الإثنين 25 نوفمبر 2024

لماذا طغت دراما الرعب على الساحة الفنية؟

المداح

5-6-2022 | 07:46

طارق الشناوي

 تحقيق /نانيس جنيدى

دراما السحر والشعوذة والرعب والعفاريت... إلخ، لا شك أنها من أكثر الأعمال جذباً للانتباه وللجمهور أيضاً، ولها العديد من عشاقها ومريديها ما بين جمهور السينما والتليفزيون، ولا شك أيضاً أن هذه الأعمال مع التطور التكنولوجى الرهيب باتت تصنع بأجود المستويات؛ ما يجعلها أكثر قدرة على الإبهار ويجعل مشاهديها أكثر استمتاعاً بها.. لاحظنا فى الآونه الأخيرة ازدياد عدد هذه الأعمال، وكلما اختفت أو قلت تعود لتفرض نفسها على الساحة من جديد، وقد تابعنا مؤخرا أعمالاً ناجحة مثل «بيت الشدة»، «المداح 2»، إضافة إلى الدور الرائع للنجم طارق لطفى، مجسداً الشيطان فى مسلسل «جزيرة غمام».

حول تنامى هذه الأعمال وأسباب ذلك، نتوقف مع مصادرنا الأعزاء فى التحقيق التالى....

 

فى البداية يقول النجم طارق لطفى: أعمال الرعب والتشويق من أكثر الأعمال جذباً للجمهور، خاصة لو جاء تنفيذها بشكل جيد وجعلت المشاهد يقتنع بكل مشهد ولا يشعر بأن الممثل يستخف بعقليته، وهذا ما حاولنا الوصول إليه هذا العام من خلال مسلسل «جزيرة غمام»، وأعتقد كون أعمال الرعب أعمالاً جاذبة بشدة هذا جعل الكثيرين يتجهون إلى هذا اللون.

وتابع: الجمهور فاجأنا جميعاً بردود أفعال فاقت توقعاتنا، ورغم أنى كنت أعلم من البداية أن المسلسل سيحقق نجاحاً كبيراً، ولكن جاءت ردود الأفعال بشكل أكبر مما توقعته؛ وذلك لأن عبدالرحيم كمال استطاع خلق حالة تستحق المتابعة، فهو حكاء بارع لا مثيل له، ودور «خلدون» الشيطان الذى يرهب أهل الجزيرة بقسوته وشره وجبروته بالنسبة لى كان دوراً فى غاية الصعوبة؛ لأنه بدا فى هيئة وشكل ومظهر إنسان عادى من الخارج، معتمداً على الأداء، والشرير لا يقول أنا شرير، وطبقة صوت خلدون تطلبت مجهوداً كبيراً حتى أن أحبالى الصوتية مازالت تعانى لأن صوته هادئ ومرعب فى نفس الوقت، بحيث يشعر من يحدثه برعب خفى لا يعلم مصدره، وهذا سر نجاح الشرير فى الإقناع والسيطرة على من حوله، حيث يكون شكله طبيعياً وصوته به من الرهبة ما لا يعرف مصدرها.

وعن المقارنة بين شخصيته فى العمل وشخصية الشيطان الذى جسده الفنان القدير يحيى الفخرانى فى مسلسل «ونوس»، علق: لا توجد مقارنة بالتأكيد لأن دكتور يحيى أستاذنا، ويمكن أن أقدم دوراً مميزاً وأجد التوفيق به، لكن لن أسمح لأحد أن يضعنى فى مقارنة مع الفخرانى مهما بلغت نجوميتى، فيمكن أن تشاهد العمل وتبدى إعجابك بالدور فقط أيضاً لأنه مختلف تماماً، وبقصة وأحداث ليست لها علاقة بمسلسل «ونوس».

وقال النجم حمادة هلال: الرعب من الألوان الفنية ذات الطابع شديد الإثارة، والمتفرج بصفة عامة والمصرى منه بصفة خاصة يعشق قصص ما وراء الطبيعة والأمور الخارجة عن المألوف، ربما لذلك يبحث الكثيرون عن تقديم ما هو أقرب لذوق الجمهور، وربما هو ممتع حقاً بالنسبة للمشاهد لكنه مرهق جداً بالنسبة لصناع العمل.

وتابع: من أسباب تخوفى من مسلسل «المداح» أنى مطرب، وكانت مخاطرة بالنسبة لى تقديم عمل درامى غير مألوف، وأنا بصراحه دائماً أبحث عن الحاجة «اللى بره الصندوق»، وفكرة «المداح» كانت عندى من 6 سنين وأجلته بسبب خوفى، لكن ربنا كتب له النجاح، ما يؤكد رغبة الجمهور واستمتاعه بهذه النوعية من الأعمال.

وواصل حمادة ليقول: أحببت شخصية صابر المداح جداً وارتبطت بها، وأتمنى تقديم أجزاء كثيرة من المسلسل ولكن هذا ليس بيدى، ولا أعلم حتى الآن هل هناك جزء ثالث من العمل أم لا.. لكنى أتصور أن نجاح العمل سيغرى القائمين على صناعته بتكرار هذا النسق من السرد القصصى فى ذات الإطار.

وأكمل: بطبيعتى لا أعطى تركيزى كثيراً للسحر، وربما أكون تعرضت له فى حياتى، ولكنى أعمل حساب الحسد أكثر، وقرأت كثيراً عن قصص الرعب والجن قبل عمل المسلسل، وبحثت عمن يفهمون فى هذا الأمر وأهل الطرق الصحيحة، وحاولت أن أو صل الرسالة بشكل جيد، لأن هذه النوعية من الأعمال يجب أن تقدم بعناية محسوبة وإلا فقدت معناها وأتت بنتائج عكسية.

فيما قالت النجمة الكبيرة وفاء عامر: أعمال الرعب ليست جديدة على المشاهد المصرى، ومنذ صغرنا وتربينا على أعمال كبار النجوم الذين كانوا يجعلون الأطفال لا تستطيع النوم من شدة الرعب، ربما كان اختفاؤها وعودتها بسبب الإنتاج أو كثرة الموضوعات المعروضة، ولكن خلال الآونة الأخيرة ألاحظ اهتماماً شديداً بهذه النوعية وهذا شىء إيجابى، والمتفرج المصرى بطبعه يبحث عن الأعمال التى تخرجه من الإطار المحيط به ليسبح فى عالم آخر ملىء بالإثارة، وهذا ما حاولنا تقديمه هذا العام فى مسلسل «بيت الشدة».

وتابعت وفاء: المؤلف ناجى عبدالله كتب القصة بشكل مبهر، جعلنى أشعر بإثارة شديدة خلال قراءتى الورق، وأنا شخصياً أحب هذا النوع، وكنت أتوقع نجاحه ولكن ليس بهذا الشكل.

وختمت: مسلسل «بيت الشدة» يتناول أشياء تحدث فى الحياة باستخدام السحر، فهو عمل معاصر رغم استعانته بفترة زمنية قديمة فى التصوي، و«بيت الشدة» كل فرد يتابعه يمكن أن يترجمه بطريقته، فالمسلسل فيه رعب وإثارة وعلم أيضاً.

فيما قالت الفنانة الكبيرة يسرا: أعمال الرعب دائماً وأبداً هى الاختيار الأول لغالبية الجمهور، ودائماً تكون أعمالاً ناجحة أو فى الغالب، وأعتبرها فاكهة الأعمال، وأنا أحب جداً مجال الرعب وأشعر أن به إبداعاً أكبر، وأعشق الرعب لو تم تنفيذه بشكل جيد، وربما يعرف الكثيرون أن لى فيلمين ضمن هذه النوعية هما «التعويذة» و«الإنس والجن» ولكن هناك فيلم آخر لم يأخذ حقه من المشاهدات وهو فيلم «الكابوس».

وتابعت يسرا: التطور الحالى يجعلنى أفكر بالفعل فى تقديم فيلم رعب، ولكنى أبحث عن موضوع مميز، فأنا لا أحب أن أظهر بشكل مخيف بلا هدف، لأن حتى الأطفال يحبون تجارب الرعب، وأذكر أن فيلم «الإنس والجن»، كان غالبية جمهوره من الأطفال، غير الكبار طبعاً، ولكنى أحب الأعمال التى تجذب جميع الأعمار وتجارب الرعب أحبها وتستهوينى.

وقال الناقد الفنى طارق الشناوى: أعتقد أن انتشار هذا اللون فى الفترة الأخيرة سببه الرغبة فى كسر النمط، ولو لاحظنا فى دور العرض المصرية لو كان هناك 6 شاشات نجد منها 3 على الأقل تعرض فيلم رعب أمريكي، فواضح أن المزاج العام به توجه للرعب أكثر فأحياناً الخيال يصبح كابوساً وهذا ما فعله فيروس «كورونا» فجعل الواقع مظلماً، كنا نتعامل معه على أنه دور برد، وبعد ذلك صدمنا بالواقع المرعب الذى نتج عنه.

على جانب آخر أضاف الشناوى: تكمن المشكلة الحقيقية فى أن أعمال الرعب المحلية مازالت فى بدايتها، حتى ما يقدمه يوسف الشريف، وأحياناً أجدهم يقحمون الكوميديا فى الرعب والكوميديا تقتل الرعب، لأن العمل المرعب يعمل فى الأساس على أن تتوحد المشاعر مع الشاشة، فالعقل والرعب لا يتفقان.

والمتفرج ثقافته فى الرعب أجنبية وكثيرة ومكثفة، فلا يقتنع بأى شىء عادى، لأن مرجعيته أجنبية، وأعتقد أن سبب انتشارها فى الفترة الأخيرة أكثر لأن الجمهور لديه استعداد نفسى لتلقى هذا النوع، وهناك من ينامون على فيلم رعب، خاصة النساء أكثر من الرجال، ولكن رأيى الشخصى أنى لم أقتنع بشىء من أعمال الرعب الأخيرة.

من جانبه قال المؤلف ناجى عبدالله، مؤلف مسلسل «بيت الشدة»: التوجه العام لجيل الشباب الذى يبدأ من سن 12 عاماً أصبح هو الرعب، وهذا ما اعتمدت عليه فى مسلسل «بيت الشدة»، وهذا ما جعل صناع الفن يتجهون لهذا الاتجاه لأن لدينا فئة كبيرة نريد أن نخاطبهم بلغتهم، نعتبره طُعماً للشباب لإعطائهم بعض الرسائل التى نريد إيصالها، وأعمال الرعب ليس بجديدة، فمنذ أعمال الأبيض وأسود وهى المسيطرة، فمثلاً فيلم «متحف الشمع» لإسماعيل ياسين برغم فقر التقنيات فى هذا الوقت إلا أنه عمل يجعل من يشاهده يرتجف.

وتابع: عملى على «بيت الشدة» كان بخطة ممنهجة، والمسلسل فى البداية لم يكن عمل رعب، بل كان مسلسل اجتماعى يحتوى على قدر من التشويق، ومع التنفيذ تحول إلى طابع الرعب، وهنا أردت أن أدخل لجيل الشباب من خلال اللون الذى يحبون متابعته، حتى أنى فوجئت بابنى ابن الـ 16 عاماً يقرأ على هاتفه المحمول رواية كاملة من 300 صفحة لأنها رواية رعب فجذبت انتباهه، هنا قررت أن أدخل لهذا الجيل من هذا الباب وأرسل رسائل تربوية وقيماً مجتمعية حول التفكك الأسرى ومشكلات المراهقة، ومشكلة جحود الأبناء، فقررت أن أقذف بالرسائل التربوية دون أن يلمح الشباب أنه التقط الطُعم المقصود