رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

عازف الجيتار الأردنى الكبير وحيد ممدوح يكشف مفاجأة: عمر خورشيد ليس أول من عزف على الجيتار مع أم كلثوم..!


20-6-2025 | 20:58

عازف الجيتار الأردنى الكبير وحيد ممدوح

طباعة
حوار يكتبه: محمد رمضان عدسة: إبراهيم بشير

«أوتار العشق والهيام تغزل الأحلام ».. وصف دقيق لما لمسته أثناء حوارى مع نجم العزف على آلة الجيتار وحيد ممدوح بدار الأوبرا المصرية، حيث جاء إلى مصر مهرولًا بعد حصوله على الثانوية العامة فى الأردن الشقيق؛ سعيًا لتحقيق حلم حياته بتعلم العزف على الجيتار داخل معهد الكونسرفتوار، إلا أنه فوجئ بغياب هذه الآلة بين أقسام هذا المعهد لكونها آلة شعبية وليست ضمن الآلات الموسيقية الأوركسترالية، لكن عشقه لها كان دافعًا له فى تعلمها من خلال معهد الكونسرفتوار بإنجلترا.

يكشف لنا وحيد ممدوح بإحساس مر حقيقة الظلم الذى وقع على جميع عازفى الجيتار فيما قبل مرحلة ظهور العازف الكبير الراحل عمر خورشيد ومن أتوا بعده أمثال العازفين الكبار عبدالفتاح خيرى وتادرس عزيز وجلال فودة وماجد عرابى صاحب أشهر صولوهات للعزف على الجيتار لأهم أغنيتين خلال فترة الثمانينيات وهما «على الضحكاية على»، «أنا طير فى السما» وصولوهات فيلم «الراقصة والسياسى»، إلا أن تجاهل الإعلام له جعله يتجه إلى التلحين والتوزيع الموسيقى، فى حين أن نجومية عمر خورشيد لم تكن وليدة العزف على الجيتار فقط.

يَعد عازف الجيتار الأول وحيد ممدوح بالأوبرا جمهوره وخاصة السكندرى بأنه سوف يقدم لهم بشكل مكثف حفلات داخل أوبرا «سيد درويش» فى بلد الإسكندر الأكبر وإليكم نص الحوار.

 

رغم أنك درست الموسيقى الكلاسيكية إلا أنك اتجهت لدراسة الجيتار والعزف عليه فما السبب؟ ولماذا لا يُدّرس العزف على الجيتار داخل معهد الكونسرفتوار باستثناء كليات التربية الموسيقية والنوعية؟! هل هذا الموقف من قِبل الكونسرفتوار مبعثه عدم اعترافه بهذه الآلة الوترية؟!

فور حصولى على الثانوية العامة فى الأردن أتيت إلى مصر لكى أدرس العزف على آلة الجيتار لأننى كنت أعزف عليه كعازف هاوٍ من منازلهم، إلا أننى فوجئت بأن تدريس العزف على هذه الآلة لم يكن متاحًا بأكاديمية الفنون، حيث وجدت أن هذه الآلة لا تُدرّس داخل معهد الكونسرفتوار، لأنها لا تدخل ضمن الآلات الأوركسترالية لأنها آلة شعبية يُعزف عليها فى الشارع، ولذلك لا تُدرّس فى الأكاديميات والمعاهد الفنية المتخصصة، وكذلك لا يوجد قسم لتدريس آلة الأوكرديون والربابة والساكسفون، فجميع هذه الآلات ليس لها قسم داخل الكونسرفتوار لأنها آلات موسيقية شعبية، وبالنسبة للمناهج الموجودة لتدريس العزف على آلة الجيتار تعد مناهج كلاسيكية باعتباره مثله مثل أى آلة كلاسيكية، كما أن هناك نماذج من الموسيقى ليس لها أكاديميات، فمثلًا فى إسبانيا يلعبون موسيقى الفلامنكو ولا يوجد أكاديمية تُدرّس الفلامنكو، ولكن يتم تدريسها بشكل يتشابه مع أسلوب التدريس داخل الكتاتيب فى الماضى من خلال تدريس المعلم للطالب مباشرة، وحتى فى إسبانيا لا توجد أكاديمية لتدريس عزف الجيتار للفلامنكو، ولكن هناك الدراسة الكلاسيكية لقواعد الموسيقى الكلاسيك، وفى الوقت نفسه وجدت أن كليتى التربية الموسيقية بجامعة حلوان والتربية النوعية اللتين تدرسان أساسيات آلة الجيتار فقط، ما جعل بعض الأساتذة يقترحون علىّ أن ألتحق بقسم النظريات والتأليف الموسيقى بمعهد الموسيقى العربية لأن هذا القسم مرتبط بالجيتار ولكنه لا يُعلّم العزف عليه، ولكنهم يعطون الطالب بهذه النظريات الموسيقية الأساسية التى يمكن تطبيقها على الجيتار، وسيترتب على التحاقى بهذا القسم دراستى لآلة البيانو، ولكننى لا أرغب فى دراسة البيانو، وبالفعل التحقت بمعهد الموسيقى العربية لمدة عام بقسم نظريات والتأليف، وبدأت أتدرب على عزف البيانو فاستشعرت بأننى سأضيع وقتى فى هذه الدراسة، ومع نهاية العام الدراسى عرفت أن هناك فرصة لالتحاقى بالدراسة عن بعد بمعهد كونسرفتوار لندن أثناء تواجدى بمصر، لذلك قررت البقاء بها لأنه يوجد بها أكبر كم من الاستديوهات والحفلات، وبالفعل حصلت على شهادة البكالوريوس فى العزف على الجيتار ثم سافرت للحصول على درجة الدبلومة من دولة الإمارات العربية.

ما سر تحولك لعزف أغانٍ وألحان الموسيقى العربية من خلال الجيتار الذى يُعد من الآلات الموسيقية الغربية؟!

عملت فى بادئ الأمر كعازف جيتار كلاسيكى مع الأوركسترا، إلا أننى لم أجد أن هناك مردودًا ماديًا يكفينى، ومن ثم فإننى لن أستطيع العيش فى مستوى معيشى جيد، لأنه للأسف فى بعض البلدان العربية لا يُقدرون الموسيقى الكلاسيكية التى يستمع إليها الخاصة وليس عامة الناس، فى حين أننى قدمت فى بداية إقامتى حفلات بدار الأوبرا موسيقى غربية «كوارتيت» من خلال الرباعى الوترى بعيدًا عن الموسيقى العربية، فوجدت الجمهور يطلب منى أن أعزف لهم ألحانًا عربية، فعزفت بناءً على رغبتهم لحنًا عربيًا، فوجدت الجمهور تفاعل معى جدًا، فعزفت لهم أغنية «بلاش العتاب» لعبدالحليم من فيلم «معبودة الجماهير»، وهى من الأغانى الطويلة، حيث قدمتها كاملةً على المسرح، علمًا بأن عزف الموسيقى العربية من خلال الجيتار كان يستهوينى قبل أن أعزف «بلاش العتاب»، وعندما وجدت كل هذا النجاح مع أغنية عبدالحليم اتجهت لتقديم الموسيقى العربية فى حفلاتى، وبالفعل بدأت أقدم حفلات داخل الأوبرا للموسيقى العربية، ثم اشتركت فى مهرجان الموسيقى العربية، وأعتبر أول عازف جيتار يشارك فى هذا المهرجان حوالى خمس مرات فى تاريخ هذا المهرجان، وتم تكريمى فى إحدى الحفلات التى نظمتها الأوبرا داخل السعودية فى إطار التبادل الثقافى بين مصر والسعودية، ومن ثم بدأت أتجه إلى عزف الموسيقى العربية من خلال الجيتار والعمل على نشرها، لأننى وجدت أن تقديمى للموسيقى الغربية لم يضعنى فى دائرة الضوء، وفى الوقت نفسه لا أحصل من خلالها على فرص عمل جيدة.

فى رحلة دراستك للجيتار درست تكنيك العزف على العود والقانون والبزق تلك الآلات الوترية التى ينطبق عليها أنها أبناء عمومة للجيتار؟!

لم أدرس فقط تكنيك العزف على العود والقانون كآلات وترية، ولكننى درست تكنيك العزف على آلات موسيقية أخرى شعبية، ولكنها ليست من أصول عربية مثل البزق والماندولين التى استخدمها عبدالوهاب فى أغنية «عاشق الروح» فى فيلم «غزل البنات» وبعض الآلات الهندية مثل السيتار الهندى، لكننى لم أمارس العزف عليها، حيث كنت أطبق تكنيك العزف الخاص بها على آلة الجيتار لأنه لا يوجد منهج لدراسة العزف على الجيتار لكى أعزف من خلاله الألحان العربية، فكنت أستعين بمنهج العزف على آلة العود وأنفذه على الجيتار وكل الآلات الوترية التى عزفت مناهجها أو طبقتها على الجيتار هى من عائلته الوترية وليست أبناء عمومة له وكان اطلاعى على مناهج هذه الآلات بدافع أن أكتسب خبرة العزف على الجيتار بشكل مختلف وأن يقترب عزفى عليه من قوالب الموسيقى العربية، ولم يكن هدفى الرئيسى تعلّم العزف على هذه الآلات الوترية.

من المعروف بين عامة السميعة أن عمر خورشيد هو أول عزف على آلة الجيتار داخل الموسيقى الشرقية مع أم كلثوم فى أغنية «إنت عمرى» فى عام 1964 لأن عبدالوهاب أراد أن يُدخل الجيتار فى لحنها؟!

مع الأسف هذا غير صحيح لأن عمر خورشيد ليس هو أول من عزف على الجيتار مع أم كلثوم، ولكن سبقه فى ذلك عازف آلة الكمان بفرقتها عبدالفتاح خيرى الذى يُعتبر من أكبر عازفى هذه الآلة، حيث كان يعزف الصولو الخاص بالجيتار ثم يعود ليعزف على آلة الكمان وعزف على الجيتار أهم أغانى الست أم كلثوم، ولكن الجمهور للأسف لا يعلم عنه أى شيء وهذه الأغانى هى «إنت عمرى»، «فكرونى»، «هذه ليلتى»، «أمل حياتى»، «ألف ليلة وليلة»، «فات الميعاد»، وتُعتبر فترة السبع سنوات من 1963 إلى 1970 من أجمل أغانى أم كلثوم التى ظهر بها عازف جيتار آخر سبق عمر خورشيد فى العمل مع أم كلثوم وكان يدعى «تادرس عزيز»، حيث كان يعزف على الجيتار الكلاسيك، وهذا ما استشعرته من خلال طريقة جلوسه على المسرح أثناء عزفه صولو أغنية «أمل حياتى».

فى حين أن عمر خورشيد عزف خمس أغان فقط مع أم كلثوم منها «دارت الأيام»، «أغدًا ألقاك»، «من أجل عينيك»، «يا مسهرنى» التى لم يكن فيها أى صولو للجيتار، ولكننى عرفت فيما بعد أنه كان يعزف فيها على آلة البزق ولكن صوتها لم يظهر بوضوح فى وسط الآلات الموسيقية الأخرى.

كما عزف أيضًا خورشيد أغنية «حكم علينا الهوا» التى أُذيعت بعد وفاة أم كلثوم، ولكن مع الأسف كل الأغانى التى عزفت لأم كلثوم على الجيتار قد نسبت لعمر خورشيد الذى لعب مع أم كلثوم على الجيتار لأول مرة أغنية «دارت الأيام» فى عام 1970 وهى ليست المرة الأولى لظهور الجيتار فى أغانى أم كلثوم.

من وجهة نظرك لماذا انفرد عمر خورشيد داخل نفوس الجمهور بالنجومية عن غيره ممن سبقوه ومن أتوا بعده فى العزف على الجيتار؟!

بالفعل هناك عازفو جيتار كثيرون قبل وبعد ظهور عمر خورشيد، لكن لم يأخذ الجمهور باله منهم لأن نجومية عمر خورشيد ليست مقتصرة فقط على كونه عازفًا للجيتار، ولكن لعب دخوله مجال التمثيل دورًا كبيرًا فى نجوميته، حيث ظهر خلال عشر سنوات منذ عام 1970 إلى 1980 فى ثلاثين فيلمًا سينمائيًا خلال تلك الفترة الذهبية للسينما المصرية بسبب وسامته، أى أنه كان يقدم خلال العام الواحد ثلاثة أفلام، بالإضافة إلى أنه لحّن بعض الأعمال وألف موسيقى تصويرية لبعض الأفلام، فضلًا عن أن عمر خورشيد كون فرقة موسيقية وانسحب من العمل مع عبدالحليم حافظ وأصبح الجمهور يذهب إلى حفلاته، فلم تكن الموسيقى وحدها هى التى حققت له كل هذه النجومية، ولكن التمثيل هو الذى أضفى عليه النجومية إلى جانب ظهوره فى العديد من البرامج التليفزيونية مع أكبر الإعلاميين، سواء فى الإذاعة أو التليفزيون مع سمير صبرى والإذاعى الكبير طاهر أبوزيد، بالإضافة إلى أن عبدالحليم كان يقدمه للجمهور على المسرح فى كل حفلاته مع الفرقة الماسية المصاحبة لعبدالحليم، حيث كان عازفوها ثابتين معه وتسجل تحية عبدالحليم والجمهور له على شرائط الكاسيت فتسمعه الأجيال المختلفة.

كما أن شعور الجمهور بوجود حالة من الفراغ بعد رحيل عمر خورشيد مبعثه أن الإعلام لم يسلط الضوء على من أتوا بعده، ومن هؤلاء العازفين العباقرة جلال فودة الذى عزف مع عبدالحليم بعد انسحاب عمر خورشيد، ولكن الجمهور لم يعرفه بسبب عدم اهتمام الإعلام به، وهناك عازفو جيتار كثيرون لعبوا الصولوهات مع عبدالحليم وعبدالوهاب بعد انسحاب خورشيد من المشهد، ولكن الإعلام لم يهتم بهم، وأرى أن الإعلام ظلم عازفى الجيتار الذين أتوا بعد عمر خورشيد.

بالإضافة إلى أن كل الظروف التى عاشها عمر خورشيد قد ساعدته فى تحقيق النجومية ومنها عزفه داخل البيت الأبيض أثناء توقيع معاهدة السلام فى حضور رئيس الجمهورية الراحل أنورالسادات ورئيس أمريكا، فكل هذه الأحداث وضعته فى الصورة وحققت له النجومية، فضلًا عن كونه «عازف شاطر» وحقق نجاحات فى العزف على الجيتار.

كما أن هناك جنديا مجهولا آخر ظهر خلال فترة الثمانينيات بعد رحيل عمر خورشيد مباشرةً وهو عازف الجيتار الكبير ماجد عرابى الذى عزف على الجيتار بتكنيك وصوت مختلف عن عمر خورشيد ومن الصولوهات التى لعبها فى تلك الفترة كانت لأغنيتين انتشرتا بشكل كبير جدًا فى مصر وهما «على الضحكاية على» لأمير الغناء العربى هانى شاكر بأسلوب متطور فى العزف لا يتشابه مع عمر خورشيد على الإطلاق وهناك أغنية «أنا طير فى السما» لإيمان البحر درويش لنفس هذا العازف الذى يرجع إليه الفضل فى إحداث قفزة وتطور كبير فى العزف على الجيتار، إلى جانب أنه أبهر الجميع بعزفه صولوهات الجيتار فى الموسيقى التصويرية لفيلم «الراقصة والسياسى»، ولكن الجمهور لم يهتم به على الرغم من أنه عزف مع عبدالوهاب ونجاة ومع كبار المطربين، وعزف معظم أغانى تلك الفترة، لكن الجمهور لم ينتبه إليه، ومن ثم لم يجد التقدير الذى كان يجب أن يناله من الجمهور فاتجه إلى التلحين والعمل بالتوزيع الموسيقى وابتعد عن العزف على الجيتار، ولو كان استمر والإعلام اهتم به لكان سيصل إلى مكانة كبيرة جدًا داخل الساحة الموسيقية والغنائية، لذلك فإن كل ما يشغل بالى واهتمامى هو ضرورة أن يدرك الجمهور أن هناك أجيالاً أخرى من العازفين العظام للجيتار، وفى كافة الآلات الموسيقية الأخرى، لكن مع الأسف ذائقة السمع لدى بعض الجمهور قد توقفت ليس فقط فى الاستماع للجيتار عند مرحلة عمر خورشيد، ولكن على سبيل المثال هناك من يرى أن العزف على الساكسفون توقف عند سمير سرور ومجدى الحسينى وهانى مهنى على الأورج، فى حين أن هناك أجيالاً أخرى من العازفين العظماء قد ظهروا داخل الساحة الموسيقية، لكن الإعلام تجاهل وجودهم، ما جعل جميع العازفين الذين ظهروا بعدهم قد سقطوا سهوًا من ذاكرة السميعة.

هناك من يصفك بأنك «عمر خورشيد الأوبرا الجديد» فما تعليقك على هذا اللقب؟! وهل أسست مدرسة خاصة بك بعيدًا عن المدرسة الإسبانية ومدرسة عمر خورشيد؟!

من المؤكد أنه يشرفنى أن أُقارن برائد من رواد العزف على الجيتار، وأتمنى أن أكون مثله، لكن وصف البعض لى بأننى عمر خورشيد الأوبرا الجديد يحملنى مسئولية كبيرة، لأن عمر خورشيد اسم ونجم كبير، بالإضافة إلى أن الأسلوب الذى أقدمه ونوع الأغانى والموسيقى التى أقدمها مختلفة تمامًا عن موسيقى وأغانى عمر خورشيد، ومن ثم فإنه يجب أن أُقارن بعازفى الجيتار من أبناء جيلى، فعلى سبيل المثال فإنه لا يجوز عندما يظهر الآن ممثل كوميدى أن نقارنه بإسماعيل ياسين، لأن لكل منهما طبيعة عصر مختلفة عن الآخر، لكن هذا لا يمنع فى الوقت نفسه أنه يشرفنى هذا اللقب.

وبالفعل تختلف مدرستى فى العزف على الجيتار عن مدرسة عمر خورشيد من حيث طريقة تكنيك العزف وتناول الموسيقى، وأعتقد أن عمر خورشيد لو كان موجودًا كان من الممكن أن يكون فى مكان آخر، لأن هناك عازفين أتوا بعده وطوروا عزفه إلى أن جاءت هذه الحقبة التى ظهرت فيها وما يربطنى بعمر خورشيد هو أننى أعزف أحيانًا الأعمال التى عزفها من قبل، ولذلك الجمهور يقارننى بخمسين عامًا مضت ويشرفنى أن أُقارن بعمر خورشيد، ولكن لا ينبغى المقارنة بيننا لأن العصر الحالى وطريقة العزف مختلفة ونوع الموسيقى والأغانى مختلف والمرة الوحيدة التى تقمصت فيها شخصية عمر خورشيد كانت بناء على طلب من الموسيقار الراحل عمار الشريعى عندما كنا نعمل الموسيقى التصويرية لمسلسل «عدى النهار» بطولة ميرفت أمين وصلاح السعدنى، وكانت أحداثه تتناول حقبة السبعينيات أثناء حرب أكتوبر، وطلب منى أن أحضر «جيتار» كهربائيًا من نفس النوع المماثل لجيتار عمر خورشيد نفسه وتاريخ صنعه فى عام 1975، علماً بأن المصنع الذى صنعه قد أغلق وطلب منى أن أعزف بنفس صوت وطريقة جيتار عمر خورشيد، لأن فى هذه الفترة كان الجيتار معروفًا جدًا بسبب أغانى وحفلات عمر خورشيد مع عبدالحليم حافظ، لأنه كان يرغب فى عمل مؤلفات موسيقية بنفس أسلوب عمر خورشيد، ورفض أن ألعب زخاف موسيقى، لأنه كان حريصًا على تقديم هذه المؤلفات بروح فترة السبعينيات.

لماذا لم تشرع فى تقديم موسيقى خاصة بك من خلال العزف على الجيتار مثلما يمتعنا الموسيقار العالمى عمر خيرت بمؤلفاته الموسيقية؟!

بالفعل أتجه حاليًا إلى تقديم مؤلفات موسيقى عربية والتى سأقدمها من خلال حفلاتى الخاصة، لأن لدينا فقرًا فى مؤلفات الموسيقى العربية المتعلقة بالعزف على الجيتار بإيقاعات عربية شرقية، وخلال هذا العام سوف أقدم لجمهورى هذه المؤلفات مع وعد منى بزيادة حفلاتى، وسأقدم بعضها داخل أوبرا إسكندرية لأن جمهورى هناك يطالبنى بأن أتواجد داخل مدينة الإسكندر الأكبر بشكل مكثف، نظرًا لغيابى عنهم بسبب انشغالى بارتباطاتى الفنية الأخرى.

كما أننى أسجل الآن مجموعة ألحان لكى أقدمها على صفحاتي على وسائل التواصل الاجتماعى على الفيس بوك وتويتر واليوتيوب والانستجرام، ومنها أغانٍ لمحمد فوزى «طير بينا يا قلبى»، وهناك حفلتان كنت قد اشتركت بهما منهما حفلة فى مهرجان الموسيقى العربية منذ ثلاث سنوات، حيث عزفت أغنية «فاكرة» لنجاة الصغيرة وأغنية فضل شاكر «لو على قلبى» و«ليه تشغل بالك» للعندليب، حيث قدمت فقرة موسيقية دسمة مع الفرقة القومية للموسيقى العربية وعزفت أغنية «ما شربتش من نيلها» لشيرين أثناء الاحتفال بإحدى المناسبات الوطنية.

البعض لاحظ أنك تعزف أغانى فيروز وفريد الأطرش على وسائل التواصل الاجتماعى بكثرة، فهل هذا بحكم الجوار ما بين الأردن ولبنان؟!

بالطبع عزفى لهما ليس بحكم الجوار بين دولتهم وبلدى، فلم أعزف لفريد الأطرش سوى أغنية «يا زهرة فى خيالى»، لكننى عزفت لفيروز معظم أغانيها، لأن موسيقاها تميل إلى الموسيقى الغربية أكثر، ومن ثم فإنها تتناسب مع العزف على الجيتار، ومن

أحب الأغانى لقلبى هى التى يكون بها مساحة عزف أكبر للجيتار، ومن أعظم هذه الأغانى فى تاريخ الموسيقى العربية هى أغنية «أغدًا ألقاك» لأن مساحة العزف فيها على الجيتار كبيرة جدًا من أولها لآخرها، لأن بها صولو جيتار كان يعزفه عمر خورشيد بمفرده فيها وبقية الفرقة متوقفة عن العزف على عكس أغانى «إنت عمرى وفكرونى ودارت الأيام وألف ليلة وليلة»، فمساحة صولو الجيتار بها صغيرة وقد عزفت أغنية «إنت عمرى» بعد عدة سنوات، لأن أغانى أم كلثوم كلها معجونة بالموسيقى الشرقية، فالربع تون تجده فى موسيقى أغانى أم كلثوم وكذلك عبدالوهاب الذى لم أعزف له الكثير من أغانيه، وأفكر حاليًا أن أجمع ثلاثًا أو أربع أغانٍ لأم كلثوم وأعزفها من خلال ميدلى موسيقى لجمهور حفلاتى.

فى حين أننى عزفت لعبدالحليم أغانى كثيرة، لأن ألحان منير مراد تميل للطابع الغربى، وكذلك ألحان كمال الطويل، وأحيانًا بليغ ألحانه تجمع ما بين الغربى والشرقى.

كما أن كل مؤلفات الموسيقار الكبير عمر خيرت تتناسب مع العزف على الجيتار، لأن البيانو والجيتار لهما طبيعة واحدة فى العزف لأنهما من آلات النقر.

البعض يرى أنه من أهم المحطات الفنية فى حياتك عملك مع المطربة الكبيرة وردة الجزائرية والمغنية العالمية لارا فابيان فما تعليقك؟!

بلا شك إننى أعتز بهاتين المحطتين أثناء مشوارى الفنى كعازف لآلة الجيتار، حيث شرفت بالعمل مع الفنانة الكبيرة وردة من خلال فرقة المايسترو الر احل خالد فؤاد، حيث عزفت أغنية «فى يوم وليلة» التى كان بها أكثر صولوهات للجيتار، وكنت أشعر بالسعادة الغامرة من رد فعل المطربة الكبيرة وردة، لأنها كانت سعيدة جدًا ومعجبة بعزفى، علمًا بأنه كان قد سبقنى فى عزفها العازف الكبير الراحل جلال فودة، وأتذكر أثناء عملى مع الست وردة بعض المواقف الإنسانية التى جمعتنى بها، ففى إحدى المرات ذهبت متأخرًا عن موعد البروفة بسبب مرضى، وكانت وردة تأتى قبل الفرقة وعرفت من المايسترو خالد فؤاد أننى كنت فى المستشفى فوجدتها تهتم بسؤالها عن حالتى الصحية، وطلبت لى عصيرًا، وهناك موقف آخر لها مع الفرقة بأكملها داخل الجزائر أثناء إحيائنا معها لاحتفالات الأعياد الوطنية بإحدى المدن الجزائرية المشهورة بزراعة التمر فوجدناها قد اشترت للفرقة كلها كراتين تمر، بل إنها كانت تحضر للفرقة بأكملها أثناء البروفات وجبات تقوم بإعدادها فى منزلها.

أما المحطة الفنية الأخرى التى أراها مؤثرة جدًا فى مشوارى الفنى هو عملى مع المغنية الفرنسية «لارا فابيان» التى تُعد من المغنيات العالميات، حيث كانت تتسيد الساحة الغنائية فى فترة التسعينيات، فكان من حسن حظى أننى اشتركت معها فى إحدى الحفلات التى غنت فيها أجمل أغنيتين أحبهما لها وهما

«JE T AIME» «JE SUIS MALADE» بعزفى للصولوهات معها على الجيتار، كما أننى فخور جدًا بعملى مع المطربات الكبيرات ميادة الحناوى وماجدة الرومى وأصالة وأنغام ومع كل نجوم الوطن العربى من الرجال.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة