الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حلقات ذكر.. موالد ومراجيح .. العالم الإسلامى يحتفل فى لوحات محمد أبو الوفا

  • 4-6-2017 | 11:50

طباعة

حوار : شيماء محمود

دائما ما يعكس الفنان التشكيلى مظاهر حضارته ومجتمعه فى أعماله الفنية .. لذلك كان للشهر الكريم نصيب كبير من أعمال الفنانين التشكيليين باعتباره أحد أهم معالم المجتمع الإسلامى عامة والمصرى خاصة .. لما له من مذاق وطقوس خاصة لا نراها سوى فى الشارع المصرى ..فنجد العديد من الفنانين الذين وثقوا فرحة الأطفال وعلاقتهم بالفوانيس والمسحراتى وصانع الكنافة ومدفع الإفطار، أو لوحات تمثل طرق استقبال رمضان عبر الحارات والشوارع..بالإضافة إلى مشاهد موائد الرحمن والمآذن والأهلة وغيرها من معالم الفرحة بالشهر الكريم.. فقد جاءت أعمال الفنان محمد أبو الوفا لتعبر عن مظاهر الاحتفال بمظاهر حسية وتكنيكية مختلفة.. تعكسها لوحاته المشارك بها حاليا فى جاليرى "أرت مارت" بطريق مصر إسكندرية الصحراوى .

حيث يعيش الناس فى هذا الشهر طقوسا خاصة بعيدة عن روتين الحياة اليومية الرتيب .. تسكنها حالة من الزهد والتصوف للاقتراب من الخالق ..تلك الوقائع الوجدانية والحسية استطاع فناننا التعبير عنها بجدارة من خلال صياغة رؤيته الفنية بالتجريد الشكلي.

واستطاع أبو الوفا أن يفصح عن مكنون تجريداته عبر استخدامه للون بحرية كاملة لنجد تداخلاً جرئياً بين الدرجات اللونية الساخنة والباردة فى بناء اللوحة بتصميم يتميز بالتنوع الشديد في عناصره تارة وأخري بفردية العنصر الواحد.

فنجد فى لوحة مسيرة للصوفية أنها تنقلنا للوحة المقام علي جمل كإحدى مظاهر الاحتفال .. لتتغير الحالة عبر لوحات حلقات الذكر في المولد بالطريقة الصوفية.. أو لوحة تصور شيخا كبيرا أثناء أدائه للعبادة.

ولاشك أن أعماله كانت نتاجا لمخزون خبراته وذكرياته بمحافظة طنطا مسقط رأسه .. حيث اعتاد حضور مولد السيد البدوى منذ صغره ..

فتلك المثيرات الفنية بالموالد تحمل مفردات غنية ورموزاً مبتكرة ومع استمرار المولد ثلاث ليال تستقي أعماله انواعاً كثيرة من مظاهر الاحتفالات ليفسرها عبر لوحاته بداية من المراجيح وحلقات الذكر وصولا إلى المتصوفين بزيهم المميز وطريقتهم الخاصة في الاحتفال.

يقول الفنان أبو الوفا عن هذه التجربة : بدأت تلك الفكرة تراودنى منذ أن كنت طالباً في كلية الفنون الجميلة لذا كان مشروع تخرجي أول الخيط لبحثى حيث نفذت مشروعاً يحمل عنوان "حلقة ذكر" ..ثم بعدها حملت أعمالى تأويلات تشكيلية تجسد مظاهر الاحتفال في المولد بأنواعه من المراجيح وحلقات الذكر واهل الطريقة والنشان وصندوق الدنيا والمقام .. ثم سعيت لتنفيذ تجربة أخرى استكمالا لهذه التجربة وهى إعادة صياغة أوبريت "الليلة الكبيرة " حاملا رموزا مبتكرة عبر عرائس الماريونت للتعبير بشكل مختلف عن أشكال الاحتفالات بنفس الشكل الذى عشته فى طفولتى.

أما مجموعة لوحات حلقات الذكر فقد عشتها أيضا وسعيت لهضمها جيدا لذلك عندما قررت أن أنفذ لوحات لهذه الحالة ..حاولت التركيز أكثر على الحالة الروحانية دون الاهتمام بالتفاصيل مسجلا حركتهم غير المنتظمة وكأنهم يعيشون لحظات في عالم آخر ونسوا كل تفاصيل حياتهم الروتينية في هذه اللحظات.

يذكر أن الفنان محمد أبو الوفا تخرج في كلية الفنون الجميلة 2009 ..وشارك في العديد من المعارض من بينها صالون الشباب لدورته الواحد والعشرين 2010 وبينالى بورسعيد 2011 ومعرض " أول مرة " السنوى بمكتبة الاسكندرية عام 2011 ومعرض " أجندة " السنوى بمكتبة الاسكندرية أعوام 2011 ، 2012، 2013، 2014.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة