6-12-2025 | 14:28
أميمة أحمد
شهدت خريطة النجوم تحولاً لافتاً خلال الأعوام الماضية بما يساعد في إبراز جيل جديد من الفنانين الشباب الذين تقدموا الصفوف بثقة، مستفيدين من طفرة الإنتاج، واتساع حضور المنصات الرقمية، وتأثير السوشيال ميديا فى تسريع تواجدهم وصناعة جماهيريتهم.
هذا المناخ فتح أبواباً واسعة للوجوه الصاعدة لتقديم طاقاتهم دون انتظار طويل، بعدما حصلوا على مساحات أكبر فى البطولات والأدوار، وتحولوا من مجرد داعمين للعمل إلى صناع رئيسيين فيه.
ومع تغير ذائقة الجمهور واستعداده لتقبل تجارب مختلفة، باتت الأعمال المعتمدة على قصص شبابية تحقق حضوراً قوياً، فيما خلقت مواسم العرض المتعددة فرصاً لا تقل أهمية عن موسم رمضان التقليدى.
فى هذا التحقيق، نقترب من تجارب عدد من الفنانين الشباب، لنتعرف كيف يقرأون هذا التحول، وكيف أسهم فى إعادة تشكيل مسارهم وأحلامهم داخل الصناعة.
فى البداية تؤكد الفنانة ملك أحمد زاهر أن التحول الحالى فى الساحة الفنية ليس مجرد تغيير شكلى، بل نقلة حقيقية فى طبيعة الأعمال نفسها، وتوضح أن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً واسعاً فى الدراما والسينما، ما أتاح للجيل الشاب مساحات أكبر داخل البطولات والأدوار الرئيسية. وتقول: تغيرت حياتنا للأفضل، ولم نعد مجرد مكملين للعمل، بل أصبح لكل منا عالمه الخاص داخل الحكاية.
ترى ملك أن هذا التطور يمنح الموهوبين فرصاً حقيقية لإثبات قدراتهم، مشيرة إلى الدور الحاسم للمنصات الرقمية التى فتحت أبواباً جديدة للنجوم الشباب، ومنحتهم جمهوراً أوسع لا يعتمد فقط على التليفزيون أو شباك التذاكر.
تؤكد الفنانة فرح الزاهد أن التحول فى الوسط الفنى أصبح واقعاً لا يمكن تجاهله، موضحة أنها شاركت مؤخراً فى عدة أعمال ناجحة وتقدم اليوم أدواراً أكثر نضجاً، كما فى مسلسل “لينك”. وتقول: نحن نعيش عصراً مختلفاً يفتح الطريق أمام المواهب الشابة دون انتظار سنوات طويلة كما كان يحدث سابقاً، فهذه الفرص لم تحظَ بها أجيال سابقة.
وترى فرح أن الجمهور اليوم أكثر استعداداً لاستقبال وجوه جديدة ومتابعتها بشغف، خاصة مع تنوع المحتوى الذى أتاح مساحة أكبر لانتشار الجيل الجديد من الممثلين.
ترى الفنانة هدير عبد الناصر أن حضور الشباب فى الساحة الفنية لم يكن غائباً يوماً، لكن أصبحت قوتهم وتأثيرهم اليوم أوضح بفضل اتساع الإنتاج الدرامى والسينمائى، وتوضح: الشباب دائماً كان لديهم وعى للتعبير عن قضايا جيلهم، لكن الفارق الحقيقى الآن هو حجم الانتشار، فكثرة الإنتاج ووجود منصات متعددة رفعت نسب المشاهدة وفتحت الطريق لظهور نجوم جدد أسرع بكثير مما كان يحدث قبل عشر سنوات.
وتشير هدير إلى أن تعدد مواسم العرض الدرامى، وعدم الاقتصار على شهر رمضان، خلق فرصاً أكبر ومساحة أوسع للأعمال، مما أتاح للشباب الظهور فى تجارب متنوعة وتحقيق حضور لافت داخل الصناعة.
يؤكد الفنان شريف الشعشاعى أن تغير الأجيال داخل الفن أمر طبيعى ومتكرر، مشيراً إلى أن نجوماً كباراً اليوم بدأوا كشباب تماماً كما يحدث الآن. ويقول: الاختلاف الحقيقى فى زمننا هو تأثير السوشيال ميديا وكثرة الإنتاج، فهذه الأدوات جعلت الظهور أسرع والانتشار أوسع بكثير.
ويضيف شريف أن الجمهور أصبح أكثر قرباً من الفنان وأكثر اطلاعاً على كواليس الأعمال، بفضل المنصات الشخصية، مما خلق علاقة جديدة ومباشرة بين النجم ومتابعيه.
يرى الفنان محمد إبراهيم يسرى أن ما يشهده الوسط الفنى اليوم ليس مجرد زيادة فى فرص الشباب، بل تغييراً جذرياً فى طبيعة الصناعة نفسها ويقول: فى الثمانينيات والتسعينيات كانت النجومية تصنع عبر نجم أو اثنين داخل العمل الواحد، وكان التليفزيون والسينما هما المنصتان الأساسيتان، اليوم تغير شكل الدراما مع التطور التكنولوجى، وأصبحت الأعمال الشبابية أكثر حضوراً لأنها الأقرب لروح العصر.
ويضيف أن الجمهور الجديد يبحث عن محتوى يعكس عالمه ويشبه اهتماماته، وهو ما جعل الأعمال المعتمدة على قصص معاصرة وقضايا شبابية تحقق نجاحاً أكبر وتصل سريعاً إلى قاعدة واسعة من المشاهدين.
يؤكد الفنان عمر محمد رياض أن أدوات الظهور فى الوسط الفنى تغيرت جذرياً، موضحاً أن فرص الشباب لم تعد مرتبطة بالسينما أو التلفزيون فقط كما كان فى الماضى ويقول: المنصات الرقمية منحتنا مساحة ضخمة للوصول للجمهور بسهولة، ولهذا شهدنا نجاح أعمال شبابية عديدة مثل مسلسل (بالطو).
ويرى عمر أن التفاعل السريع عبر السوشيال ميديا أصبح عنصراً مهماً فى مسيرة أى فنان، إذ يتيح له معرفة صدى أدائه فوراً، مما يساعده على التطور المستمر وتحسين اختياراته الفنية.
ويرى الفنان محمود عمرو محمود ياسين أن السينما لا تزال تعتمد على النجوم الكبار لضمان شباك التذاكر، قائلاً: حتى الآن، تواجد النجوم الشباب وفرصهم يعتمد أكثر على الدراما نظراً لكثرة الإنتاج، أما بالنسبة للسينما فإلى حد ما مازال حضور نجم كبير ضرورى لضمان الإيرادات، لكن الجرأة الإنتاجية كما يحدث فى الأعمال الدرامية قد تفتح الطريق لظهور جيل جديد، كما حدث فى أفلام مثل «إسماعيلية رايح جاي» و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية».
ويضيف أن الوضع مختلف تماماً فى الدراما، التى تدخل كل بيت وتمنح الشباب فرصاً أوسع، مشيراً إلى الأعمال الحديثة التى حققت نجاحاً كبيراً ببطولة كاملة من الشباب.