروخ سجيل 18 مترًا، وقطره 1.25 مترًا، ووزنه الإجمالي عند الإطلاق 23,600 كجم، ويمكنه نقل حمولة تزن حوالي 700 كجم إلى مدى 2000 كيلومتر، وهو أقصى مدى للصاروخ.
أُجري أول إطلاق تجريبي عام 2008، ويُقال إن الصاروخ حلق لمسافة 800 كيلومتر، وأُجري إطلاق ثانٍ في مايو 2009 لاختبار أنظمة التوجيه والملاحة المُحسّنة، أُجريت أربع تجارب طيران أخرى منذ عام 2009، وحلّق الاختبار السادس لمسافة تقارب 1900 كيلومتر في المحيط الهندي.
يبدو أن صاروخ سجيل تصميم إيراني فريد، رغم أن بعض التكهنات ربطت الصاروخ بالصاروخين الصينيين DF-11 وDF-15، إلا أن حجم الصاروخ ومواصفاته تشير إلى أنه صاروخ إيراني فريد، وعلى الرغم من عرض الصاروخ للعامة خلال عرض عسكري إلى جانب صاروخي شهاب-٣ وغدر-١.٥. لم يُختبر الصاروخ منذ عام ٢٠١٢.
ورصد تقارير إيرانية، عن أن هناك نسخ مختلفة من الصاروخ سجيل، منها سجيل 2 و3، مع الإشارة إلى أن الصاروخ سجيل 3 يتكون من ثلاث مراحل، ويبلغ مداه الأقصى 4000 كيلومتر، ووزن الإطلاق 38000 كجم.
وبعد حوالي عقد من عدم النشاط، عاد سجيل إلى الظهور في عام 2021 عندما أطلقته إيران كجزء من مناورات الرسول الأعظم العسكرية في 15 يناير من ذلك العام، تشير لقطات جديدة من هذا الاختبار إلى أن إيران قد أدرجت أنظمة توجيه مُحسّنة على سجيل، بما في ذلك نظام توجيه متين "بحزام" وريش نفاثة جديدة مُقتبسة من صاروخ قدر.
أطلقت طهران عشرات الصواريخ على تل أبيب وغيرها في الداخل الإسرائيلي، بما يعادل أكثر من 400 صاروخ على نحو 14 موجة من الضربات الصاروخية، اخترق بعضها الدفاعات الإسرائيلية المعروفة باسم "القبة الحديدية"، وخلف مشاهد دمار غير مسبوقة في أنحاء تل أبيب، ضمن "الوعد الصادق 3"، ردًا على الهجوم الإسرائيلي.