الجمعة 3 مايو 2024

لحظة غضب .. و نهاية غلط

5-4-2024 | 18:24

لحظة غضب.. هل يمكن ان تحول لحظة غضب مجرى حياة انسان حتى تصل به لأن يكون قاتلا او مقتولا ؟ ربما كان ذلك هو السؤال الأساسي الذي دارت حوله أحداث مسلسل " لحظة غضب" الذي عرض خلال هذا الموسم الرمضاني في 15 حلقة ، جاءت في اطار فانتازي رغم انه يدور حول جريمة قتل ، فنحن امام زوجة تعيش حياة باردة باهتة جافة مع زوج أقل ما يوصف به انه سخيف و دائما ما يحبطها ويتجاهلها ، فتندفع و هى مستفزة في لحظة غضب وهما في المطبخ بشقتهما لأن تضرب رأسه ب " نشابه الدقيق" فيقع صريعا ، ولخوفها من افتضاح الأمر لا سيما وانها كانت ليلة عيد ميلادها والزوار على وصول فتخفيه في دولاب المطبخ أسفل" الحوض" ويأتي أفراد عائلته ليحتفلون ولا يجدونه ، بينما يرى الجثة بالصدفة الطفل ابن شقيقه ومن هول المفاجأة يفقد الطفل النطق ، وتستمر الأحداث التي يبحث من خلالها الشقيق الأكبر للزوج القتيل عن شقيقه المختفي والذي قامت زوجته بوضعه في شنطة سفر والقائه بالنيل للتخلص من جثته ، و تستمر الأحداث في اطار بوليسي يوضح ايضا ارتعاش شخصية الزوجة التي هي من الأساس شخصية ضعيفة ، وزاد من هذا الارتعاش والضعف خوفها من افتضاح أمرها بأنها قاتلة زوجها.. بينما تحاول تقويتها احدى صديقاتها والتي تعترف لها بأنها هي ايضا قتلت زوجها بوضع السم له في الطعام وتشاركها أحداث الهروب من محاولات الضغط من شقيق زوجها عليها للاعتراف بأين زوجها ، بينما على صعيد أخر وحيث ان شقة الزوجية في دور أرضي.. فتكتشف الزوجه ان الجار المقابل لها قد صور لها فيديو وهي تضرب رأس زوجها وتخفيه ، فيهددها ويبتزها ويدفعها لارتكاب جرائم يستفيد هو ماديا من ورائها، فتجد الزوجة نفسها امام دوامة رهيبة ، و بينما تقرر السفر هاربة تأتي أحداث الحلقة الأخيرة للمسلسل والتي انتظرتها بشغف استطاع صناع العمل صنعه داخلنا بايقاع جاذب منذ اللحظات الأولى لعرض المسلسل وكان لدي ثقة كبيرة في انه " هيتقفل صح" حيث كل المقدمات قادتني الى هذا الحدس ولكنى أحسبه خاب، فقد جاءت أحداث الحلقة الأخيرة ليكتشف أحد الصيادين جثة القتيل ويأتي الشقيق للتعرف عليها فتتهم الزوجة والتي لأحداث وأسباب غير منطقية يتم الافراج عنها حيث يكتشف الطب الشرعي انه قد مات اثر غيبوبة سكر وليس مقتولا . ولكن هل هذا يعفي من كونها هي ايضا قد ارتكبت جريمة شروع فى قتل ؟ و فقط يوجه لها البوليس جريمة اخفاء جثة ، فتسجن الزوجة ، و استكمالا للاطار الفانتازي ولكن في عدم معقولية ، فقد كنت أتصور ان رسالة العمل تنوه انه يجب ان نضبط لحظة غضبنا ولكن الزوجة وقبل ان تسجن قد عادت لارتكاب نفس الجريمة عندما واجهها شقيق الزوج ، لتندفع مجددا لضربه بنفس الأسلوب و ذات الوسيلة على رأسه ليقع مغشيا عليه وفي السجن تسألها احدى السجينات : ماذا تعلمت من قصتك؟ فبدلا من ان تقول لها علينا بألا نتسرع ونجري وراء لحظة غضبنا او اننا لا نكرر فعل خطأ مرتين ..فقد عانت اثر لحظة الغضب الأولى من فقدان زوجها وتحولها الى قتيلة تقع تحت التهديد ترتكب جرائم وتتهم و تضطر الى الهروب من بلدها وترك عملها ،فهل كل هذا لا يؤدي الى اتقاء شر السير وراء لحظة غضب اخرى ؟حتى يتكرر نفس السيناريو في نفس المكان وبنفس الأسلوب ويصل الأمر الى انها تجيب بسخرية على السجينة التي تسألها و كأنها " بتتريق على نفسها " . أحسب انها نهاية غير منطقية ، ربما أراد صناع العمل من ورائها صنع المزيد من الفانتازية التي وجدتها غير مريحة ، بل و قد نالت من رصيد العمل الى حد كبير . على صعيد التمثيل كنا قد تابعنا العمل المدوي " بين السطور" لبطلة العملين الفنانة صبا مبارك و هي ممثلة من العيار الثقيل ، أجادت في "بين السطور" دور الاعلامية الشهيرة ذات الصيت والشخصية الحادة القوية الناجحة وعلى العكس منها جاءت شخصيتها الضعيفة المهزوزة في" لحظة غضب" واستطاعت صبا بثقلها وثقل موهبتها ان تجيد في الحالتين، كما جاء أداء محمد شاهين شقيق القتيل متزن الى حد كبير و ناردين فرج ايضا كانت في أحسن حالاتها فى دور صديقة البطلة التي تحاول تقوية شخصيتها ،فيما أرى ان النجم " علي قاسم "الذي لعب دور الجار الذي يهدد جارته ، و قد صنع له نقل كبيرة ، فأداء الشخصية جاء رائعا متوافقا حتى مع بنيته الشكلية والجسدية ، فقدمه بشكل يحسب له على كل المستويات ، فيما شكلت مشاركة الفنان محمد فراج كضيف شرف اضافة للعمل ، وهو الزوج الذي يتم قتله في الحلقة الأولى ، اما الكاتب الشاب مهاب طارق والمخرج عبد العزيز النجار فقد نجحا في تقديم رؤية للسيناريو والاخراج متجددة حيث ينتميان الى جيل الشباب الذي يحاول صنع نمط درامي مختلف بسياق جاذب لا يمكن انكاره فقط كما قلت كنا نتمنى نهاية أخرى .