لا تزال الحرب على غزة مستمرة وتحصد أرواح العشرات من الشهداء من الشعب الفلسطيني في القطاع، الذي يعاني من ويلات الحرب منذ أكثر من 20 شهرًا، مع ارتكاب قوات الاحتلال لمجازر مستمرة بحق الفلسطينيين في أنحاء القطاع ومنها مراكز المساعدات التي باتت وسيلة لحصد الأرواح.
شهداء الحرب على غزة
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 56,077، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، حيث أوضحت أنه ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 131,848، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 79 شهيدا و289 مصابًا، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي، بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 5,759 شهيدا، و19,807 إصابات.
أما في مراكز المساعدات، فبلغت حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 49 شهيدًا، وأكثر من 197 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 516 والإصابات إلى أكثر من 3,799 آخرين.
هذا واستُشهد عدد من المواطنين وأصيب العشرات، اليوم الثلاثاء، بإطلاق الاحتلال النار تجاه منتظري المساعدات شمال رفح، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه المواطنين وهم ينتظرون الحصول على مساعدات قرب مركز مساعدات شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
كذلك استمر قصف الاحتلال مناطق واسعة في قطاع غزة، حيث استُشهد 14 فلسطينيًا وأصيب آخرون، وأفاد مصدر طبي في مستشفى المعمداني، بارتفاع عدد الشهداء إلى 10 إثر غارة من طائرات الاحتلال على منزل في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية.
كما استُشهد 3 مواطنين وأصيب العشرات، جراء إطلاق الاحتلال النيران على منتظري المساعدات شمال رفح.
واستُشهد مواطن وأصيب عدد آخر، جراء قصف من مدفعية الاحتلال على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأطلقت مسيرة للاحتلال النار شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وأعلنت مصادر في مستشفيات غزة، استشهاد 51 مواطنا في قطاع غزة منذ فجر اليوم، بينهم 32 من منتظري المساعدات.
مطالب بوقف الحرب على غزة
وبعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، قال يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، إنه "لقد حان الوقت لإغلاق تلك الجبهة" في غزة.
وأضاف: "لإعادة الرهائن إلى ديارهم، ولإنهاء الحرب. على إسرائيل أن تبدأ إعادة الإعمار".
كذلك قال منتدى الرهائن وعائلات المفقودين في بيان له يوم الثلاثاء: "من يستطيع تحقيق وقف إطلاق نار مع إيران يستطيع أيضًا إنهاء الحرب في غزة".
فيما قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، إن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، تمثل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى السجل الدموي للاحتلال، بعدما استهدفت قواته المواطنين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 27 مواطنًا وإصابة العشرات.
وأكد فتوح أن ما جرى يُشكّل "جريمة حرب مكتملة الأركان"، تُنفذ بغطاء إنساني أميركي وصمت دولي، مشيرًا إلى أن المساعدات تحولت إلى "فخاخ مميتة" في هندسة موت مقصودة ومدروسة، تُدار بدعم وتخطيط أميركي، ما يعكس شراكة واضحة في الجريمة.
كما طالب شعوب العالم بالخروج إلى الشوارع والميادين في مختلف الدول، احتجاجًا على الجرائم المخطط لها بحق الجوعى والنازحين في غزة، وللضغط على حكومة الاحتلال لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تُنفذ بحق الشعب الفلسطيني.
هذا وأكد الرئيس الفرنس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريس ميرتس، أهمية التوصل إلى هدنة في قطاع غزة وذلك، بعد ساعات على الإعلان عن وقف إطلاق النار إسرائيل وإيران.
وقال ماكرون، على هامش زيارة رسمية يقوم بها إلى أوسلو، إنه «بالإضافة إلى ما يحدث في إيران، أشدد على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع»، مؤكدا أن «هذه أولوية مطلقة» لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأكد المستشار الألماني أن «الوقت حان» للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، مضيفًا أمام البرلمان: «اليوم حان الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة».