الجمعة 10 مايو 2024

هل يجوز الدعاء على الظالم؟.. الإفتاء تجيب

حكم الدعاء علي الظالم

دين ودنيا31-10-2021 | 18:42

إيمان مجدي

ورد بالقرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة، أن الدعاء على الظالم يعد من الأدعية المستجابة في الدنيا، حيث إن المظلوم هو من يلجأ إلى الدعاء على الظالم من شدة حرقة إحساسه بالظلم ومرارته، وقد شدد الله تعالى ورسوله الكريم على حُرمة الظلم في الدنيا، خاصة ظلم العباد، فهو من أنواع الظلم التي لا تًترك وينال الظالم عاقبته في الدنيا قبل الآخرة وذلك سواء كان السبب توجه المظلوم إلى الله بـ الدعاء على الظالم أو حتى دون ذلك.

حكم الدعاء علي الظالم

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز للمظلوم الدعاء على الظالم، مصداقًا لقول الله تعالى: «لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا»، (النساء:148).

وأضاف الشيخ أحمد ممدوح، فى إجابته عن سؤال: «هل يجوز الدعاء على الظالم؟»، أن النبى -صلى الله عليه وسلم- دعا شهرًا كاملًا وقنت في صلاته على الّذين غرروا بأصحابه من قبائل رِعْلٍ ذكوان وبني لحيان وعصية، حيث غدروا بسبعين من الصحابة وقتلوهم، ودعا عليهم باللعنة.

واستشهد أمين الفتوى بما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما- قَالَ: «قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ» أخرجه وأبو داود (1443)، وفي لفظ لمسلم (679): «اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ، وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ».

واختتم أنه يجوز الدعاء على الظالم بجملة «حسبي الله ونعم الوكيل»؛ لأنها دعاء بمعنى «يارب انتصر لي والانتقام من الظالم».

أحوال الدعاء على الظالم

للدعاء على الظالم أحوالٌ عديدةٌ، وفيما يأتي بيانها على وجه التفصيل:

الدعاء عليه بما يعزله ويُزيل ظلمه فقط، وهذا حسنٌ. الدعاء عليه بهلاك أولاده وذهاب أهله ونحو ذلك من الدعاء على من له علاقةٌ به رغم عدم حصول جنايةٍ منهم على العبد، وهذا منهيٌّ عنه لما فيه من أذيّةٍ لمن لم يتعدّ عليه.

الدعاء عليه بحصول آلامٍ كبيرةٍ في جسمه تفوق ما يستحقّه من عقوبةٍ، وهذا أيضاً لا يُتّجه إليه.

الدعاء عليه بأن يقع في معصيةٍ من المعاصي، كأن يُبتلى بشرب الخمر أو الوقوع في الزنا او نحو ذلك، وهذا من المنهيّ عنه أيضاً؛ لأنّ إرادة المعصية للغير تُعدّ معصيةً.

Dr.Radwa
Egypt Air