تأرجحت أسعار النفط خلال الساعات الماضية مع تزايد الخلاف بين أوبك وأمريكا، لتعاود العقود الآجلة لخام برنت الارتفاع بنحو 51 سنتًا أو ما يعادل 0.63%، لتصل إلى 81.05 دولار للبرميل بعدما أغلقت على انخفاض أمس عند 80.54 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ 6 أكتوبر الماضي.
فى الوقت نفسه، سجلت أسعار الخام الأمريكي في العقود الآجلة تسليم ديسمبر ارتفاع 86 سنتًا لتصل إلى 79.67 دولار بعدما أغلقت أمس على 78.81 دولار وهو أدنى مستوى منذ 4 أكتوبر.
وأغلقت أمس أسعار النفط على تراجع بعد التصريحات القوية التي أدلى بها جو بايدن حول قرار أوبك+ بتثبيت وتيرة زيادة الإنتاج رغم الضغوط التي مارسها كبار مستهلكي النفط عليها، ووصف الرئيس الأمريكي ذلك بأنه تهديدا لانتعاش النمو العالمي والتعافي من تداعيات جائحة كورونا، وهو ما عزز توقعات لجوء أمريكا للسحب من مخزونات النفط لزيادة المعروض وكبح أسعار الطاقة التي تسببت في موجة تضخمية.
لكن محللو السلع في بنوك الاستثمار العالمية يحذرون أن تكتوي الولايات المتحدة بنيران صديقة إذا تسبب تحرير أسعار النفط فى انخفاض مؤقت فى الأسعار، يؤدى لإثناء منتجي النفط الصخري عن زيادة إنتاجهم بصورة تعمق هيكليا نقص المعروض.
وردا على تلك التصريحات، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن الزيادة التدريجية في إنتاج النفط هي الإجراء الصحيح، وإن أوبك+ ليست عصابة بل منظم للسوق وتحافظ على استقراره.
وقال رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن القرار تم اتخاذه بناء على بيانات سوق النفط الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن "أوبك+" رفعت الإنتاج بنحو مليوني برميل منذ أغسطس الماضي.
وكانت أوبك+ قد خفضت توقعاتها لزيادة الطلب خلال العام المقبل، في ظل تباطوء النمو المتوقع جراء معاناة العالم المستمرة مع فيروس كورونا، خاصة مع تراجع أسعار الفحم بعد تدخل حكومة الصين، وكانت سببًا رئيسيًا لزيادة الطلب على النفط، وكذلك توقعات شتاء أقل برودة في الولايات المتحدة، وإظهار اقتصاد الصين علامات على التباطوء.
لكن يبدو أن بنوك الاستثمار لا تتفق مع هذا الطرح، ويقول إد مورس، الرئيس العالمي لأبحاث السلع الأساسية في سيتي جروب، في مقابلة تلفزيونية مع بلومبرج، إن أوبك + تتوقع تباطوء الطلب فى ظل استمرار الجائحة، لكن العكس هو الصحيح حيث يشهد الطلب ارتفاعا.
وأضاف: "أتوقع أن يتجاوز نمو الإنتاج خارج أوبك وتحديدا من الولايات المتحدة معدلات الإنتاج لجميع دول أوبك"