الخميس 21 نوفمبر 2024

بشهادة المبدعين والخبراء الفن يعبر عن قضايا الشباب ونحتاج للمزيد

من فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية

16-12-2022 | 09:52

نانيس الجنيدى
الشباب هم عماد كل أمة وأساسها، فهم قادة سفينة المجتمع نحو التقدم والتطـور، ونبض الحيـاة فى عروق الوطـن، ونبراس الأمل المضيء، وبسمة المستقبل المنيرة، وأداة فعالـة للبناء والتنمية، تعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل التى يمر بها الفرد، حيث تبدأ شخصيته بالتبلور، وهنا نجد العديد من القضايا التى تهم هذه الفئة العريضة من المجتمع المصرى وكثير من الأعمال الفنية استطاع بالفعل تناول العديد من تلك القضايا على الشاشة من خلال مسلسلات أو أفلام أو حتى أعمال مسرحية. وخلال الفترة الماضية ظهرت بعض الأعمال التى تناقش قضايا هامة تخص الشباب ومن أبرزها مسلسلى «إلا أنا» و«ليه لأ»، وحققا نجاحا وتفاعلا جماهيريا كبيرا، وتألق من خلالهما عدداً من النجوم الذين استطاعوا ببساطة إلقاء الضوء على أبرز الأمور التى تهم الشباب ومنهم منة شلبى، جميلة عوض، حنان مطاوع، وريهام عبد الغفور، وكندة علوش، بالإضافة لمسلسل خلى بالك من زيزى أيضا بطولة أمينة خليل، والذى حقق نجاحا كبيرا. وعن قضايا الشباب على الشاشة تحدثنا مع بعض النجوم والنقاد لمعرفة أرائهم حول ما إذا كانت هذه الاعمال وغيرها جاءت كافية وواقعية وما مدى نجاحها فى محاكاة واقع الشباب. فى البداية قالت النجمة إلهام شاهين: قدمت خلال مشوارى 101 فيلم هذا غير المسلسلات والمسرحيات، أعتقد أنه ليس لى عمل لم يناقش إحدى القضايا الهامة ومنها العديد من قضايا الشباب، فضلا عما يهم المرأة، ولكى نكون واضحين فالفن لا يقدم حلولا ولا يصل بأحد إلى بر أمان بل يلقى الضوء على المشكلة ويترك العقول تتدبرها. وتابعت: أما عن أعمالى أنا فأرى أن أكثر عمل ناقش قضايا الشباب، كان فيلم «يا دنيا يا غرامي»، كان يعبر عن كل بنات الجيل وكل شخصية تلقى الضوء على شبيهاتها من المجتمع وأزمتهن، فوصول البنات لسن الـ 30 دون زواج ليطلق عليها لقب «عانس» والفيلم يدافع ويقول إنها ليست عنوسة وأن من حقها الزواج فى أى سن وهى ليست مضطرة للزواج مبكراً بسبب نظرة المجتمع، وإلا ستفشل الزيجة، وهى قضية تهم الشباب والبنات. وأضافت: كما أنه ناقش التطرف وهى قضية هامة جداً، حيث كنت فيه مخطوبة لشاب معتدل أحبه ولكنه بدأ يدخل على خط التطرف واشترط لزواجنا أن أرتدى النقاب فرفضت النقاب فتركنى ولم نتزوج هذه القضية كان لابد من إلقاء الضوء عليها بقوة، وأيضاً قضية هالة صدقى بالفيلم وهى الزواج العرفى السري، فتزوجت رجلا متزوجا فتزوجها عرفى فى السر وهذا زواج فاشل لا جذور له. أما عن القضية التى نحتاج لمناقشتها فى أعمال قادمة قالت: العقول.. العقول حدث لها تجريف إلى حد ما وأصبحت أقل وعى وأقل ثقافة، والسوشيال ميديا كان لها إلى حد ما دور فى ذلك، لذا فنحن نحتاج إعادة صياغة العقول من جديد بأسلوب سليم، وأيضاً قضية الانتحار يجب تناولها دراميا وقد قدمتها قبل ذلك، يجب بحث كيف يصل الشاب لمرحلة من المرض النفسى لينهى حياته ويصل إلى طريق مسدود لا رجعة فيه، وهذا يعيدنا لقضية الإدمان فهو يؤدى بطريق مباشر للانتحار وهذا ما ناقشته من خلال فيلم «الحجر الداير»، فرغم توفر كل سبل السعادة للبطلة إلا أنها أدمنت المخدرات ولم تجد حلاً ولا سبيلاً للعودة فأنهت حياتها بجرعة زائدة. وقال الفنان أحمد عبد العزيز: لن أقول إن فئة الشباب هى الفئة الأهم فى المجتمع، ولكن أقول أنها الفئة الأكثر والأقوى، وما صلحت الشعوب دون صلاح شبابها، وبالنسبة لقضايا الشباب على الشاشة.. فللفن دور قوى فى معالجتها، لأن الفن يدخل البيوت دون استئذان ويرسخ معتقداته كالسحر الخفى دون أوامر واضحة لذلك هو سلاح ذو حدين، وعندما نناقش قضية معينة علينا دائماً أن نتوخى الحذر ونراعى كيفية تلقى المشاهد لها. وتابع: أنا مثلا خلال مسلسل «من الذى لم يحب فاطمة» ناقشت قضية هامة أعتقد أنها تهم الكثير من الشباب وهى السفر للخارج على أمل تكوين ثروة، يعتقد المسافر ان السفر هو السبيل الوحيد لحل جميع مشاكله وبداية لحياته، ولكنه يتخذ الخطوة دون معرفة تفصيلية بالأمر، يرى الإيجابيات فقط فى بعض النماذج ولا يرى السلبيات التى من الممكن أن يتعرض لها وهنا يصطدم بالأمر الواقع لأنه يبحث عن الثراء السهل ولا يرى العقبات وكانت شخصية صبرى عبارة عن كل الشخصيات الشابهة فى مجتمعنا، الشاب المصرى الذى يسافر النمسا، يعمل فى بيع الجرائد ثم بائع ورد ثم فى مطعم البيتزا وهذا ما يحدث مع البعض. وتابع: أذكر أنى أثناء تصوير المسلسل فى فيينا قابلت شباب مصرى بنفس النمط، شباب يرون أمامهم نموذج ناجح فيسعون لتكرار تجربته ومنهم من ينجح بالفعل ويحقق طموحه، فالدراما اذن قادرة على نقل نماذج ناجحة اذا ما حاكها الشباب يمكن أن تغير من حياة الكثيرين. وقال الفنان الشاب محمود عمرو محمود ياسين: بصفتى شاب فأنا أشعر بمعاناة الشباب وأرى الأمر من الخارج ولكن ايضا شاركت من خلال الدراما فى عملين أعتقد أنهما ناقشا قضيتين هامتين من قضايا جيلى وهما مسلسل «زى القمر» الذى ناقش فى إحدى اجزائه قضية هامة وهى الهجرة غير الشرعية، وقدمت دور شاب يسعى للهجرة غير الشرعية وهى أزمة يتعرض لها الكثيرون بسبب البطالة، وفقدان الأمل فى وجود مورد رزق فيفضلون الابتعاد بشكل غير صحيح، أما مسلسل « اللى ملوش كبير» فناقشنا من خلاله قضية الشباب الذى لا يستطيع ان يحدد طريقه ولا مصيره ولا يعلم أين سيضع قدمه فى الخطوة التالية واوضحنا من خلال نهاية الشاب الذى قدمته ان الطريق الخاطيء نهايته السيئة محتومة. أما الناقد طارق الشناوى فقال: الشباب هو القاعدة العريضة التى لابد من استثمارها بشكل صحيح فإما تعلو بالأمم أو تفسد وتسقط ويسقط من بعدها المجتمع بالكامل، وأرى أن خلال الفترة الماضية تم مناقشة قضايا هامة للشباب على الشاشة بشكل مبهر ومشرف، حسبنا فى مسلسل الاختيار بجزئيه، الذى عالج قضية تمسنا جميعاً وإذا تحدثنا عن الشباب فهم العدد الأكبر فى الشعب، وكان لابد أن يعرف الحقيقة، بالشكل الممتع والذكى الذى تم تقديمه من خلال المسلسل.. ما جعل الجمهور يقبل عليه ويحقق أعلى أرقام المشاهدة، ويزرع بداخل الشباب حب الوطن والانتماء وكره التطرف والابتعاد عن أى شيء غير طبيعي، ولأنه صدق ما رآه على الشاشة.. تفاعل معه تماما. وتابع: أيضاً مسلسل «لعبة نيوتن»، ناقش الزيف والتجارة بالدين والتطرف. وقال المخرج الكبير عمر عبد العزيز: لا أجد عملا قويا فى الوقت الحالى ناقش قضايا الشباب ولكن من أقوى الأعمال القديمة كان فيلم «إحنا التلامذة»، هذا الفيلم ناقش قضايا الشباب بجدية شديدة فى تناول القضية فقد ناقش ثلاث قضايا لثلاثة أصدقاء اتجهوا للجريمة وتم أخذه عن أحداث حقيقية حينها. وأيضاً فيلم «المراهقات» والذى ناقش قضية هامة وهى تعرض البنات للعنف الأسرى وتمت مناقشتها بشكل ممتع لا أحد ينسى هذا الفيلم ومن شاهده ترسخ بوجدانه الدرس الذى أراد صناعه أن يوصلوه له. وعلى غرار قوة هذه الاعمال فى الطرح والعرض، نحتاج الان دراما واقعية تناقش بنفس القوة بل اكثر ما يحتاجه شباب اليوم وما يواجههم ويؤرقهم.