الثلاثاء 23 ابريل 2024

برامج الأطفال .. الحاضر الغائب على الشاشة!!

برنامج عروستي

10-7-2022 | 17:10

أميمة أحمد

 

زخرت مكتبة الطفل الفنية، قديماً، خاصة فى فترة الثمانينيات والتسعينيات بمجموعة من أرقى الأعمال والبرامج التى تخص الطفل المصرى والعربى، التى ربت داخل طفل الأمس القيم المصرية الأصيلة، والتى غرست داخله العادات المفيدة له ولمجتمعه، لينشأ على أثرها رجل يتمتع بأخلاق وذوق وعادات طيبة، تنعكس على المجتمع، وهو الأمر الذى يفتقده طفل اليوم، بعد أن بدأت تلك البرامج التربوية فى الخفوت شيئاً فشيئاً.

 «الكواكب» تطرق باب هذه القضية، عبر هذا التحقيق وتوجيه السؤال لمجموعة من نقاد وصناع السينما والتليفزيون، أين السينما والمسرح والتليفزيون المصرى من الاهتمام بالأطفال حالياً، وسبب هذا الاختفاء لتلك البرامج وأثر ذلك على أطفالنا، وكيف يمكن حل تلك الإشكالية، والعودة إلى ما كنا عليه...

يقول الناقد الفنى أحمد سعد الدين: نعانى حالياً الكثير من المشكلات بسبب هذا الموضوع تحديداً، فأولاً الطفل المصرى مظلوم جداً، فقديماً كان هناك اهتمام كبير بالطفل المصرى عبر تقديم الكثير من الأفلام والمسلسلات والحلقات والبرامج الخاصة، التى تتماشى مع تقاليده وعاداته، هذه الأعمال ومنذ أكثر من عشرين عاماً لم تعد موجوده وأصبحت فى طى النسيان، فقديماً كان هناك «بوجى وطمطم» و«بكار» و«بقلظ» و«عمو فؤاد» والكثير من برامج الأطفال الهادفة التى يخرج منها الطفل بمعلومات مفيدة وأيضاً بها جزء من الترفيه، وعندما توقفت هذه الأعمال أصبحنا نستوردها من الخارج، وأصبحت مليئة بعادات وتقاليد لا تتماشى مع الطفل العربى، وأصبحت السينما والتليفزيون مهتمين أكثر بأفلام الأكشن، التى بها مشاهد كثيرة لا تناسب الطفل بل تعود الأطفال عندنا على العنف.

ويكمل: الشىء الأخطر حالياً هى أن بعض الشركات العالمية المعروفة بإنتاج أفلام ومسلسلات للأطفال، ويتابعها الكثيرون، أصبحت حالياً تقدم بعض الأعمال التى لا تتماشى مع الطفل العربى أو عادات وتقاليد الشعب المصرى، ولخطورة الأمر يجب إيجاد حلول على وجه السرعة، فعلينا الاهتمام بالأطفال وتقديم مسلسلات وبرامج وأفلام خاصة لهم تكون مفيدة حتى يعود الطفل سلوكياً إلى عاداته.

أما الناقدة حنان شومان فتقول عندما أعلنت إحدى شركات الإنتاج العالمية عن ظهور شخصيات لا تناسبنا جميعاً غضبنا وشعرنا بالسوء ولكن ماذا سيحدث بعد حالة الغضب هذه، نحن فى حاجة إلى خطة عمل، فمن المفترض أن تكون هناك أعمال تناسبنا وتناسب عاداتنا وتقاليدنا، فقديماً كانت هناك برامج تتناسب مع تقاليد الطفل المصرى، ولكنها بمنتهى الصراحة لم تكن كثيرة فلم تكن هناك أعمال سينمائية أو مسلسلات قيمة للطفل، بل كانت تعامل كنوع الأقل قيمة من أفلام الكبار أو المسلسلات الدرامية، ولذلك يجب أن تكون هناك خطة، خاصة فى التليفزيون لتقديم مجموعة من الأفلام والبرامج الخاصة بالطفل مع مراعاة تقدمه الذهنى، فنقدم له ما يستفيد منه، فالأطفال فى عصرنا هذا أصبحوا أكثر تطوراً وعلينا أن نسرع فى هذا الحل.

ومن جانبه يوضح الناقد الفنى خالد محمود، أن التصنيف العمرى الذى حدث فى السينما أو التليفزيون هو الأساس فى انتهاء برامج الطفل، فلا يمكننا أن نمنع طفلاً مثلاً من مشاهدة مسلسل معين، إلى جانب أنه فى ظل انفتاح العالم أصبح الطفل أكثر تطوراً والأعمار الزمنية اختلط بعضها البعض، فما يشاهده الكبار يشاهده الصغار والعكس، إلى جانب وجود المنصات العالمية التى أتاحت للطفل مشاهدة أى شىء فى أى وقت، وأعتقد أن حل هذه الأزمة يكمن فى وعى المجتمعات جميعها ووعى الأسر، فحتى إن قدمنا برامج خاصة للطفل فهل سيمنعه ذلك من مشاهدة المنصات العالمية، ولكن يجب علينا إيجاد حل بديل أن نرى ما يناسب الطفل وما يحبه ونعمل عليه، فنرى الأطفال فى بعض الأفلام متعلقين ببطل معين، فعلينا أن نخلق لهم بطلاً يناسبهم ويناسب ثقافتهم.

وتوضح السيناريست فاطمة المعدول، أن علينا الإسراع فى إنشاء قناة خاصة بالطفل تقدم أفلاماً وبرامج ومسلسلات مهمة ومفيدة له، وتكون هذه القناة شاملة لكل ما يخص الطفل من برامج وأفلام ومسلسلات حتى نواجه بها العادات والتقاليد القادمة من الخارج التى لا تناسبنا.

وتقول المخرجة رباب حسين: ليس هناك شك، فالتقصير واضح وصريح فى هذه القضية.. فأين برامج ومسلسلات وأفلام الطفل، والحقيقة كان هناك قديماً اهتمام بالطفل بشكل غير طبيعى، تدرجاً من «ماما سميحة» و«ماما نجوى» ومسلسلات الأطفال، ولكن كل عصر وله ظروفه، فطفل اليوم غير طفل الأمس، فحالياً الطفل أصبح عقله أكثر تطوراً بسبب الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، ولحل هذه المشكلة علينا أن نحدث تغييراً جذرياً لحياة الطفل والبدء من مكتبة مدرسته والعودة للقراءة، وأن نقدم لهم محتوى يليق باستيعابه وذكائه حتى يحبه ولا يسخر منه، وعلينا الاهتمام بذلك فالطفل هو النشء الجديد ، وهو رجل المستقبل، والأم التى تربى الأبناء، فعلينا أن نسرع فى حل هذه المشكلة، للقضاء مستقبلاً على الكوارث التى نشهدها هذه الأيام من سلوكيات مجتمعية غير مقبولة.