شهدت الدورة الـ 71 من مهرجان "كان ليونز الدولي للإبداع"، أكبر مهرجان للصناعات الإبداعية بالعالم في فرنسا إدراج صنّاع المحتوى الرقمي العرب ضمن برنامجه الرسمي، وذلك للمرة الأولى منذ إطلاق مسار صُناع المحتوى.
ويعد ذلك تجسيدًا للتقدير المتنامي لأصوات ومنصات ومجتمعات تنطلق من عمق المشهد الإبداعي العربي، في خطوة تُشكل تحولاً نوعياً في حجم تأثير المحتوى العربي ومساهمته في تشكيل الثقافة العالمية.
وشهد برنامج هذا العام مشاركة ثلاث شخصيات رائدة في صناعة المحتوى الإبداعي العربي، هم أحمد الغندور، من مصر، ويتابعه 7.8 ملايين شخص على منصة يوتيوب، وأحمد البشير من العراق، صانع المحتوى السياسي الساخر ومقدّم برنامج البشير شو الذي يتابعه 22.5 مليون شخص حول العالم؛ وهيفاء بسيسو من فلسطين، خبيرة السرد القصصي الإبداعي التي تركز على تمكين المرأة، والتي سبق أن شاركت قمة فوربس، وفي حفل جائزة نوبل للسلام.
وتعكس مشاركة نخبة من صناع المحتوى العربي في المهرجان صعود اقتصاد المبدعين كمسار استراتيجي مؤثر، إذ يضم هذا القطاع اليوم أكثر من 1.5 مليون صانع محتوى في دول مجلس التعاون الخليجي وحدها، بإجمالي عوائد سنوية تتجاوز 300 مليون دولار، كما تحقق القنوات الرقمية في كل من دولة جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، نمواً سنوياً ثابتاً تتجاوز نسبته 15%، مما يعزز مساهمة المحتوى الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي للدول، ويوفر في الوقت ذاته فرصاً غير مسبوقة للمبدعين العرب.
وقدّم صنّاع المحتوى العرب المشاركون خلال فعاليات المهرجان جلستين مهمتين في 19 يونيو؛ حيث تفاعل أحمد الغندور من مصر مع الجمهور في جلسة بعنوان مستقبل الصداقة، والتي استكشف فيها مفهوم التواصل البشري في العصر الرقمي، وقدم كل من هيفاء بسيسو وأحمد البشير جلسة بعنوان "قصص تنجو: صناعة المحتوى خلال الأزمات" في حوار مؤثر حول تحويل وجهات النظر إلى قوة من خلال صناعة المحتوى في سياقات حافلة بالتحديات.
وتشكل المشاركة في مهرجان كان ليونز محطة محورية لإعادة تقييم التأثير الإبداعي لصنّاع المحتوى العرب وتوسيع نطاقه، حيث أصبح المحتوى العربي، بما يحمله من عمق ثقافي ومرونة تعبيرية، أحد الركائز الأساسية في رسم ملامح مستقبل الإبداع العالمي، مما يرسّخ حضور الأصوات العربية كمؤثر في تطور الصناعات الإبداعية على المستوى الدولي.

