رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الفنان التشكيلي شادي أديب سلامة: مراسم بني حسن أظهرت التنوع الثقافي والفني والزمني في المنيا |حوار

20-6-2025 | 14:19

شادي أديب سلامة

طباعة
فاطمة الزهراء حمدي

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة ملتقى "مراسم بني حسن" في محافظة المنيا، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين من مختلف المحافظات، أتاح للفنانين فرصة استكشاف المواقع الأثرية الفريدة في قلب الصعيد، من تونة الجبل إلى طلل العمارنة، ليستلهموا من عبق التاريخ أعمالًا فنية نابضة بالحياة.

وفي هذا الحوار، يكشف الفنان الدكتور شادي أديب سلامة، أستاذ التصميمات البصرية والرقمية بكلية التربية الفنية، والمشرف على الملتقى، كواليس التجهيز للرحلة، ومعايير اختيار المشاركين، والتجربة التي خاضها الفنانون في أحضان حضارة لم تكتشف بعد كما تستحق.

 

ما فكرة الملتقى الذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة؟

 

"ملتقى المراسم"، تابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، الفكرة ببساطة أن الهيئة تأخذ مجموعة من الفنانين إلى محافظة أو موقع أثري أو سياحي داخل مصر، لمدة عشرة أيام إلى أسبوعين، ليتعرفوا على طبيعة المكان ويستوحوا منه أعمالًا فنية.

 

كيف بدأت رحلتك مع هذا الملتقى؟

 

من اللحظة الأولى التي علمت فيها أنني سأشارك وسأكون قوميسير، شعرت أنها خطوة مهمة في طريقي، خصوصًا حينما تواصلوا معي كنت متحمسا جدا، لأنني كنت أرغب منذ زمن في زيارة طلل العمارنة وتونة الجبل، كنت أردد منذ 25 سنة أنني سأذهب، ولما أخبروني أن الملتقى في بني حسن، قلت فورًا: أنا قادم، دون أي تردد.

 

كيف تم اختيار المشاركين في هذه الدورة من المراسم؟

 

بدأنا نختار مجموعة من الفنانين، وحرصنا على أن يكون أغلبهم من الشباب، أو من الجيل الوسط، لأننا أردنا أشخاصًا يكون لديهم حس أكبر ورغبة في الاكتشاف، في البداية فكرنا في بعض الفنانين الكبار، لكنهم اعتذروا، لأن الموضوع مرهق، ويتطلب مجهودًا بدنيًا كالمشي الكثير، وأنا شخصيًا، عندما كنت "الكوميسير"، في ملتقى النوبة عام 2020، لا أترك مكانًا إلا وحرصت على أن يراه المشاركون بالكامل، حتى يروا أقصى ما يمكن رؤيته، لأن ليس من السهل أن يزور أحد المنيا ويتسلق جبلًا لرؤية مقبرة، لأنها للأسف ليست موجودة على الخريطة السياحية لدينا.

 

كم عدد الفنانين الذين شاركوا؟ وما خلفياتهم؟

 

اخترنا خمسة عشر فنانا، أغلبهم من الشباب، معظمهم حديثو التخرج أو لهم خبرة بسيطة، أردنا أن نمنحهم فرصة لرؤية أشياء جديدة، أغلبهم يعملون كمعيدين أو دكاترة في كليات التربية الفنية أو الفنون الجميلة، من جامعات القاهرة، الإسكندرية، وأسيوط، فكان هناك تنوع جميل.

 

هل كانت هناك معايير خاصة لآلية العمل الفني خلال الرحلة؟

 

طلبت من كل فنان إنه يرسم لوحته الرئيسية أثناء وجودنا في المكان نفسه، عشان تكون اللوحة ناتجة من تجربة مباشرة مع البيئة اللي شافوها وحسوها، وده فرق جدًا في مستوى الأعمال، وخلّى المعرض في الآخر يعكس تجربة واقعية وصادقة.

 

كيف ترى المعرض الناتج عن هذه التجربة؟

 

أراه معرضا متميزا ومختلفا، لأنه يعبر عن الحالة الواقعية التي عشناها في المنيا، قليل من المحافظات تحتوي على هذا التنوع الثقافي والفني والزمني، فنحن رأينا آثارًا من الأسرة الثانية، والدولة الوسطى، والعصر الحديث، وتل العمارنة، والفترة الهلنستية، والقبطية، والمعاصرة، حتى في الفنون الجميلة بالمنيا كان هناك تفاعل واضح، حاولنا أن نرى كل شيء، والمعرض يظهر كيف يمكن دمج كل هذه العناصر.

 

وما قصة اسم "بني حسن"؟

 

بني حسن كانت قبيلة قديمة من القراصنة، كانت تقيم بجانب مقابر مصر القديمة من الدولة الوسطى، تلك المقابر كانت لحكام الأقاليم أو الولاة، ويقال إن محمد علي أرسل قوة لتدمير هذه المنطقة، ولذلك سميت "بني حسن" نسبة إلى قربها من المدينة التي كانت تعيش فيها تلك القبيلة، لكن الاسم لا يرتبط مباشرة بطبيعة الملتقى، بل بالموقع فقط.

 

كيف ترى التأثير الشخصي لهذه التجربة على الفنانين؟

 

كل فنان بدأ يبحث عن شيء يشده، يرتبط به، يتأثر به فنيًا، ثم يعبر عنه، وهذا هو جوهر المراسم.