السبت 18 مايو 2024

فضيحة كارثية.. شاب يرتدي ملابس عروس ويقيم حفل زفافه على صديقه بالعراق

شاب يرتدي ملابس عروس في العراق

عرب وعالم29-10-2021 | 21:13

منة سيد بكر

وسط ذهول الجميع، اشتعلت منصات وشبكات التواصل الاجتماعي العراقية، بسبب انتشار مقاطع فيديو تظهر شابًا عراقيًا في مدينة كربلاء جنوبي البلاد، وهو يرتدي ثوبًا أبيض يشبه ملابس عروس متقمصا دورها، مما جعل الكثير يشكك في انتشار حالات الشواذ بين الشباب، في حفل زفاف وهمي أقامها هو ومجموعة من أصدقائه، وصفوها بـ"مجرد مزحة".

حيث انقسمت الآراء بشدة بين موافق ومعارض اتجاه ما حدث، ووصل الأمر، وطالب البعض بمحاكمة الشاب الذي تنكر في زي عروس، بدعوى إخلاله بالآداب العامة، بينما استنكر آخرون كل هذه الضجة المفتعلة، واصفين إياها مجرد مزحة قام بها مجموعة شباب، معترضين من هذا الاستنفار بسبب مزحة شبابية، في ظل إغفال مناقشة وحل القضايا والمشكلات الأساسية في العراق، والتي تستحق تسليط الضوء عليها ومعالجتها، مثل قضايا الفساد الإداري وتردي الخدمات وغيرها الكثير، بينما رأى آخرون أن القيام بتلك المزحة المسيئة، في مدينة دينية محافظة مثل كربلاء، هو فعل يستوجب الإدانة و يسيء للمدينة.

ومع تصاعد الجدل حول الواقعة، تدخلت الجهات الحكومية والأمنية المسؤولة، حيث أصدرت خلية الإعلام الأمني، أعلنت بيانا جاء فيه: "بعد مزاح عفوي مرفوض مجتمعيا بين شباب بهدف جذب الانتباه، بعض مواقع التواصل الاجتماعي تبث أكاذيب حول انتشار حالة شاذة بين الشباب".

صورة لمجموع من المثليين من " الأرشيف"

ويضيف البيان: "تناقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من رواد الإنترنت من العابثين بالقيم الأخلاقية، وغير الآبهين بما يصدر عن كتاباتهم وتعليقاتهم، من إساءة وجرم بحق بلد تحتل فيه الأخلاق العامة والمثل العليا المرتبة الأولى في سلم أولوياته".

وتتابع خلية الإعلام الأمني: "حيث جرى تداول مزحة بين شباب من محافظة كربلاء، يقوم أحدهم بارتداء برقع عروس ويصعد في سيارة حمل وبجانبه مجموعة من أصدقائه، ونظموا ما يشبه حفلة زفاف وهمية بهدف جذب الانتباه والانتشار الإعلامي، وقد تم تداول الموضوع بشكل سلبي وبنيت عليه الأكاذيب والشائعات التي تنطوي على ادعاءات كاذبة بانتشار حالة شاذة بين الشباب في العراق في قضية مفبركة لا تمت إلى الحقيقة بصلة".

وختم البيان: "خلية الإعلام الأمني وفي الوقت الذي تدعو فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى توخي الدقة والحذر فيما ينشرون ويتداولون من أخبار ومواضيع لها تماس مباشر بسمعة العراق، ومنظومة السلم الأهلي والمجتمعي فيه، فإنها تدعو شبابنا الواعي إلى التنبه من مغبة تصرفاتهم الخاطئة وخاصة التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وإلا سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم كما حصل في الحادثة آنفة الذكر".

وأضاف معلقاً على الحادثة المثيرة للجدل، قال باحث اجتماعي عراقي طلب عدم ذكر اسمه، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: "معروف عن الشباب جموحهم وتمردهم عادة على المألوف والروتين، وأعتقد أن الأمر قد تم تضخيمه كثيرا وتحميله أبعادا لا يتحملها، فنحن أمام مجموعة شباب صغار في السن، ربما من باب الترويح عن النفس، أو للفت الأنظار وحصد ’لايكات‘ الإعجاب في الفيسبوك أو الإنستجرام، قاموا بذلك".

ويضيف: "الأخطر في الموضوع هو ردود الفعل المتشنجة والهستيرية التي أعقبت الحادثة، والتي تشير لاحتقان مجتمعي عام، ولشيوع أنماط وعي وتفكير تنشغل بتوافه الأمور وقشورها، ولا يسؤها كم الخراب والتخلف الهائل الذي يضرب مختلف مناحي حياتنا واجتماعنا، لكن ثائرتها تثور حيال شباب بسطاء لا سند لهم، وبالتالي يمكن الاستقواء عليهم واستهدافهم وتحميلهم وزر عقدنا المستعصية، وكأننا مجتمع من الملائكة لا يحتمل وجود أخطاء وخطايا، ولا مكان لدينا للمزاح والترفيه".

الاكثر قراءة