30-8-2024 | 14:53
هبة رجاء
على مدى فترة زمنية طويلة دقت الدولة المصرية ناقوس الخطر فيما يتعلق بالزيادة السكانية والتى أصبحت مشكلة تعود على التنمية بسلبيات لا تحصى، ومع بناء الجمهورية الجديدة كان لابد أن يعلو صوت هذا الناقوس منبئا بتبعات هذه المشكلة، فالزيادة السكانية وحش يفترس كل تنمية وتطوير، فلا يشعر المواطن بأن شيئا جديدا حدث بالرغم من جهود الدولة العملاقة للبناء والتطوير، ولأن الإعلام هو الصوت والصورة التى تنقل ما يحدث على أرض الواقع من مشكلات وحلها، كان لنا لقاء مع بعض الإعلاميين حول دور الإعلام فى التوعية بمخاطر هذه المشكلة..
فى البداية ترى الإعلامية نانسى مجدى أن دور الإعلام فى مواجهة الزيادة السكانية يتمثل فى التركيز على الإيجابيات وليس فقط السلبيات، وذلك من خلال خطاب خالٍ من التوجيه فالطبيعة البشرية تسأم من الإرشادات، من هنا فقد اهتم الإعلام بتناول الجانب الإيجابى لهذه المشكلة من خلال التطرق للآثار الإيجابية لتنظيم الأسرة كما هو الحال فى الاهتمام بأفرادها بصورة كبيرة، ومنح الأطفال الرعاية والتنشئة والتعليم وسبل الحياة بشكل أفضل، بخلاف الأسرة كبيرة العدد، مع التطرق لمبادرات وجهود الدولة لتنظيم الأسرة التى طرحت من خلال الجهات المعنية وكيف يمكن الاستفادة منها لتنظيم الأسرة بوسائل آمنة ، بجانب تسليط الضوء على هذه المشكلة من خلال الجانب الدينى فهناك معتقد أن تنظيم الأسرة يتعارض مع التعاليم الدينية، لذا كان لوسائل الاعلام دور فيما يتعلق بإظهار عدم تعارض تنظيم الأسرة مع التعاليم الدينية، من خلال اللقاءات بالرموز الدينية.
وتقول الإعلامية دينا شعراوى: لاشك أن الإعلام يهتم بكل ما يخص الأسرة المصرية والتنمية، وإذا تحدثنا عن التنمية فلا نغفل موضوعا مهما كالزيادة السكانية التى تلتهم أكثر مواردنا، لذا يظهر هنا دور الإعلام الذى يتناول المشكلة بشكل مختلف عن طريق إبراز طرق علاجها، وفى نفس الوقت مكاسب تنظيم الأسرة، اجتماعيا واقتصاديا، فمن خلال برامجنا نتناول مشكلة الزيادة السكانية وتأثيرها على موارد الأسرة بشكل سلبى من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والصحية، مع التطرق للعكس والذى يبرز الجوانب الإيجابية بصورة أفضل فى حال الأسر صغيرة العدد، كما نهتم أيضا بتناول بعض العادات والتقاليد المغلوطة والتى تتعلق بزيادة الإنجاب ، محاولين الإيضاح أنها ليست بموروثات صحيحة أو تتعلق بجذورنا فعليا.
أما الإعلامية شيرين الشافعى، فتقول: ندرك أن الزيادة السكانية تمثل ضغطا هائلا وخطرا كبيرا على التنمية، لذا تبذل الدولة جهودا حثيثة لمواجهة هذه الزيادة حيث تم إطلاق العديد من المبادرات المعنية من قبل عدة جهات لمواجهة الزيادة السكانية، بل ومساعدة الأسر فى تنظيم الأسرة بما يعود عليها بالفائدة صحيا واقتصاديا واجتماعيا، فضلا عن تبنى جهود تنموية فعالة ومستمرة لرفع مستويات معيشة، كما تلعب القوى الناعمة من دراما وأفلام سينمائية دورا جذريا فى تغيير المفاهيم ورفع الوعى لمواجهة الزيادة السكانية.
وتضيف: كل هذا تعكسه وسائل الإعلام، ويتضاعف دور البرامج الإعلامية فيما يتعلق بالتوعية بالمخاطر السلبية للزيادة السكانية على الاقتصاد بشكل عام وانعكاسه على الوضع الاقتصادى للأسرة، وكذلك إلقاء الضوء على أهمية مواجهة الزيادة السكانية لتحقيق التنمية ومحاولة إيجاد الحلول الملائمة، من خلال استضافة الخبراء والمعنيين بها، فضلا عن أهمية التوعية بضرورة تنظيم الأسرة وتأثيره على صحة الأم والطفل.
وأخيرا.. تؤكد الإعلامية أوديت إبراهيم أن قضية الزيادة السكانية من أهم اهتمامات الدولة على مدار الأعوام السابقة، وهناك خط متوازٍ بين الجهود التى تبذلها الدولة للتصدى لها وبين الإعلام من خلال تسليط الضوء على هذه الجهود المبذولة سواء من حملات ومبادرات توعوية، حيث تناقش البرامج الإعلامية مشكلة الزيادة السكانية وتبث التوعية للأسرة المصرية بمخاطرها، وكذلك تتطرق لإيجابيات تنظيم الأسرة وتطرح صورة مغايرة لواقع الأسر كبيرة العدد وما يعانيه أبناؤها من حرمان من العديد من الحقوق فى معيشة أفضل وتعليم وترفيه ووضع اقتصادى متميز نتيجة لكثرة عدد أفراد الأسرة والأبناء، وهناك جانب هام آخر يهتم به الإعلام ويأتى انعكاسا لدور الدولة فى هذا الإطار ألا وهو صحة المرأة وتأثير تعدد الإنجاب وعدم المباعدة بين الولادات عليها، وما يقدم لها من خدمات فى إطار الصحة الإنجابية.