الأحد 6 اكتوبر 2024

"مش روميو وجوليت" أوبرا شعبية مبهرة

مسرحية مش روميو وجوليت

7-7-2024 | 14:14

هيثم الهواري
يتصف مسرح عصام السيد بأنه مسرح الروائع .. تتضافر فيه جميع عناصره فى تجانس جميل لنجد عملا رائعا نستمتع به . المتابع لمسرح عصام السيد وروائعة التى لا تنسى بداية من مسرحية درويش يتألق فرحا فى عام 82 وحتى يومنا هذا مرورا بالعروض الرائعة مثل حكايات صوفية , اهلا يا بكوات ,اللى بنى مصر ,وداعا يا بكوات ,وطن واحد , زكى فى الوزارة , اضحك لما تموت وغيرها من الروائع التى زادت عن السبعون عملا مسرحيا منذ عام 82 اتبع من خلالها منهج اخراجى خاص به يستفيد فيه من الظواهر المسرحية الشعبية المصرية فى تزاوج مع المناهج الإخراجية العالمية حيث نجح في الجمع بين طرفي المعادلة الصعبة و حقق نجاحا جماهيريا و فنيا و نقديا في نفس الوقت وهو ما استخدمه أيضا فى عرضه الجديد " مش روميو وجولييت " عمل غنائى استعراضى مسرحي او ما يسمى بالأوبرا الشعبية وهي نادرا ما تقدم فى مصر . ورغم التاريخ الحافل لعصام السيد بعروضه الرائعة إلا أن وعرض " مش روميو وجولييت " يعد أول عمل له من هذه النوعية اتبع فيه أسلوب اخراجى مميز اعتمد فيه على الرتم السريع فضلا عن اختياره لعناصره المسرحية ببراعة شديدة بدا من الاداء الرائع لجميع فنانى العرض وحتى الموسيقى والاستعراض والاغانى وايضا السينوغرافيا الرقمية المبهرة التى تمنيت استخدامها بصفة دائمة فى مسارحنا فهى تعطى صورة مبهرة للديكور بأقل التكاليف . عرض مش روميو وجولييت لا يتناول رائعة شكسبير بل إن القصة الرئيسية تناقش قضية شائكة وهي عن الحب بين أفراد مختلفين فى الدين فاستطاع بعض المتطرفين أن يزيدوا النار فيها وشوهوا هذا الحب لإحداث الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين الذين تربوا معا حتى كانت الأخوة الحقيقية التى تعيش بيننا ونتعامل بها لكن بعض المتطرفين وطيور الظلام التى وضحها جيدا المخرج عصام السيد من خلال الفنانين الذين يرتدون ملابس سوداء اشبه بالغربان وهم ينشرون التطرف والفتنة بين الجميع محاولين التفريق بين الأخ المسلم وأخيه المسيحى . عناصر العمل جميعها كانت متناسقه مع بعضها بشكل رائع فالاداء الجماعي لابطال العرض كانت من اهم العناصر جذبا ونجاحا خاصة اننا رأينا الجميع يغنى بشكل رائع وكأنهم جميعهم مطربين وليس فقط صوت الفنان على الحجار بل اطربنا جميع فنانى العرض خاصة عزت زين , رانيا فريد شوقى , محمد عادل ، دنيا النشار، طه خليفة، آسر علي، طارق راغب، والمطربة أميرة أحمد كان اصواتهم معبرة بشكل رائع مع أدائهم التمثيلي اضف الى هذا الإبهار الذي حققه مجموعة من الشباب الذين رقصوا ببراعة وخفة وتعبير نفتقدها في تحرك المجاميع لنرى فى النهاية الأوبرا الشعبية لأول مرة والتى كانت موسيقى أحمد شعتوت مع الصياغة الشعرية للنص التى كتبها الشاعر أمين حداد مع استعراضات شيرين حجازي التى ابتدعت لكل اغنية رقصة لها معنى معبر عن الحدث عامل مهم فى إنجاح هذا العرض . كذلك من عوامل نجاح هذا العرض الصورة الرقمية التى قدمها مهندس الديكور محمد الغرباوي ، وجرافيك محمد عبدالرازق، إضاءة ياسر شعلان. مخرج منفذ صفوت حجازى وساعد فى الاخراج حمدى حسن ومحمود خليل فوتوغرافيا عادل مبارز، دعاية محمد فاضل. الحقيقة أن العرض مبهر ويستحق ان نذهب لمشاهدته مرات عديدة ويجب أن نوجه الشكر للدكتور أيمن الشيوى مدير المسرح القومى على تبنيه هذا العرض وتصديه لهذه القضية الشائكة المهمة .. ايضا الشكر لمهندسة الديكور سارة شكرى مدير دار العرض على حسن تنظيمها للعمل داخل المسرح.