13-10-2024 | 09:10
ولاء الكومي
أضحك كركر..لكن فكر.. الضحك غذاء الروح وشباب الجسد ونجوم الكوميديا شموس تبدد في ظلمات الآسي والحزن..ولكل منهم طعم مميز ولون مختلف وبصمة خالدة.. ولكنهم جميعاً ينثرون البهجة والفرح لذلك تقدم الكواكب لقرائها أساطير الكوميديا الذين حفروا أسماءهم علي جدران الفن.
ولد الفنان علي خليل سالم والذي أشتهر بإسم علي الكسار في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1887 وقد أخذ اسمه الفني من عائلة والدته " زينب علي الكسار " .
بدء الكسار مشوار حياته وأمتهن في بدايته عدة مهن أولها مهنة السروجي وهي نفس المهنة التي أمتهنها والده ولكنه لم يتقنها فقام بالعمل مع شقيق والدته بالعمل في مهنة الطهي .
ولأنه موهوب ومحب للتمثيل أسس أول فرقة مسرحية له وأطلق عليها اسم " دار التمثيل الزينبي" ثم بعد ذلك أنتقل إلي فرقة " دار السلام "
ثم عمل في فرقة " جورج ابيض " وتعرف وقتها علي آمين صدقي وأسسا معا فرقة " علي الكسار وامين صدقي " وانتقل بفرقته إلي مسرحه الجديد تياترو " الماجستيك" بشارع عماد الدين مع كاتب مسرحياته وشريكه آمين صدقي وحققت نجاحاً كبيراً وأصبحوا من انجح الفرق الكوميديه في ذلك الوقت وبعد ذلك وقع الإنفصال بينهم وقام علي الكسار بالعمل بمفرده بفرقة تحمل أسمه بتياترو " الماجستيك" وظل فترة كبيرة في تألق فني يقدم لجمهوره بانتظام مواسم مسرحية كل صيف وشتاء .
الجدير بالذكر أن الفنان علي الكسار دخل في منافسة شرسة مع الفنان نجيب الريحاني بشخصية "عثمان عبد الباسط" لتنافس بقوة شخصية "كشكش بيه" التي كان يقدمها الريحاني علي المسرح .
نشأ صراعا فنياً بين الكسار والريحاني ومنافسة شرسة بين فرقة كلاهما وكان يردون علي بعض بأسماء المسرحيات فحينما قدم الريحاني مسرحية " حمار وحلاوة " قام الكسار بالرد عليه بمسرحية " عقبال عندكم " ليرد الريحاني عليه بمسرحية " قولوا له " ليرد عليه الكسار بمسرحية " قلنا له" ليرد الريحاني بمسرحية " فرجت " ليرد الكسار بمسرحية" راحت عليك " ليرد الريحاني بمسرحية" الدنيا جرا فيها اية " ليختم الكسار الشجار الفني ب " الدنيا بخير".
وبعد تقديم الكسار لشخصية " عثمان عبد الباسط" علي المسرح قرر المخرج والسيناريست والمنتج توجو مزراحي نقل شخصية "عثمان عبد الباسط" للسينما وقدم العديد من الأفلام الناجحة أشهرها " نور الدين والبحارة الثلاثة" و علي بابا والأربعين حرامي " و " ألف ليلة وليلة" و " عثمان وعلي " و" الساعة 7" و " وسلفني 3 جنية " و " خفير الدرك ".
وأشتهر الكسار بخفة الدم والآفيهات المضحكة العالقة في ذاكرة الجمهور حتي الآن من أشهرها " يا ولد " و " يقصف عمرك " و" دي مش حما دي ح'ما أعوذ بالله" و " أنت يا مصيبة يخرب بيتك " و " يا حماتي " و "يا مراتي ".
قدم الكسار العديد من الأفلام الناجحة وتربع وقتها علي عرش الكوميديا إلى أن ظهرت وجوه جديدة في الكوميديا سحبت البساط منه خاصة أنه لم يكن يملك في جعبته الفنية سوي شخصية " عثمان عبد الباسط" الذي برع فيها وبشدة ولكنه لم يبرع في سوها فبدأت شهرته وصيته الساطع يتراجع فأضطر لقبول أدوار مساعدة وأحياناً ثانوية .
أصيب الكسار ببعض الآلام النفسية والجسدية جراء ذلك إلي أن رحل عن عالمنا في 15 يناير عام 1957.