الإثنين 29 ابريل 2024

هل اختفت برامج علاج المشكلات الأسرية؟!

د.اماني محمود و د. نادية النشار و الإذاعي طاهر أبو زيد

26-8-2023 | 14:51

هبه رجاء
«إلى ربات البيوت، حياتي»، وغيرها من البرامج التليفزيونية والإذاعية التى كانت تعنى بالحفاظ على استقرار الأسرة ومواجهة المشكلات التى قد تتعرض لها من خلال التوعية والعلاج، هذه البرامج وغيرها من البرامج النظيرة يرى البعض أنها قد اختفت من الشاشة والإذاعة فى حين يرى البعض الأخر أن صورتها قد تغيرت فقط مواكبة للعصر الحالى، فهل نجحت شبيهة هذه النوعية من البرامج في ثوبها الجديد، وكيف نعيد تأثيرها مرة أخرى في ظل تحديات جديدة ظهرت على الساحة، إعلاميو ماسبيرو وروشتة الخبراء على هذه السطور. تكنولوجيا الإذاعية د. نادية النشار، ترى أن هذه البرامج نجحت بالفعل لجذب الأسرة بأكملها والالتفاف حولها، وساهمت بشكل كبير في حل العديد من المشكلات الأسرية والمجتمعية، ولكن لا يمكن تقديمها الآن بنفس القالب والأسلوب، فالزمن تغير والعقول تغيرت معه، فمثلا نحن في إذاعة البرنامج العام نقدم مجموعة برامجية مفيدة جدا تتماشى مع مجهودات ومتطلبات وإنجازات الدولة التنموية، بجانب عرض ما تقوم به الدولة من مبادرات ساهمت وتساهم بشكل مباشر في صنع حياة كريمة للمواطنين، المختلف عن ذي قبل أنها تقدم بتقنية تكنولوجية مواكبة للعصر. كلمتين وبس أما الإعلامية د. أماني محمود فترى: أنه لا أحد يمكنه إنكار تأثير البرامج التي كانت تقدم في وقت سابق، قدمتها مجموعة متميزة من الإعلاميين الموهوبين، هذه البرامج كانت رائعة بالفعل، فرغم بساطتها وإيقاعها الخفيف السريع كانت في الوقت نفسه تقدم فكرة مهمة وقادرة على تغيير الشخصية بدون تقديم نصائح مباشرة، وذلك من خلال مذيعين واعين في منتهى الذكاء مثل برنامج “كلمتين وبس” الذي قدمه الفنان الراحل فؤاد المهندس، والذي يمكن وصفه على أنه روشتة علاجية ليس فقط للمشكلات الأسرية ولكنه يتناول مشكلة من مشاكل المجتمع ثم يعمل على حلها، أعتقد أن الفكر والهدف تغيرا مع تغير الزمن، فلم يعد لدينا نفس المشاهد الذي يشاهد برامج من خلال قناة أو قناتين بل أصبح لدينا ملايين القنوات، والمتابع أصبح قادرا على الوصول للقنوات من كل أنحاء العالم، والتي تقدم أشكالا جديدة وكثيرة من البرامج، وبجانب تعدد القنوات وفرت وسائل التواصل الاجتماعي الاستمتاع بأشكال مختلفة ومتنوعة من البرامج؛ ولكي نأخذ المشاهد من السوشيال ميديا إلى البرامج لابد أن تكون هذه البرامج مدعومة بقوة بكل العوامل التى تساير العصر بشكل جديد وسريع يتناسب مع الأجيال الحالية. البساطة والتأثير في حين ترى الإعلامية أمل نعمان، أن عوامل جذب المتلقي ليست مستحيلة طالما هناك نية وإرادة صادقة للإصلاح والتوعية، تستطرد: من الصعب أن نعيد لم الأسرة المصرية مرة أخرى حول الراديو أو التليفزيون، فقديما كانت هناك قناة أو اثنين وبالكثير ثلاثة، كانت الأسرة المصرية تلتف حول مائدة واحدة لمشاهدة برنامج تليفزيوني أو مسلسل أو للاستماع لبرنامج أو مسلسل إذاعي معين يقدم بشكل سهل وبسيط، وفي باطنه يحمل معلومة وهدف إيجابي، لكن الآن وفي ظل عصر السرعة والسماوات المفتوحة والعولمة وأن العالم أصبح قرية صغيرة، فجذب المواطن والتأثير عليه أصبح صعبا، أقول صعبا ولكنه ليس مستحيلا، لو اعتمدنا في برامجنا على عناصر الجذب والتأثير، كتوافر موسيقى جاذبة، الاعتماد على شخص مؤثر ذي قاعدة جماهيرية ومصداقية وأسلوب بسيط سواء مذيع أو ممثل، تحديد وتقليل المدد الزمنية قدر المستطاع حتى لا يمل المتلقي، ومن المهم جدا تسويق هذه القوالب التليفزيونية أو الإذاعية على مواقع التواصل الاجتماعي لضمان وصول الحملة التوعوية لأكبر عدد من المتلقين. صدق المحتوى أما الإذاعي طاهر أبو زيد، فيؤكد على أن البرامج التي كانت تذاع على أثير الراديو أو تعرض على شاشة التيلفزيون في وقت سابق كان لها صدى وتأثير مباشر وتعدل من سلوكيات الأسرة كلها، كانت هي مصدر الثقافة والتوعية وكان لدى الجمهور ثقة كبيرة فيما يقدم، كانت البرامج تسهم في استقرار الأسرة والمجتمع، بجانب عرض اقتراحاتهم، هذا يؤكد حجم رقي المحتوى والمصداقية والتأثير وقتها لدرجة تعديل السلوكيات وتغيير المفاهيم. يستكمل: في رأيي أنها كانت برامج أكثر من رائعة ومؤثرة بمعنى الكلمة وكانت تدخل البيوت باحترام وذوق مع مراعاة آداب وأخلاقيات وعادات وتقاليد البيوت المصرية، وهو ما نفتقده حاليا فى بعض الأحيان. ومازلنا مع رأي أبوزيد: اختفت هذه النوعية من البرامج لأننا مع الأسف الشديد أغلب ما نراه إما برامج تبحث عن «التريند» والشهرة حتى لو كان ثمنها تدمير البيوت وتخريب العقول والخروج عن الآداب والتقاليد والأعراف فأصبحنا نرى أحياناً مواضيع لا يصح أن تناقش على الهواء، أيضا السوشيال ميديا دمرت ما بقي من عاداتنا وتقاليدنا. ويستطرد بالروشتة كما يراها: لكي نعيد هذه البرامج فهذا يكون بتضافر الجهود بما يتوافق مع العصر وبما نود تقديمه من القيم والعادات التى تحافظ على استقرار الأسرة.