تشهد البلاد حول العالم حالة من التضخم المرتفع المثير للقلق، ومن المرجح أن يستمر حتى العام المقبل، حيث جاء التضخم أعلى مما كان متوقعًا، وكانت الاختناقات أكثر استمرارًا، وهي في طريقها للاستمرار بشكل جيد حتى العام المقبل، وحول ذلك فإن هناك خطرا ما سيحدث يمس أسواق الذهب العالمي والمحلي على أثر التضخم المتواجد، وعلى عدم رفع البنوك للفائدة جاءت الارتفاعات الأخيرة.
طبيعية التضخم المتواجد
وقال أسامة زرعي الباحث الاقتصادي والمحلل الفني، إن الذهب أنهي تداولاته فى المسار الصاعد عند مستويات 1818 دولار لكل أونصه بعد أن قرر بنك انجلترا أنه لا يرفع الفائدة وأن يصبر حتى يتأكد من طبيعية التضخم المتواجد حاليا وأن الاقتصاد ما زال فى حاجه إلى السيولة الان، حتى إن كانت التحليلات تعطى أشياء أخرى إلا أن دائما يفضل النظر إلى شعور الأسواق.
وأوضح "زرعي" في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن الأسبوع الماضي قرر الفيدرالى الأمريكى أن يبدأ فى التقليص للمشتريات التى قد بدأ بها فى مارس 2020، وكان من المفترض أن يهبط على أثر ذلك الذهب، ولكن كان على الصعيد الآخر، بنك انجلترا الذي كانت التوقعات جميعها تشير إلى أنه سوف يبدأ في رفع الفائدة ولكن حدث العكس ولم يرفع البنك الفائدة.
ارتفاع الذهب على أثر التضخم
وأشار إلي أن الأسواق تفهمت أن هناك خطرا ما سيحدث فارتفع الذهب على أثر التضخم المتواجد، وعلى عدم رفع البنوك للفائدة جاءت الارتفاعات الأخيرة مدعومة أيضا من تصريحات رئيس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، جيروم باول والذي صرح أن هناك عدم اليقين بشأن التضخم، لكنه شدد على أنه "من السابق لأوانه رفع أسعار الفائدة اليوم".
وقال باول في مؤتمر أعقب إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة ، سيكون من السابق لأوانه رفع أسعار الفائدة اليوم. نريد أن نرى سوق العمل يتعافى أكثر.
وكشف المحلل الفني أن المتوقع أن تكون هناك قوة للذهب خلال الفترة القادمة، ربما تكون وجهة نظرنا صحيحة بالاعتماد على آخر تصريحات باول والذي قال فيها بأن "التضخم على المدى المتوسط هو عملنا، ومستوى التضخم الذي نعيشه الآن لا يتوافق مع استقرار الأسعار"، كما ألقى باللوم على قيود العرض. وقال "نحن نتفهم الصعوبات التي يمثلها التضخم المرتفع، مازلنا نعتقد أن اقتصادنا يتكيف مع اختلالات العرض والطلب ويتكيف التضخم إلى 2٪، لكن التوقيت غير مؤكد بدرجة كبيرة".
قيود العرض لن تنتهى الآن
وتوقع بأن قيود العرض لن تنتهى الآن، فعلي سبيل المثال تعتمد الولايات المتحده الأمريكيه على الغاز والفحم بشكل كبير، حيث يمثلان 60% من إجمالى مصادر الطاقه المستخدمه في توليد الكهرباء فالغاز يمثل 40.5%، والفحم 19.3%، فإن الارتفاع المتمثل ف اسعار الفحم سوف يضغط أكثر على التضخم.
واختتم أن شركه أرامكو السعوديه، رفعت أسعار بيع النفط على جميع خاماتها ووجهاتها لكل من أسيا وأمريكا وأوروبا، وسوف يبداء ذلك ف ديسمبر القادم، فحتى إذا ولى العالم وجهته بعيد عن النفط، فسوف يتم رفع اسعار الغاز والفحم وإن عاد العالم لاستخدام البترول فالأسعار قد ترتفع، فنتوقع أن يظل هناك ضغط على المعروض، وسوف ينتج عن ذلك مزيد من التضخم لذلك نتوقع أن تكون حركه الذهب مع افتتاح الأسواق هابطه إلى مستويات 1805 ل 1800 ومن ثم الصعود ل 1825.
اخبار هامة بخصوص الفيدرالي
أوضح خبير أسواق المال العالمية الدكتور هانى بشير، خلال الأسبوع الماضي كان هناك اخبار هامة بخصوص الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي، حيث ارتقاع سعر أونصة الذهب خلال ساعة من 1761 الي 1774، حيث جاء التضخم أعلى مما كان متوقعًا، لافتا أن الاختناقات كانت أكثر استمرارًا وهي في طريقها للاستمرار بشكل جيد حتى العام المقبل، كما تم الإعلان عن موعد الوظائف الزراعية، مما أسفر عن ذلك تقليل نسب البطالة للولايات المتحدة الأمريكية، مما ترتب عليه ارتفاع أسعار الذهب عالميا.
وأضاف محلل الأسواق العالمية، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي قد اعترف بأن التضخم المرتفع مثير للقلق ومن المرجح أن يستمر حتى العام المقبل، كما أن من المتعارف عليه أن التضخم سوف يكون مؤقت، ونعلم بأن مشكلة سلاسل التوريد تخنق على المعروض، مشيرا إلي أنه يفضل عدم التداول أثناء أثماء القرارات التي تخص البلاد، بسبب عدم استقرار السوق.
توقعات الذهب خلال الأسبوع
وكشف عن توقعات الذهب خلال الأسبوع الجاري، لافتا أن تداول سعر أونصة الذهب خلال الأسبوع الماضي بلغت أعلى سعر 1818 دولار، حيث أن أقل سعر 1758 دولار، ونتوقع هذا الأسبوع، السعر 1830 دولار، لافتا أنها بمثابة نقطة مركزية قوية عند أعلى هذه النقطة نتوقع ارتفاع سعر الذهب إلى مستوي 1840 دولار أو 1850 دولار ومن الممكن وصول الذهب إلى 1880 دولار.
وتابع: فى حالة انخفاض سعر الذهب تحت النقطة 1800 دولار نتوقع انخفاض إلى 1790 دولار أو 1780 دولار، ومن الممكن وصول الذهب إلى 1750 دولار والسعر الحالي للذهب 1818 دولار، ويفضل عدم شراء أو بيع الذهب بين السعر 1800 دولار، و1830 دولار، لأن السوق يكون عرضى فى هذه المنطقة.