الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مقالات

استراتيجيات تقديم الصورة الإعلامية للرئيس السيسى (4)

  • 7-11-2021 | 14:50
طباعة

قامت الباحثة د. غادة شكرى محمود مدرس الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم بتحليل المادة الإعلامية المستخدمة فى التسويق السياسى لصناعة الصورة الإعلامية للرئيس السيسى خلال مؤتمرى الشباب السابع والثامن بناءً على عدة محددات، هي:

1- المنتج السياسي:

ويُقصد بالمنتج السياسى شخصية الرئيس السيسى ذاتها، بالإضافة إلى أفكاره وآرائه فى القضايا، ومواقفه من بعض القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكانت الوسائل الاتصالية للدراسة أبرزتها كالتالي:

 

أولًا: صحيفة "الأخبار":

ركزت الحملة التسويقية لبناء الصورة الإعلامية للرئيس السيسى على قضية "التنمية كهدف أساسي، وقد جاء ذلك بشكل واضح فى المؤتمر السابع للشباب من خلال تصريحات الرئيس التى جاءت فى صحيفة "الأخبار" بنسبة كبيرة فى إبراز قضية التنمية، حيث استخدم الرئيس الأساليب العاطفية التى تحث الشعب على أهمية التنمية، مثل: (المواطن المصري.. كان خير مساند للدولة فى معركتها نحو البناء والتنمية)، كما أكدت الصحيفة على القضية ذاتها من خلال طرف آخر مشارك فى المؤتمر السابع للشباب، وهو طرف الشباب الذى ذكر أحد المشاركين فيه (مصر انتقلت من مرحلة الإرهاب إلى مرحلة السلام والبناء والتنمية).

 

كما أكدت صحيفة "الأخبار" على اهتمام الرئيس بقضية التمكين، وكانت أكثر الوسائل تناولًا لهذه القضية، مؤكدةً حرص الرئيس على قضية التمكين سواء لفئة الشباب، أو الأسرة المصرية وتمكينها من حياة كريمة مستخدمةً تكتيك التأكيد والتكرار باستخدام أكثر من مصدر، حيث أبرزت تصريح الرئيس فى المؤتمر السابع (الشباب المصرى المتحمس والواعى يتصدر المشهد الوطنى ويحمى الأرض والعرض ويصنع المجد)، أو تمكين الأسرة المصرية وهو ما أبرزته صحيفة الأخبار (السيسى يبشر المصريين بحياةٍ كريمة). وقد وظفت "الأخبار" عدة تكنيكات للتسويق لشخصية الرئيس مثل تكنيك (الشخصية) الذى جاء فى مقال إلهام أبو الفتح، فذكرت عن الرئيس (يحتوى أبناءنا فهو معهم الأب والقائد)، كما وظفت الصحيفة عددًا من التكنيكات الأخرى لتحقيق استراتيجية (تكوين الدعم) مثل تكنيك (الحوار) بين الرئيس والشباب مثلما جاء فى مقال (فاتن عبد الرازق) (بدون خطوط حمراء وبكل شفافية أجاب الزعيم السيسى على أسئلة الشباب).

 

وخلال التسويق السياسى لشخصية الرئيس السيسى فى المؤتمر السابع ركزت "الأخبار" على بعض السمات الشخصية للرئيس مثل (المرونة)؛ بمعنى كان من سمات شخصية الرئيس تقبل أية أسئلة أو ملاحظات من الشباب خلال المؤتمر وهو ما ذكره (محمد حسن البنا) فى مقالة قائلًا: (لا خطوط حمراء ولا خضراء بين الرئيس والشباب)، كما أبرزت "الأخبار" (إنسانية) الرئيس، وهو ما اتضح فى مقال (فاطمة بركة)، حيث قالت (التحية الكبيرة للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أكد أنه إنسان... هذه اللحظات الإنسانية تجعلنا نشعر أن رئيسنا يحمل فى قلبه الحنان على شعبه).

أما فى المؤتمر الثامن للشباب، فكانت الظروف المحيطة بالمؤتمر مختلفة حيث دعت الحاجة لعقد مؤتمر لمدة يوم واحد فقط حتى يُتاح للرئيس الرد على مزاعم آراء المعارضة الخارجية وتوعية الشباب بما يُحَاكُ ضد مصر من مؤامرات وأعمال إرهابية لإسقاط الدولة، وبالتالى ركزت وسائل الاتصال محل الدراسة وخاصة صحيفة "الأخبار" على عددٍ من القضايا كان أهمها قضيتا (مكافحة الإرهاب)، و(الأمن القومي). فجاء فى الملف الخاص لتغطية المؤتمر الثامن للشباب فى صحيفة "الأخبار" (الإرهاب العدو الأكبر لاستقرار الشعوب)، كما نشرت الصحيفة تصريح الرئيس فى المؤتمر (بعد كل إنجاز كبير نشهد عملية إرهابية أو حملة كبيرة مغرضة)، ومقال (علاء عبد الهادي) الذى جاء فيه (وبالطبع حروب خارجية لدولٍ تريد لهذا البلد أن ينتصب واقفًا).

ووظفت "الأخبار" فى المؤتمر الثامن عدة تكنيكات لتكوين الصورة الإعلامية للرئيس السيسى منها تكنيك (الهجوم على الخصم) مثل ما جاء فى متابعات الصحيفة للمؤتمر (غالبية الشائعات الإخوانية تم التعامل معها من خلال رد الرئيس بدون أية حواجز)، كان تكنيك (الشخصنة) من أبرز التكنيكات التى استخدمتها الصحيفة سواء من خلال مقالات كُتّابها مثل ما ذكره وحيد السنباطى فى مقاله (قائدٌ شجاع لا يخشى المواجهة فهذا عهدنا معه منذ أن حمل كفنه على يديه)، أو من خلال تصريحات الرئيس ذاته، فجاء على الصفحة الأولى للجريدة (السيسى للشعب: ابنكم شريف وأمين ومخلص). كما وظفت الصحيفة تكنيك التكرار من خلال مقالات كُتّابها للتأكيد على عدد من السمات الشخصية للرئيس السيسى مثل الإخلاص، والثقة، والمرونة فى الحوار، والوضوح، وهى أكثر سمات أبرزتها صحيفة "الأخبار"، كما استعانت الصحيفة بمصادر متنوعة أخرى للتكرار والتأكيد على تلك الفكرة ولتحقيق استراتيجية (الإجماع على شخص الرئيس)؛ فمثلًا جاء فى تحقيقٍ لها (إن شخصية الرئيس السيسى تتميز بالثقة بالنفس وهى سبب تميزه بالصراحة)، أو كما أبرزت الصحيفة من خلال متابعتها الإخبارية لإبراز وضوح وصراحة شخصية الرئيس، فجاء فيها (غالبية الشائعات الإخوانية) تم التعامل معها من خلال رد الرئيس بدون أية حواجز.. ويجيب فيها بكل عفوية وبمنتهى الشفافية والوضوح).

 

 

 

ثانيًا: صحيفة "اليوم السابع":

أبرزت صحيفة "اليوم السابع" بعض القضايا ضمن معالجتها الصحفية لمؤتمر الشباب السابع، حيث أبرزت قضية (التنمية) فى الترتيب الأول، فجاء فى تقرير إخبارى للموقع حول مبادرة "حياة كريمة" التى أطلقها الرئيس السيسى فى المؤتمر السابع للشباب (إن تنمية الإنسان خطوة جديدة على طريق العدالة الاجتماعية التى يسعى الرئيس السيسى لتحقيقها)، كما أبرز الموقع قضية (التمكين) من خلال استخدام تكنيك (الاعتماد على المصادر)، حيث لم يكتف الموقع بكُتّاب المقالات ولكن اعتمدت على مصادر من داخل الحديث حتى تحقق مصداقية فى تسويقها لصورة الرئيس السيسي، فجاء فى أحد تحقيقات الموقع (محافظات مصر تلبى نداء السيسى لتنمية القرى الأكثر احتياجًا)، كما أبرز الموقع (تمكين الشباب) من خلال عضو تنسيقية شباب الأحزاب الذى صرح (الرئيس السيسى دائمًا ما يدشن حوارًا مع الشباب ويستمع إلى مقترحاتهم فى القضايا، وهو ما يسهم فى تنمية الحياة السياسية والحزبية، خاصةً أن الرئيس يدعم دائمًا الشباب).

كذلك أبرز موقع "اليوم السابع" قضية (الأمن القومي)، ومثالُ ذلك إبراز الموقع تصريح الرئيس فى جلسة "اسأل الرئيس"، قائلًا فيها: (إن الدولة تتعامل مع كثيرٍ من الموضوعات منها ما هو معلن وكثيرٍ غير معلن لأسباب تتعلق بالأمن القومي)، اعتمد الموقع على تكنيك (وضوح الرئيس) فى تسويق صورته الإعلامية لتحقيق استراتيجية (التأكيد) وهو التأكيد على إنجازات الرئيس، بالإضافة إلى استراتيجية (عرض الحقائق) لتدعيم استراتيجية التأكيد ولتحقيق استراتيجية (تكوين الدعم) للرئيس وإجراءاته التى يتخذها، وهو ما وضح فى تحقيق (هشام عبد الجليل) الذى جاء فيه (إجابات الرئيس جاءت شافية وواضحة تحمل المكاشفة والمصارحة، وهذا ما لم يعهده الشباب خلال السنوات السابقة).

وأبرز موقع "اليوم السابع" عدة سمات لشخصية الرئيس السيسى من خلال التغطية الصحفية للمؤتمر السابع للشباب، حيث أبرز الموقع سمتى (الكفاءة) و(الرؤية الثاقبة)، فقد جاء فى تقرير إخبارى على الموقع (برعاية وحضور الرئيس السيسى عقدت المؤتمرات الوطنية للشباب... التى أثبتت الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية)، وعن سمة (الإخلاص) جاء فى المتابعة الإخبارية للمؤتمر (كلمات قالها الرئيس بكل فخر، حيث تحتل مؤتمرات الشباب مكانة خاصة عنده، فيُثريها بمداخلاته وتفاعلاته، ولا يترك كبيرةً ولا صغيرةً إلا وكانت توجيهاته حاضرةً بقوة).

وقد اختلفت تكنيكات وسمات التسويق السياسى لشخصية الرئيس باختلاف الظروف المحيطة بالمؤتمر الثامن للشباب الذى دعت الحاجة لإقامته، ركز الموقع خلال المؤتمر على قضيتى (الأمن القومي) و(مكافحة الإرهاب) ولما كانت القضيتان الأكثر بروزًا فى المؤتمر الثامن وهو ما انعكس بدوره على تغطية "اليوم السابع"، فجاء فى مقال (محمد الأمين) (أمس لم يكن الرئيس يرتدى زيًا عسكريًا، ولم يكن يقود الجيش فى مهاجمة عدوٍ مسلح.. لكنه كان مرتديًا بدلةً مدنية ويقود الشعب نفسه لمواجهة عدوٍ يريد إسقاط مصر)، كما أبرز الموقع تصريح الرئيس (الإرهاب فكرة شيطانية مثل مرض السرطان وأساسها ضرب مركز ثقل الدين).

وحاول موقع "اليوم السابع" تحقيق استراتيجيات (عرض الحقائق، وتكوين الدعم للرئيس) مستخدمًا عدد من التكنيكات لتحقيق تلك الاستراتيجيات مثل تكنيك (الوضوح) و(الحوار) الذى يُجريه الرئيس مع الشعب، وهو ما وضح من خلال استعانة الموقع بمقال فاروق جويدة الذى جاء فيه (جلسات المؤتمر اتسمت بقدرٍ من العُمق والدراسة حول كثيرٍ من القضايا التى أجاب عنها الرئيس بكل صدقٍ ووضوحٍ وشفافية).

وكانت أبرز السمات الشخصية للرئيس السيسى كما أوضحها الموقع سمة (الوضوح) التى جاءت على سبيل المثال فى تصريح أحد النواب آنذاك (الرئيس عبد الفتاح السيسى تكلم بكل صراحة ووضوح وشفافية مع الشعب الذى يصدقه ويؤمن به).

كذلك أبرز الموقع سمة الإخلاص من خلال تصريحات الرئيس نفسه، فجاء فى التغطية الصحفية للمؤتمر (أنا لما روحت الرئاسة فقالولى تحب تتغدى إيه؟ قلتلهم اشمعنى، قالولى عشان كل اللى فى الرئاسة بيتغدوا على حساب البلد، طب والله والله قلتلهم لا أنا ولا اللى فى الرئاسة... قلتلهم كل واحد يأكل على حسابه.. ابنكم إن شاء الله شريف وأمين ومخلص).

 

ثالثًا: الصفحة الرسمية للرئيس على فيس بوك:

من خلال قراءة المنشورات الخاصة بالمؤتمرين لوحظ أن الرئيس السيسى لا يكتب بشكلٍ مباشر على صفحته على "فيس بوك" بخلاف حسابه على "تويتر"، وبالتالى فمَن يدير الصفحة الرسمية للرئيس هو ناقلٌ فقط لما يحدث فى مؤتمرى الشباب محل الدراسة.

ولكن من خلال تحليل منشورات الصفحة كانت أهم القضايا التى تم إبرازها فى المؤتمر السابع للشباب (التنمية، التمكين، التغيير)، حيث نشرت الصفحة تصريحات الرئيس خلال المؤتمر السابع للشباب، فجاء فى أحد المنشورات (المشروعات التى قمنا بها خلال الفترة الماضية وفرت ما يقرب من 5 مليون فرصة عمل)، وفى تصريحٍ آخر للرئيس نشرت الصفحة (نعمل على قدمٍ وساق حتى أنه ليس لدينا وقت لافتتاح المشاريع المنجزة خلال الفترة الماضية).

كذلك أذاعت الصفحة بثًا مباشرًا لجلسة (اسأل الرئيس) جاء فيها تصريحٌ للرئيس عن تمكين الشباب (نتمنى أن النسبة الكبيرة من الشباب والشابات يكونوا ممثلين فى المحليات على الأقل 12 أو 13 ألف... وهتبقى دى أول خطوة فى الإصلاح لمجابهة الفساد)، ويتضح من ذلك توظيف تكنيك التمكين واهتمام الرئيس بالنسبة للشباب.

وأبرزت الصفحة قضية التنمية التى وضحت فى فيديو للرئيس صرح فيه (عملية الإصلاح والتطوير مستمرة لأن الدنيا لا تتوقف أبدًا.. الأمور ظلت ثابتة فى مصر لفترات طويلة.. فالإصلاح واجب لكل القطاعات فى الدولة). ويتضح من خلال حوار الرئيس ظهور سمتى الكفاءة والرؤية الثاقبة لشخصية الرئيس.

كذلك قامت الصفحة بإنتاج فيديو مدته دقيقتيْن يبدأ بسير الرئيس على السجادة الحمراء داخل قاعة المؤتمرات بالعاصمة الإدارية لصنع استراتيجية (التضخيم) من خلال الموسيقى مع خطوات الرئيس التى تم توظيفها، وذلك بتوظيف تكنيك (الشخصنة) لإضفاء الهيبة والفخامة على شخصية الرئيس.

وأبرزت الصفحة الرسمية للرئيس على "فيس بوك" تصريحات الرئيس فى المؤتمر الثامن للشباب التى كان التركيز فيها على قضايا (مكافحة الإرهاب) التى أكد عليها الرئيس فجاء فى تصريحاته (الإرهاب هو السلاح الوحيد القادر على تدمير مجتمع بالكامل كما حدث فى بعض الدول الأخرى)، كذلك بثت الصفحة جلسات المؤتمر التى تناولت مكافحة إرهاب مواقع التواصل الاجتماعى وانتشار الشائعات.

وجاء فى تصريح الرئيس فى جلسة نشر الأكاذيب (أن الدولة والمسئولين كانوا بيحجبوا معلومات خوفًا على الأمن القومى كان أحد أهم المبادئ اللى أنا اشتغلت عليها أننى لن أتعامل بهذه الطريقة وأننى سأتكلم بمنتهى الوضوح والصراحة لأن مخاطر الكتمان أكبر من المخاطر اللى هتقابلها مصر لو سكتنا). ويتضح من ذلك أن الرئيس استخدم استراتيجية (الوضوح) مع الشعب.

وإلى اللقاء الأسبوع المقبل لاستكمال نتائج الدراسة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة