كتبت: شيماء أبو النصر
أكدت دراسة صادرة عن كلية الطب بجامعة "هارفارد الأمريكية" فعالية الصوم وفوائده لجميع وظائف الجسم، حيث تستريح أعضاؤه المتمثلة في الجهاز الهضمى والقلب من العبء الناتج عن تناول الطعام يوميا فى أوقات متقاربة، وتتخلص المعدة من الانتفاخات وعسر الهضم، ويعمل على إخراج الغازات من الأمعاء ويخلص الجسم من المواد السامة الضارة المتراكمة به مثل "حمض البول" و"يوريت الصوديوم" و"فوسفات الأمونيا".
يذكر الباحثون أنه لا يجب أن يستمر تخزين المواد الضرورية كالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية طويلاً في جسم الإنسان ويجب استخراجها والتخلص منها والصيام يساعد على ذلك.
منشط طبيعى للكبد
أكدت الدراسة أن من فوائد الصوم للجهاز الهضمي أنه يعمل على تهدئة حركة الأمعاء والتخفيف من عصارة المعدة والأمعاء، وإراحة البنكرياس والحد من إفراز "الأنسولين" المعروف بقدرته على تخزين الدهون.
وينشط الصيام وظائف الكبد ويخلّصه من الشحوم والدهون ويحول دون انتقالها إلى أعضاء الجسم الأخرى.
وتُظهر التقارير الطبيّة الصادرة عن "المركز الأمريكي للوقاية والتحكّم بالأمراض" أنّ الصوم يُساعد الخلايا الموجودة في الكبد على أكسدة الدهون المختزنة داخلها، ما يعمل على تنشيطها وأداء وظائفها بشكل أفضل، وأبرزها صنع الجلوكوز وتخزينه لحفظ تركيزه في الدم، وإنتاج بروتينات "البلازما" بمعدل يتراوح ما بين 30 و50 جراماً يومياً، وتكوين الأحماض الأمينيّة، وأكسدة الجلوكوز والدهون لمدّ الجسم وخلاياه بالطاقة اللازمة في البناء والتجديد، ونزع الموادّ السامة من الجسم وأهمّها مادة "الأمونيا" التي تسمّم خلايا المخّ، ومساعدته على تخزين المعادن والفيتامينات المهمة كالحديد والنحاس وفيتامينات " A و "B2 " B12 D داخل خلايا الكبد لتجديدها.
قلب سليم
وأوضحت التقارير الطبيّة الصادرة عن "الجمعيّة الأمريكيّة لأمراض القلب" أنّ داء تصلّب الشرايين ينشأ من ترسّب الموادّ الدهنية الغنية بـ "الكوليسترول الضارّ" داخل الشرايين ما يؤدّي إلى انسدادها بشكل كامل وبالتالي بطء وصول الدم إلى أعضاء الجسم، وتظهر النتائج المنشورة في "أمريكان جورنال أوف كلينيكال نيوتريشن" أن الصوم يخفض نسبة "الكوليسترول" الضار في الدم، بالإضافة إلى أثره الإيجابي في رفع "الكوليسترول الجيد" بعد دراسة شملت 24 متطوعاً بينت ارتفاعاً في معدل الكوليسترول المفيد في الدم بنسبة 30%، بعد انتهاء مدة البحث التي بلغت 45 يوما من الصوم المتقطع.
السكر مظبوط
البنكرياس عضو يفرز هرمون "الأنسولين" من خلال خلايا "بيتا" الموجودة به، فيما يتوقّف عن إفراز "الأنسولين" أثناء الصوم ما يحفّز الجسم على التخلّص من السكريّات الموجودة به، لتوليد الطاقة اللازمة له، وبذلك يتخلّص الجسم من السكريّات الزائدة مع الاحتفاظ بالنسبة الطبيعيّة للجلوكوز في الدم.
وتُشير الدراسات الصادرة عن "الجمعية الأمريكية للسكري"، في هذا الإطار إلى أن الصوم فعال في إتمام عملية التحويل الغذائي للمواد النشوية والسكرية ما يحافظ على توازن السكر في الدم، وبالتالي يخفف من مضاعفات المرض لدى المصابين بالسكري خصوصاً لدى النوع الأول منه.
خلايا الكليتين
تستطيع الكلى حمل 10 أضعاف أو أكثر من السوائل للحفاظ على المعدّل الطبيعي للسوائل في الجسم لذلك يرى الباحثون أنّ الصوم يساعد على راحة الكلى وإعادة بناء أنسجتها وخلاياها.
ضغط الدم
توصل الباحثون إلى أنّ الصوم يُعالج ضغط الدم المرتفع بسبب فعاليته في خفض "الكوليسترول" الضارّ وتحسين الجيد منه بجانب إذابة الدهون حول الشرايين والأوردة والشعيرات الدمويّة ما يعمل على تحسين تدفّق الدم إلى الجسم.
وتؤكد الدراسة أن إنقاص الوزن بمقدار 4.5 كيلو جرام كافٍ لخفض ضغط الدم عند المصابين بارتفاع خفيف في معدلاته وعودته إلى مستواه الطبيعي.