سورة (ق) هي السّورة الخمسون من حيث ترتيب سور القرآن، وهي سورة مكيّة؛ وكل سورة من سور القرآن الكريم يوجد أسباب لنزولها وسبب لتسميتها وموضوعات تتناولها، لذلك تقدم بوابة "دار الهلال"، في السطور التالية، سبب تسمية سورة ق وموضوعاتها كالآتي:
سبب تسمية سورة (ق)
ـ أوّل ما يَبدأُ به هو قوله تعالى في أوّلها: (ق)، وهو من الحروف المُقطَّعة التي استُخدِمت في القرآن الكريم في عدّةِ مواضعَ، مثل: (ألم)، (ألر)، (ص)، (كهيعص).
ـ بدأت سورة (ق) بقوله تعالى: (ق)؛ لهذا سُمِّيت بسورةِ (ق).
ـ موضوعات سورة (ق)
تعالج سورة (ق) عدّة موضوعاتٍ، منها:
ـ موضوع البعث؛ فالعرب يَعجَبون أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم جاء منهم؛ ليُنذرهم، ويُعلِمهم بحقيقة البعث بعد الموت، وتنقل السّورة اختلافهم هذا، ثمّ تلفِت أنظارهم إلى مجموعةٍ من الحقائق الكونيّة، وأنّ هؤلاء المكذّبين قد كذّبت قبلَهم أقوامُ نوحٍ، وعادٍ، وتبّع، وأصحاب الأيكة، وأنّ هؤلاء جميعاً كانوا من مكذّبي الرُّسل، فاستحقّوا عذاب الله تعالى ووعيده.
ـ السّورةُ تتكلّمُ عن الحياةِ، حياةِ الإنسانِ وتفاصيلها، وما فيها من وساوس، وصوابٍ وخطأ، وتتكلّمُ عن سكرات الموت نفسه، والبعث بعد الموت، ثمّ جزاء النّفس البشريّة وحسابها على ما اقترفتهُ في الحياةِ الدّنيا.
فضل سورة (ق)
كان سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم يخطُبُ بسورة (ق) في خطبتَي: العيد، والجمعة، فإذا حضر العيد أو الجمعة، صعد المنبر، وجعل موضوع الخطبة قراءة سورة (ق)، فيكتفي بتلاوة هذه السّورة، وفي ذلك دليلٌ على شموليّتها، وعِظَم معانيها، إنّها سورة تصلح في موضوعها ليُكتَفى بها في خطبتي: العيد، أو الجمعة؛ فهي بناءٌ متكاملٌ، ابتداءً من ولادة الإنسان، وموته، وبعثه، وأهميّة التزامه، وطاعته لله وأوامره في جوانب الحياة المتعدّدة، وتبيّن أنّ الموت حاضرٌ في كلّ وقتٍ؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان، وربُّنا جلَّ وعلا أعلم بكلّ ما يدور في نفسه، وما تزيّنه هذه النّفس له، وليس الله سبحانه وتعالى في ذلك كلّه بعيداً عنه، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد الذي يضخّ في الجسد كلّه ما يحتاجُ من دماء، كما تعرض السّورة صوراً متعدّدةً، مثل: الحياة، والموت، والهلاك، والبلى، والبعث، والحشر، وتصوّر كذلك بعض الحقائق الكونيّة الظّاهرة في السّماء، والأرض، والماء، والنّبات، والثّمر.