تعد سورة فاطر من السورة المكيّة التي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل الهجرة، وتحتلّ المرتبة الثّالثة والأربعون في ترتيب نزولها، وقد نزلت بعد سورة الفرقان وقبل سورة مريم، ويأتي ترتيبها في المصحف، الخامسة والثلاثون حسب الرّسم القرآني، ويبلغ عدد آياتها خمساً وأربعين آية، وتحوي السورة سبعاً وتسعين كلمة، ومجموع حروفها ثلاثة آلاف ومئة وثلاثون حرفاً.
سبب تسمية سورة فاطر
سميت سورة فاطر بهذا الاسم؛ لذكر الله -تعالى- اسم من أسمائه الحسنى في بداية السّورة، وهو اسم فاطر، قال الله -تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض)، وهو الاسم المعتمد لها في أغلب المصاحف والتّفاسير، كما تُسمّى السّورة أيضاً بسورة الملائكة؛ لأنّها تتحدّث في مطلعها عن وصف الملائكة على خلاف سور القرآن الكريم كلّها.
فضل سّورة فاطر
ورد في فضل سورة فاطر عدة أحديث منها: “مَن قرأَ سورة الملائكة دعته يوم القيامة ثمانيةُ أَبوابِ الجنَّة: أَنِ ادخل مِن أَيّ باب شئت”. ورُوي: “مَنْ قرأَ سورة الملائكة كتب له بكلّ آية قرأَها بكلّ ملك في السّموات والأَرض عشرُ حسنات، ورفع له عشرُ درجات، وله بكلّ آية قرأَها فُصّ من ياقوتة حمراء”.
مضامين سورة فاطر
تضمنت سورة فاطر كغيرها من السور المكية الحديث عن الأمور العقائدية الكبرى كإثبات وجود الله تعالى بإقامة البراهين والأدلة على ذلك والدعوة إلى توحيد الله إلى جانب هدم جميع مظاهر الشِّرك، كما تضمنت السورة المواضيع الآتية:
افتتاح السورة بالدلالة على أنّ الله تعالى هو المستحق للحمد والثناء بما هو أهلٌ له.
إثبات الألوهيّة لله وحده.
إثبات البعث والجزاء والدار الآخرة وما فيها.
إثبات صدق الرسول الكريم وأنّ ما جاء به هو ما جاء به الأنبياء والرسل من قبله، وتثبيته بقصص الأنبياء ومن قبله من الأمم.
تذكير الناس بعددٍ من نعم الله عليهم وأنّ ما يعبدون من دون الله لا يضرّ ولا ينفع.
التأكيد على حاجة الخلق لله، وفي المقابل استغناء الله عن جميع الخلق.
التفريق بين الإيمان والكفر من خلال ضرب الأمثلة لتقريب الصورة.