الأحد 5 مايو 2024

من‭ ‬آن‭ ‬لآخر

مقالات31-10-2021 | 20:20

تجاهل‭ ‬العالم‭ ‬لممارسات‭ ‬البلطجة‭ ‬التى‭ ‬تنتهجها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬يهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولي‭.. ‬فانتهاك‭ ‬سيادة‭ ‬وأراضى‭ ‬الدول‭ ‬والتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئونها‭ ‬الداخلية‭ ‬وسلب‭ ‬ونهب‭ ‬مواردها‭.. ‬ومحاولات‭ ‬فرض‭ ‬أيديولوجيات‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬شعوبها‭ ‬هو‭ ‬إشعال‭ ‬لهذا‭ ‬العالم‭ ‬الذى‭ ‬يتحسس‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭.. ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬أصيب‭ ‬بفيروس‭ ‬التناقض‭ ‬والازدواجية‭ ‬ويصمت‭ ‬أمام‭ ‬أزمات‭ ‬ومخاطر‭ ‬كبري‭.. ‬وينهض‭ ‬لمقاومة‭ ‬والتصدى‭ ‬لمواقف‭ ‬وازمات‭ ‬متطابقة‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أطلقت‭ ‬عليه‭ ‬الشعوب‭ ‬‮«‬الكيل‭ ‬بمكيالين‮»‬‭.. ‬فما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬والعراق‭ ‬وشرق‭ ‬المتوسط‭.. ‬ثم‭ ‬‮«‬فلسطين‮»‬‭.. ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الآخري‭.. ‬انتقالاً‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتوفير‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬له‭.. ‬ونقله‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المراد‭ ‬تدميرها‭ ‬قضايا‭ ‬يسكت‭ ‬عنها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.. ‬ويغض‭ ‬الطرف‭ ‬عنها‭ ‬ويتحلى‭ ‬بالسلبية‭.. ‬فسياسات‭ ‬التوتر‭ ‬والتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬تنذر‭ ‬بكوارث‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬هذا‭ ‬العالم

هل‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬مجرد‭ ‬أوراق‭ ‬وأحبار‭ ‬على‭ ‬الأرفف؟‭.. ‬وهل‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬علبة‭ ‬‮«‬ماكياج‮»‬‭ ‬لتجميل‭ ‬وجه‭ ‬العالم‭.. ‬فالحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬مخالف‭ ‬تماماً‭ ‬للشعارات‭ ‬والمبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬والأعراف‭ ‬التى‭ ‬تشكل‭ ‬القانون‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭.. ‬فهناك‭ ‬دول‭ ‬استباحت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.. ‬تمارس‭ ‬أقذر‭ ‬أنواع‭ ‬البلطجة‭ ‬وانتهاك‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬الأخري‭.. ‬ولا‭ ‬تحترم‭ ‬قواعد‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭.. ‬وتستبيح‭ ‬أراضى‭ ‬الدولة‭.. ‬وتسعى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الشكل‭ ‬الديموجرافى‭ ‬لها‭.. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬سرقة‭ ‬مواردها‭ ‬وثرواتها‭.. ‬واستباحة‭ ‬أجوائها‭ ‬ومياهها‭ ‬الإقليمية‭.. ‬مثال‭ ‬صارخ‭ ‬للفجر‭ ‬السياسي‭.‬

الأدهى‭ ‬والأمر‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يعرف‭ ‬وبالاسم‭ ‬والخرائط‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تقف‭ ‬فى‭ ‬ظهر‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتساند‭ ‬إجرامه‭.. ‬وتنقل‭ ‬مقاتليه‭ ‬من‭ ‬المرتزقة‭ ‬المأجورين‭.. ‬ويعرف‭ ‬أيضاً‭ ‬تفاصيل‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬المقاتلين‭ ‬والمرتزقة‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬التى‭ ‬يريد‭ ‬توتيرها‭ ‬وإشعالها‭.‬
الحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تفسير‭ ‬لصمت‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والصراعات‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬لإقرار‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للدول‭ ‬التى‭ ‬تتعرض‭ ‬للانتهاك‭ ‬والتدخلات‭ ‬والمساس‭ ‬بالسيادة‭ ‬أو‭ ‬سرقة‭ ‬الموارد‭ ‬والثروات‭ ‬وإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬وإحداث‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭.‬
هناك‭ ‬مصطلحات‭ ‬نستخدمها‭ ‬فى‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬مثل‭ ‬العجز‭ ‬الدولى‭ ‬أو‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬والتى‭ ‬تجسد‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬الموقف‭ ‬الدولى‭ ‬والحالة‭ ‬الأممية‭ ‬حول‭ ‬مشاكل‭ ‬وأزمات‭ ‬دولية‭ ‬متطابقة‭ ‬ومتشابهة‭ ‬لكن‭ ‬الاختلاف‭ ‬فى‭ ‬الإجراء‭ ‬والتصرفات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭.‬

أردت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المقدمة‭ ‬السابقة‭ ‬أن‭ ‬أفسر‭ ‬حالة‭ ‬التناقض‭ ‬الدولية‭.. ‬والسؤال‭ ‬لماذا‭ ‬السلبية‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الانتهاكات‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الليبية‭ ‬والتدخلات‭ ‬الأجنبية‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭.. ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬إجراءات‭ ‬عقابية‭ ‬واضحة‭ ‬للدول‭ ‬التى‭ ‬ترعى‭ ‬وتدخل‭ ‬المرتزقة‭ ‬والمقاتلين‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭.. ‬ولماذا‭ ‬حالة‭ ‬إصرار‭ ‬دول‭ ‬إقليمية‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬السافر‭ ‬المشوب‭ ‬بالأطماع‭ ‬فى‭ ‬الثروات‭ ‬والموارد‭ ‬فى‭ ‬الشأن‭ ‬الليبي‭.‬

ما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬الليبية‭ ‬نراه‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬‮«‬السورية‮»‬‭.. ‬فهذا‭ ‬التدخل‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬مجاورة‭ ‬يحتم‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬التدخل‭ ‬ليس‭ ‬بمجرد‭ ‬القرارات‭ ‬وأرقامها‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬فكيف‭ ‬تستباح‭ ‬أراضى‭ ‬دولة‭ ‬هى‭ ‬عضو‭ ‬فى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.. ‬وكيف‭ ‬يرعى‭ ‬ويدعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومحاولات‭ ‬التغيير‭ ‬والتشكيل‭ ‬الديموجرافى‭ ‬لبعض‭ ‬المناطق‭ ‬السورية‭ ‬وهذه‭ ‬الدولة‭ ‬للأسف‭ ‬هى‭ ‬القاسم‭ ‬المشترك‭ ‬للبلطجة‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭.. ‬وتضرب‭ ‬بالأعراف‭ ‬والتقاليد‭ ‬والمبادئ‭ ‬الأممية‭ ‬وحتى‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭.. ‬وتتشدق‭ ‬بأوهام‭ ‬الماضى‭ ‬دون‭ ‬ردع‭ ‬حقيقى‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

العالم‭ ‬الذى‭ ‬يدعى‭ ‬أن‭ ‬جل‭ ‬اهتمامه‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬لا‭ ‬يتصدى‭ ‬لمحاولات‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬إشعال‭ ‬المنطقة‭ ‬فمن‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬شرق‭ ‬المتوسط‮»‬‭.. ‬تطالب‭ ‬بأشياء‭ ‬وحقوق‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.. ‬وتحاول‭ ‬ممارسة‭ ‬البلطجة‭ ‬وتتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬الداخلية‭ ‬وتسعى‭ ‬لفرض‭ ‬واقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الممارسات‭ ‬وترسخ‭ ‬التوتر‭ ‬والصراع‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬تنشده‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭.. ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتصدى‭ ‬لها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬ويوقف‭ ‬الغطرسة‭ ‬والبلطجة‭.‬

دولة‭ ‬البلطجة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.. ‬اختارت‭ ‬أن‭ ‬تستأجر‭ ‬العملاء‭ ‬والمرتزقة‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تحترم‭ ‬إرادة‭ ‬شعوبها‭ ‬وسخرت‭ ‬منابر‭ ‬وأبواقًا‭ ‬إعلامية‭ ‬لها‭ ‬تروج‭ ‬الكذب‭ ‬وتنشر‭ ‬الشائعات‭ ‬وتبث‭ ‬سموم‭ ‬التشكيك‭ ‬والفتن‭.. ‬وعندما‭ ‬يصبحون‭ ‬سلعًا‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬تقذف‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬أكوام‭ ‬القمامة‭.. ‬أيضاً‭ ‬تسخر‭ ‬العملاء‭ ‬والمرتزقة‭ ‬والخونة‭ ‬لأوطانهم‭ ‬فى‭ ‬حمل‭ ‬السلاح‭ ‬ضد‭ ‬شعوبهم‭ ‬وتغدق‭ ‬عليهم‭ ‬المال‭ ‬وتوفر‭ ‬لهم‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭.‬

ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭.. ‬إنه‭ ‬لابد‭ ‬للعالم‭ ‬الذى‭ ‬ينشد‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والرخاء‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬وسط‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭ ‬كارثية‭ ‬سواء‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬أو‭ ‬الإرهاب‭ ‬أو‭ ‬التغير‭ ‬المناخى‭ ‬أو‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكشر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬أنيابه‮»‬‭.. ‬ويتصدى‭ ‬لكل‭ ‬محاولات‭ ‬إفساد‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.. ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬بشقاء‭ ‬الشعوب‭ ‬ومعاناتها‭ ‬جراء‭ ‬اختلاق‭ ‬الصراعات‭ ‬والأزمات‭ ‬والتوترات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تجلب‭ ‬سوى‭ ‬الضياع‭ ‬والتشرد‭ ‬والمعاناة‭.‬

العالم‭ ‬صامت‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬رغم‭ ‬صدور‭ ‬القرارات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إرادة‭ ‬تفعيلها‭ ‬غائبة‭ ‬تماماً‭.. ‬وتجد‭ ‬ممارسات‭ ‬بربرية‭ ‬ووحشية‭ ‬واستيطانية‭ ‬وتوسعية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أمرًا‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬دليلا‭.. ‬وهذه‭ ‬سبة‭ ‬فى‭ ‬جبين‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬وسبب‭ ‬وشماعة‭ ‬لإرهاب‭ ‬المرتزقة‭ ‬والمتاجرين‭ ‬بالدين‭.. ‬وعامل‭ ‬أساسى‭ ‬لعدم‭ ‬سلام‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬

هناك‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬تعشق‭ ‬سلب‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬إرادتها‭ ‬وسيادتها‭.. ‬فالعراق‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬تدفع‭ ‬ثمناً‭ ‬باهظاً‭ ‬بسبب‭ ‬بلطجة‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬ومحاولة‭ ‬‮«‬أدلجة‮»‬‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬وسياساتها‭ ‬أمر‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭.. ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نتدخل‭ ‬ولا‭ ‬نعتدى‭ ‬ولا‭ ‬نطمع‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬ونرفض‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الصراعات‭ ‬والأزمات‭ ‬ونعظم‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬التفاوض‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭.. ‬فمصر‭ ‬ترفض‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬انتهاك‭ ‬سيادتها‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬باستقلالها‭ ‬أو‭ ‬العبث‭ ‬بإرادة‭ ‬شعوبها‭.‬

الأمر‭ ‬الثانى‭ ‬الذى‭ ‬يدعونا‭ ‬للفخر‭ ‬هو‭ ‬العقيدة‭ ‬المصرية‭.. ‬والتوجه‭ ‬الرئاسى‭ ‬فى‭ ‬حتمية‭ ‬امتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والصلابة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬محاولات‭ ‬التدخل‭ ‬والأطماع‭ ‬والإسقاط‭.. ‬إيماناً‭ ‬بأن‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬إلا‭ ‬بالأقوياء‭.. ‬وأن‭ ‬‮«‬العفى‭ ‬محدش‭ ‬يقدر‭ ‬يأكل‭ ‬لقمته‮»‬‭ ‬تلك‭ ‬أهم‭ ‬‮«‬استراتيجية‮»‬‭ ‬وجودية‭ ‬وحتمية‭.‬

أكتب‭ ‬كمواطن‭ ‬مصرى‭ ‬عاش‭ ‬فى‭ ‬الجنوب‭ ‬أن‭ ‬صعيد‭ ‬مصر‭ ‬وتحديدًا‭ ‬فى‭ ‬سوهاج‭.. ‬وعاش‭ ‬أيضًا‭ ‬عقود‭ ‬الإهمال‭ ‬والتهميش‭ ‬بل‭ ‬والنسيان‭ ‬للصعيد‭.. ‬الحقيقة‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬الجنوب‭ ‬لديه‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬وحب‭ ‬وتقدير‭ ‬للرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬أعاد‭ ‬الاعتبار‭ ‬والحياة‭ ‬لأهالى‭ ‬الصعيد‭.. ‬وقد‭ ‬توقفت‭ ‬عند‭ ‬الرقم‭ ‬الذى‭ ‬قاله‭ ‬اللواء‭ ‬محمود‭ ‬شعراوى‭ ‬وزير‭ ‬التنمية‭ ‬المحلية‭ ‬فى‭ ‬الأقصر‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬إنفاق‭ ‬375‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬على‭ ‬محافظات‭ ‬الصعيد‭ ‬منذ‭ ‬2014‭ ‬لتحقيق‭ ‬3‭ ‬أهداف‭ ‬فقط‭ ‬هى‭ ‬توفير‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬الصالحة‭ ‬والصرف‭ ‬الصحى‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭.. ‬وهى‭ ‬أصل‭ ‬معاناة‭ ‬أهل‭ ‬الصعيد‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬مياه‭ ‬نقية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬غير‭ ‬الآدمية‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬قبل‭ ‬2014‭ ‬التى‭ ‬خلفت‭ ‬أمراضًا‭ ‬وأوجاعًا‭ ‬ومعاناة‭.. ‬ثم‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭.. ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الحياة‭ ‬أشبه‭ ‬بالكهوف‭ ‬ثم‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬التى‭ ‬هاجر‭ ‬أهل‭ ‬الصعيد‭ ‬بسبب‭ ‬قلتها‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬أو‭ ‬الإسكندرية‭ ‬أو‭ ‬الجيزة‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭.‬

الأعظم‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬قرى‭ ‬الصعيد‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬القرى‭ ‬المستهدفة‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬4500‭ ‬قرية‭ ‬مصرية‭ ‬و30‭ ‬ألف‭ ‬تابع‭ ‬بهدف‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬بتكلفة‭ ‬700‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭.. ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تتوقع‭ ‬نصيب‭ ‬الصعيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الميزانية‭ ‬الضخمة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بكل‭ ‬الخدمات‭ ‬التى‭ ‬يتلقها‭ ‬المواطن‭.. ‬وتوفير‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬نظيفة‭ ‬وصرف‭ ‬صحى‭ ‬وتعليم‭ ‬وصحة‭ ‬وغاز‭ ‬وكهرباء‭ ‬وطرق‭ ‬ومراكز‭ ‬شباب‭ ‬وقصور‭ ‬ثقافة‭ ‬وتبطين‭ ‬للترع‭ ‬وبناء‭ ‬للمنازل‭ ‬ومجمعات‭ ‬للخدمات‭ ‬الحكومية‭.. ‬ومراكز‭ ‬لخدمة‭ ‬العلاج‭ ‬انها‭ ‬ملحمة‭ ‬وحكاية‭ ‬جديدة‭ ‬تتسم‭ ‬بالشمولية‭ ‬والتكامل‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬مقومات‭ ‬واحتياجات‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬للمواطن‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة‭.‬

هذه‭ ‬الميزانيات‭ ‬الضخمة‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬الصعيد‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تطوير‭ ‬مرفق‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭ ‬الذى‭ ‬يعد‭ ‬قلب‭ ‬الحركة‭ ‬والسفر‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬محافظات‭ ‬قبلى‭ ‬وهناك‭ ‬المزيد‭ ‬والمزيد‭ ‬ليتساوى‭ ‬الصعيد‭ ‬بالمدن‭ ‬والعواصم‭ ‬الكبرى‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬الصعيدى‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬السفر‭ ‬للقاهرة‭ ‬أو‭ ‬الإسكندرية‭ ‬أو‭ ‬الجيزة‭ ‬لتلقى‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬والصحية‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬متاحة‭  ‬وبدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬الصعيد‭.‬

الاستعداد‭ ‬لموسم‭ ‬الأمطار
أشد‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المسئولين‭ ‬بالاستعداد‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬والمفترض‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬كبيرة‭ ‬لموسم‭ ‬الأمطار‭ ‬والسيول‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬المفاجآت‭ ‬والمخاطر‭ ‬والكوارث‭ ‬ولدينا‭ ‬الآن‭ ‬الوسائل‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬لرصد‭ ‬وتوقع‭ ‬هذه‭ ‬الأمطار‭ ‬والسيول‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬أنجزت‭ ‬الكثير‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭.. ‬وغيرت‭ ‬أسلوب‭ ‬الإدارة‭ ‬والتعامل‭.. ‬أسلوب‭ ‬الجزر‭ ‬المنعزلة‭ ‬وأصبحت‭ ‬الإدارة‭ ‬تعمل‭ ‬بروح‭ ‬وأسلوب‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭.. ‬وبالإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬التى‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬الناس‭ ‬وممتلكاتهم‭ ‬وعدم‭ ‬تعطيل‭ ‬الحركة‭.. ‬وأيضًا‭ ‬الدولة‭ ‬أحسنت‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬مخرات‭ ‬السيول‭ ‬وإبعاد‭ ‬السكان‭ ‬والأهالى‭ ‬عنها‭.. ‬وتوفير‭ ‬المناطق‭ ‬والمساكن‭ ‬اللائقة‭ ‬والآمنة‭.. ‬وأيضًا‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المياه‭ ‬لكن‭ ‬وجب‭ ‬التنبيه‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الحذر‭ ‬واليقظة‭ ‬والاستعداد‭ ‬مبكرًا‭.‬

الكياسة‭ ‬السياسية
بعض‭ ‬المسئولين‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬أحيانًا‭ ‬يفتقدون‭ ‬للكياسة‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الإعلامية‭ ‬ويدلون‭ ‬بتصريحات‭ ‬عنترية‭ ‬ويقعون‭ ‬فى‭ ‬سقطات‭ ‬مدوية‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬مصالح‭ ‬بلدانهم‭ ‬وتجرح‭ ‬مشاعر‭ ‬قطاع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬المحليين‭.‬
أصحاب‭ ‬السقطات‭ ‬دفعوا‭ ‬ثمنًا‭ ‬باهظًا‭ ‬نتيجة‭ ‬إقدامهم‭ ‬على‭ ‬تصريحات‭ ‬مستفزة‭ ‬أو‭ ‬جارحة‭ ‬لأشخاص‭ ‬ومواطنين‭ ‬أو‭ ‬لدول‭.. ‬وتركوا‭ ‬المناصب‭ ‬بسبب‭ ‬زلات‭ ‬اللسان‭.. ‬فالمسئول‭ ‬‮«‬الكيس‮»‬‭ ‬والفطن‭ ‬ورجل‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬السقطات‮»‬‭.. ‬والزلات‭.. ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬لقناعاته‭ ‬الشخصية‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬فمه‭.. ‬لأن‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تدار‭ ‬بالعواطف‭ ‬والسقطات‭ ‬والزلات‭.. ‬ولكن‭ ‬بحسن‭ ‬التصرف‭ ‬واللياقة‭ ‬واللباقة‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬وعلى‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تدرب‭ ‬وتؤهل‭ ‬مسئوليها‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬التعاطى‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الإعلام‭ ‬وامتلاك‭ ‬الكياسة‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬التى‭ ‬يعنى‭ ‬افتقادها‭ ‬أحيانًا‭ ‬تدمير‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭.. ‬وربما‭ ‬يضر‭ ‬المسئول‭ ‬بمصالح‭ ‬وعلاقات‭ ‬دولته‭ ‬التى‭ ‬يتحدث‭ ‬بها‭.‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬تدع‭ ‬الإعلامى‭ ‬والصحفى‭ ‬يسأل‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭.. ‬لكن‭ ‬إجابتك‭ ‬تكون‭ ‬محسوبة‭ ‬بالمازورة‭.. ‬وتعرف‭ ‬ماذا‭ ‬تقول‭ ‬ومتى‭ ‬تقول‭.‬