رحل عن عالمنا الفنان نعيم عيسى، عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، حيث تدهورت حالته الصحية خلال الأيام الماضية، وتم نقله إلى المستشفى في الإسكندرية، حيث احتُجز بالعناية المركزة ووُضع على أجهزة التنفس الصناعي بسبب معاناته من نقص حاد في الأكسجين بالدم. ولد نعيم عيسى في يناير عام 1933، وبدأ رحلته الفنية من مسارح القصور الثقافية في الإسكندرية، قبل أن يلتحق بفرقة عبد المنعم مدبولي وفرقة الإسكندرية، ليشق طريقه في عالم الفن بخطى ثابتة، رغم أنه لم يكن من نجوم الصف الأول. شارك نعيم عيسى في أكثر من 200 عمل فني، تنوعت بين المسرح والسينما والتلفزيون، وترك بصمته من خلال أدوار صغيرة لكنها لا تُنسى، حيث عُرف بملامحه المميزة وروحه الساخرة. من أبرز أعماله مسرحية "الواد سيد الشغال" التي حقق فيها شهرة كبيرة بإفيه شهير "لا بد أن تدخل بها"، كما شارك في مسرحية "ريا وسكينة" إلى جانب شادية وسهير البابلي، وذكر في أحد تصريحاته أن الأخيرة غضبت منه بسبب ندائه المتكرر لشادية بـ"يا ست الكل"، فأصبح يقول لها "ست ست الكل". من بين أبرز أعماله السينمائية: "الباشا تلميذ"، "مين فينا المتسول"، "علي سبايسي"، وكان آخر ظهور فني له عام 2016 من خلال فيلم "حسن دليفري"، قبل أن يختفي عن الأضواء لسنوات. في لقاء تلفزيوني"، عبّر نعيم عيسى عن حزنه لما أسماه "الظلم الفني"، قائلاً إنه بقي 10 سنوات بلا عمل، كما صرّح بأنه كان يعمل كثيرًا مع عادل إمام، حتى ظهر الفنان يوسف داود وأخذ مكانه، حسب تعبيره. وفي عام 2022، فقد نعيم عيسى زوجته بعد زواج دام 60 عامًا، وهي الخسارة التي أثرت فيه بشدة، وزادت من شعوره بالوحدة في سنواته الأخيرة. ورغم كل ما قدمه، شعر بأنه لم يُكرَّم أو يُحتفى به كما يليق بتاريخه. ظهر مرة أخيرة عام 2020 في فيديو قصير وهو يشاهد مسرحية "ريا وسكينة"، وقد بدا عليه التأثر والحنين لأيام الفن الحقيقية.