تعد سورة يس ذو مكانة عظيمةً في قلوب المسلمين، حيث أنهم يقرؤونها في الصباح والمساء وأيضا يقوم المريض بقرائتها بنية الشفاء، وايضا وعلى من يحتضر وينازع روحه حتى يسهّل الله عليه خروجها بإذنه وعند القبور حتّى تتنزّل الرحمة على أصحابها.
وقد ورد عن بعض العلماء بعض الأدعية الشائعة بعد قراءة سورة يس ومنها ما جاء في كتاب "ربيع الأسرار في دعوات المختار والسلف الصالح الأخيار": (سبحان المنفس عن كلّ مديون، سبحان المفرّج عن كل محزون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا أراد شيئاً إنّما يقول له كن فيكون، يا مُفرّج فرّج، يا مُفرّج فرّج، يا مُفرّج فرّج، فرّج عنّا همومنا وغمومنا، فرجاً عاجلاً برحمتك يا أرحم الراحمين، الحمد لله ربّ العالمين، اللهم صلّ على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم، اللهمّ إنا نستحفظك ونستودعك أدياننا وأنفسنا وأهلنا وأموالنا وأولادنا وكلّ شيء أعطيتنا، اللهم اجعلنا وإياهم في كنفك وأمانتك وجوارك وعياذك من كل شيطانٍ مَريد، وجبّار عنيد، وذي عين وذي بغيٍ، ومن شرّ كل ذي شرّ، إنّك على كل شيء قدير).
فيعدّ هذا الأمر من الأمور العامة؛ بمعنى أنّ المسلم إن دعا بعد الانتهاء من التلاوة فلا بأس ولا حرج، وإن ترك الدعاء بعد الانتهاء من التلاوة فلا بأس أيضاً؛ لأن الدعاء في هذا الموضع بالتحديد لم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[٤] ولكن ورد عن رسول الله حديثاً عن استجابة الدعاء بعد قراءة القرآن بشكل عامٍ، وليس بعد سورة يس بشكلٍ خاصٍ، ومن ذلك ما رواه عمران بن حصين -رضي الله عنه- أنّه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من قرأ القرآنَ، فليسألِ اللهَ به، فإنه سيجيءُ أقوامٌ يقرءونَ القرآنَ يسألونَ به الناسَ).