الجمعة 24 مايو 2024

مقالات27-10-2021 | 20:15

مواقفنا ثابتة وشريفة.. لدينا مبادئ لم تتغير أو تتبدل.. لذلك نالت مصر احترام العالم.. وأصبحت النموذج الذى يحظى بالدعم والمساندة للحفاظ على الأمن والسلم الإقليمى والدولي.. وإعادة الأمن والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، فقد حققت مصر التوازن.. بدفاعها عن الحق، والعمل بشرف من أجل استقرار الدول ورخاء الشعوب.

فى المؤتمر الصحفى بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى ونظيره الروماني يوهانس، تجلت وتجسدت ثوابت السياسة المصرية فى كلمة الرئيس السيسى سواء من حيث المبادئ أو المواقف حيال ملفات وأزمات وقضايا المنطقة.. أو الإرهاب.. وحقوق الإنسان.. لتصبح مصر «المعلم والنموذج الملهم».. فإذا أراد العالم الأمن والسلام.. فعليه أن يتعلم من «مصرــ السيسي».

لو كان هذا العالم لديه قدر بسيط من الإنصاف والعدل، لحصلت مصر على جائزة نوبل فى الشرف والسلام والبناء والأمن والاستقرار.. لأسباب كثيرة وحيثيات عديدة وقوية أبرزها مساهمة «مصرــ السيسي» فى إرساء قواعد الأمن الإقليمى والدولي، وإعادة التوازن للمنطقة.. ودعم الأمن والسلام والاستقرار فيها وتوجهاتها وسياساتها الثابتة نحو التوجه إلى الحلول السلمية والتفاوضية لكل الأزمات والصراعات فى المنطقة، وكذلك دورها البارز فى الحفاظ على الأمن فى شرق المتوسط والشرق الأوسط، وباعتراف رؤساء الدول الكبرى وعلى رأسهم جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذى أكد فى اتصالين هاتفيين بالرئيس السيسى خلال الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ونجاح مصر فى التوصل لهدنة ووقف إطلاق النار، وبأن مصر ركيزة الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة وأفريقيا، وشرق المتوسط والشرق الأوسط.

شَرُفْت بالأمس بحضور وقائع المؤتمر الصحفى بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى ونظيره الروماني يوهانس بقصر الاتحادية، وتأملت ما جاء فى كلمة الرئيس السيسي.. وتوقفت أمام مجموعة من النقاط المهمة فى كلام الرئيس، وأدركت أن المواقف والسياسات المصرية شريفة لا تتغير وهو ما يجسد أسباب الثقة الدولية فى مصر واحترام مواقفها وسياساتها ونواياها ورؤيتها لإعادة الأمن والاستقرار فى المنطقة التى تموج بالعديد من المتغيرات الحادة والصراعات الطاحنة، التى سيؤدى توقفها إلى ترسيخ الأمن والسلام فى الشرق الأوسط.

«كلام مصر».. لا يتغير ولا يتبدل طبقاً لاختلاف المواقف، بل المواقف ثابتة وشجاعة.. فمصر لا تعرف التلون أو التحول.

لك أن تتأمل عمر العلاقات «المصرية ــ الرومانية» التاريخية، فقد وصلت إلي 115 عاماً ليست فقط على المستوى الرسمي، ولكن أيضاً ما يجمع الشعبين من علاقات وتقارب.. لذلك جاء اللقاء بين الرئيسين حافلاً بالرسائل المهمة التى تؤكد جوهر السياسات المصرية الدولية فى التوجه إلى علاقات الشراكة والعمل معاً من أجل تحقيق تطلعات الشعوب، والمساهمة فى دعم الأمن والسلام والاستقرار، فإذا كان الرئيسان قد ناقشا العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، فإن هناك إرادة سياسية لاستغلال هذه العلاقات المتميزة بين البلدين وتطويرها، والبحث عن سُبُل لدعمها وبصفة خاصة فى مجالات الطاقة والاستثمار والصناعة والتجارة والسياحة.. ومن هنا جاء الاتفاق على أهمية عقد الجولة الرابعة للجنة المشتركة المعنية بتطوير مجمل التعاون الاقتصادى والفنى على المستوى الثنائى بما ينعكس بشكل إيجابى وبصورة عملية على زيادة الحجم التجارى والاستثمارات بين البلدين.

تطرق الرئيس السيسى فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى مع نظيره الرومانى إلى مجموعة من النقاط المهمة التى تعكس السياسة المصرية وثباتها ومواقفها الراسخة، جاء منها الآتي:

- أكد لقاء الرئيس السيسى بنظيره الرومانى على أهمية علاقات التعاون والتنسيق المستمرين بين البلدين فى مختلف الأطر والمحافل الدولية والإقليمية، انطلاقاً من المبادئ الثابتة والمشتركة، القائمة على احترام القانون الدولي، وتطبيق مبادئ حُسن الجوار، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وتعظيم الاستفادة من ثروات المنطقة بما يخدم شعوب دولها ككل.. وهنا نتوقف عند أربع نقاط مهمة، تمثل جوهر السياسة المصرية وهي:

- احترام القانون الدولي.. فمصر دولة لا تمارس البلطجة أو العدوان، ولا تتجاوز القوانين والأعراف الشرعية الدولية، ودائماً تحرص على الالتزام بقواعد ومبادئ القانون الدولى فى جميع علاقاتها الدولية حفاظاً على الأمن والسلم الإقليميين.

- تطبيق مبادئ حُسن الجوار.. وهو من أهم مبادئ السياسة المصرية، فمصر رغم قوتها وقدرتها ومكانتها وثقلها لم تَجُر على دولة مجاورة.. ولم تعتد على سيادتها أو حدودها، ولم تنتهك لها أرضاً.. بل حريصة كل الحرص على استتباب الأمن والاستقرار فى دول الجوار وعدم التدخل فى شئونها، ودعم مساعى التوافق والحلول السلمية والتفاوضية للصراعات، وتقوية ودعم الدولة الوطنية ومؤسساتها.. ودعم الجيش الوطني.. فدول الجوار مرتبطة تماماً على صعيد الأمن القومى المتبادل.. فأمن دول الجوار من أمن مصر، والعكس صحيح.

- عدم التدخل فى الشئون الداخلية.. ويُعد هذا المبدأ من أهم قواعد ومبادئ «مصرــ السيسي»، فمصر تحترم إرادة الشعوب، ولا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول لا من قريب، ولا من بعيد.. بل تربأ بنفسها عن الدخول فى مثل تلك القضايا، وكما ترفض مصر التدخل والوصاية على الآخرين، لا تقبله أيضاً على نفسها.

- كذلك تعظيم الاستفادة من ثروات المنطقة بما يخدم شعوب دولها، وهنا تبرز أهمية التوجه المصرى نحو التعاون والشراكة بين الدول واستغلال الثروات والموارد المتبادل، وأيضاً تبادل الخبرات والإمكانيات بما يحقق تطلعات الشعوب ويصب فى صالحها، وهناك نماذج كثيرة لعلاقات مصر الدولية فى هذا الإطار.

- تناول الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته عدداً من الملفات.. بدأها بملف ليبيا، وأكد الثوابت المصرية، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية وسيادتها وأهمية الالتزام بمقررات الأمم المتحدة، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2570 بسحب جميع العناصر المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضى الليبية مع عدم استغلال الساحة الليبية لتحقيق مصالح وأغراض سياسية لأطراف أخري، هى رسالة مصرية قوية لبعض الدول التى تنفذ ذلك فى ليبيا وتطالب مصر دوماً بأهمية عدم التدخل فى الشئون الليبية الداخلية وإخراج التنظيمات الإرهابية والمرتزقة، وعدم التدخل الأجنبي غير المشروع.. وتتطلع مصر أيضاً لعقد الاستحقاق الانتخابى فى ليبيا يوم 24 ديسمبر القادم بما يتيح للشعب الليبى اختيار حكومة موحدة تحفظ أمن ليبيا ووحدة أراضيها.

- جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى تأكيد ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين بما يسهم فى تمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف يجسد شرف الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية.

- تناول اللقاء أيضاً تجديد الدعم لجهود المبعوث الأممى فى ملف الأزمة السورية من أجل التوصل لتسوية سلمية على أساس إعلان جنيف، وقرار مجلس الأمن رقم 2245 ورفض محاولات بعض الأطراف الإقليمية بفرض الأمر الواقع، سواء عبر انتهاك السيادة السورية، أو إجراء تغييرات ديموجرافية قسرية بالدولة السورية.. والرسالة هنا واضحة ومحددة.

- وفيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه رؤية تؤكد أهمية العمل مع دول المنطقة على إيجاد حلول لجذور تلك الأزمة وبصفة خاصة تسوية الأزمات والنزاعات القائمة بالمنطقة التى تعد المحرك الأول لظاهرة الهجرة غير الشرعية وكذلك أهمية تقاسم أعباء مسئولية تلك الظاهرة، بجانب زيادة الوعى العام تجاه سُبُل وقنوات الهجرة الشرعية.

الحقيقة نحن أمام رؤية ثاقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي، لحل مشكلة الهجرة غير الشرعية من جذورها.. فقد تسببت أحداث ما أطلقوا عليه الربيع العربى فى تفاقم هذه الظاهرة بعد سقوط بعض دول المنطقة وتشريد شعوبها وتدمير أوطانها أو الدول التى تعانى اقتصادياً، فلابد من الأخذ بيد هذه الدول بإعادة الأمن والاستقرار فيها والدولة الوطنية ومؤسساتها.. ومساعدتها اقتصادياً بتوفير التمويل اللازم على الأقل لمساعدتها فى البناء والتنمية وحل مشاكل وأزمات شعوبها وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة.. ومن هنا لا يكون هناك مبررات للهجرة غير الشرعية.

> جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى التأكيد أيضاً على رؤيته فى مكافحة الإرهاب من خلال تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية ومجابهة الجهات الراعية للمنظمات الإرهابية التى توفر الملاذ الآمن والمنابر الإعلامية والسلاح لعناصر تلك التنظيمات والكيانات.. وهنا الكلام واضح مثل الشمس، لا يحتاج تعليقًا أو شرحًا، بل وأزيد أن هذه الجهات معروفة للعالم، وبالاسم.

أكد الرئيس دور المؤسسات الدينية المصرية فى نشر قيم التسامح وزيادة الوعى تجاه مواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة.

> وتطرق الرئيس السيسى إلى الخطوات التى تتخذها مصر لتطبيق المنظور الشامل فيما يخص قضايا حقوق الإنسان وصولاً إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان فى سبتمبر الماضي، وتشمل التعاطى مع مختلف الأبعاد التى تتضمنها قضايا حقوق الإنسان فى البلاد، بما يشمل تحسين مستوى المعيشة ومراعاة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطن، وهو ما يتجسد على الواقع فى مصر من خلال الجهود التنموية والقضاء على كل مظاهر المساس بحقوق الإنسان وتوفير الحياة الكريمة للمصريين وتوفير السكن الكريم، والصحة، والتعليم، وفرص العمل، وحق الحياة، والأمن والاستقرار.. فالرئيس يتحدث عن المفهوم الشامل لحقوق الإنسان، وليس الذى يختزل فى بند أو مبدأ واحد.

مواقف «مصرــ السيسى» ثابتة وشريفة ولا تتبدل.. وعلى مدار الـ7 سنوات الماضية، نجحت مصر فى إعادة التوهج والحضور لعلاقاتها الدولية التى تقوم على الشراكة والتعاون والاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى شئون الدول وإرساء الحلول السلمية والتفاوضية والتسامح والاعتدال وحسن الجوار.

إنها «مصرــ السيسي» التى تستحق التحية وتستحق أن يرفع لها العالم القبعة.

 

تحيا مصر