الخميس 26 سبتمبر 2024

«العزلة القطرية» تفتك بالتنظيمات الإرهابية

6-6-2017 | 23:28

سامح عيد: توجس ورعب بين الجماعات الإرهابية

باحث في الحركات الجهادية: الدوحة ستتخلص من الإخوان

كشف مصادر دبلوماسية مطلعة بالجامعة العربية لبوابة “الهلال اليوم”، عن مطالبة قطر لبعض القيادات الإخوانية والجهادية المتواجدة على أراضيها بالمغادرة خلال بضعة أيام، كما حددت لهم سبعة دول للتوجه إليها وهي تركيا وبريطانيا والسودان وليبيا وماليزيا واليمن وإيران، في محاولة منها لرأب الصدع من الدولة الخليجية واستجابة لضغوط بعض الدول الوسيطة.

جاء ذلك بعد سويعات من إعلان ست دول عربية قطع علاقتهم الدبلوماسية مع الدوحة، وهم مصر والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وليبيا واليمن، بالإضافة إلى جزر المالديف.

وأغلقت كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، المنافذ الجوية والبرية والبحرية مع وسائل النقل التابعة لقطر.

وقررت دول الخليج المقاطعة، إمهال البعثات الدبلوماسية القطرية 48 ساعة للمغادرة، وإمهال المقيمين والزائرين القطريين 14 يومًا للمغادرة، ومنع دخول أو عبور المواطنين القطريين إليها وكذلك منع مواطنيهم من الذهاب إلى قطر.

وهذا ما اعتبره متخصصون في الحركات الجهادية والإسلامية، تطورًا خطيرة في الخريطة السياسية في المنطقة ولها تبعات كبيرة على الحركات الإرهابية والمتطرفة، مؤكدين أن التنظيمات المتطرفة متوجسة ومضطربة وتخشى من عقبات القرار، فضلا عن ترحيل بعض الإخوان من قطر وفرض إقامة جبرية على البعض الآخر، مع تغيير كامل في الخطاب الإعلامي للدوحة والتوقف عن التحريض والعنف.

سامح عيد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، قال إن الجماعات الإرهابية تعيش حالة توجس وخوف بعد قرار قطع بعض الدول العربية علاقتها مع قطر، عقب التوترات الأخيرة منذ التطاولات التي صدرت من أمير قطر تميم بن حمد اتجاه دول مجلس التعاون الخليجي عقب القمة "الأمريكية - الإسلامية" أواخر الشهر الماضي في العاصمة السعودية الرياض.

ولفت سامح عيد لـ”الهلال اليوم” إلى أن تأثير قطع العلاقات العربية مع قطر على الجماعات الإرهابية ما زال غامضًا، لأن الولايات المتحدة الأمريكية والغربية لم تحدد موقفها حتى الآن، لأن ما حدث له احتمالين، الأول أن يكون ذلك محاولة ضغط أمريكية على قطر باستخدام بعض دول الخليج للاستجابة للمطالب الأمريكية وهي "الدفع مقابل الحماية"، أما الاحتمال الثاني وهو أن أمريكا طلبت من قطر استفزاز الدول الخليجية وإثارة فتنة وتحريك الملف الإيراني لتمرير صفات السلاح، مشيرًا إلى أن التوتر الخليجي يخدم المصالح الغربية وأمريكا، وخاصة وأن الخليج يمتلك ثروة مالية ونفطية كبيرة.

وعن تعامل قطر مع الأزمة الحالية، قال إن قطر لن ترضخ للأزمة الحالية، رغم أنها دولة صغيرة ولكن محفظتها المالية كبيرة، فضلا عن أن بها قاعدة "العديد" الأمريكية، وحتى الآن لم تضح الرؤية كاملة اتجاه قطر خاصة وأن الدول الغربية ما زالت صامتة، غير المحاولات التي تجريها بعض الدولة العربية لرأب الصدع.

وعن تأثير ذلك على الجماعات الإرهابية والإخوان، قال إن جماعة الإخوان لن تتأثر بشكل كبير بالأزمة وخاصة أنها منتشرة في جسد الوطن العربي وليس قطر، فالسعودية بها أكثر من 400 ألف أخواني، فضلا عن وجودهم السياسي في عدد كبير في الدول الأخرى فالإخوان تتواجد بقوة على الساحة السياسية التونسية والجزائرية والمغربية والكويتية وليبيا، فلا تستطيع الدول الخليجية حذرهم على قطر وهم موجود لديها، حتى أن الدول الغربية لم تتخذ قرارًا مثل ذلك فما زال الإخوان يمارسون عملهم في بريطانيا وأمريكا ودول الخليج.

وعن نشاط جماعة الإخوان المسلح في الدول العربية، أكد "عيد" أن جماعة الإخوان لها تواجد قوي في النزاعات الجارية في سوريا وتمثل جبهة قوية بالجيش الحر، فضلا عن مليشياتها المسلحة في ليبيا والعراق واليمن، فالإخوان متواجدة في الوطن العربي بشقها السياسي والمسلح.

وعن دعم وتمويل تلك الجماعات في الوطن العربي، لفت الإخواني المنشق، إلى أن قطر ليس وحدها تمول الجماعات المسلحة والإرهابية، فبعض الدول الخليجية تمول من أجل مصالحها الخاصة فالسعودية والإمارات تمول من أجل مواجهة المد الشيعي، ولكن من المؤسف أن هذه الأسلحة تقع في أيدي الجماعة الإرهابية مثل داعش.

وشدد على ضرورة وجود حل حقيقي لأزمات دول الخليجي لأن ما يحدث يخدم الأجندات الأمريكية ويُنشط أسواق السلاح العالمية والجماعات المتطرفة، رغم توجسها وارتباكها لكن هذا لن يوقف نشاطها بشكل كامل ولكن من الممكن أن يحد منه.

ولكن عمرو عبد المنعم، باحث في الحركات الإسلامية والجهادية، ذهب إلى أن قرار عزلة قطر، الذي أقره بعد دول الخليج، له تأثيرات كبيرة على التنظيمات الإرهابية والحركات المتطرفة، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.

وقال الباحث في الحركات الجهادية لـ«الهلال اليوم»، إن قطر طالبت بعض قيادات جماعة الإخوان اليوم بمغادرة الدوحة إلى ثلاثة دول وهم بريطانيا وماليزيا والسودان، كما منعت البعض الآخر من إدلاء أي تصريحات إعلامية خلال الفترة المقبلة في محاولة منحها لإنهاء الأزمة الخليجية والقيود المفروضة عليها.

وأكد أن قطر منعت بعض القيادات الجهادية المصرية لديها من النشاط الإعلامي مثل عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، حيث طلبت من الصمت التام وإلا سيتم ترحيله خارج البلاد، لافتًا إلى أن "عبد الماجد" مختفي عن الأضواء لما يزيد عن 6 أشهر.

وعن جدية قطر في التوقف عن التطاول ودعم الحركات الإرهابية، قال إن الدوحة أدركت إنها في أزمة حقيقية وتحاول الاستجابة لجميع محاولات الصلح التي تقودها بعض الدول العربية مثل الكويت وسلطنة عمان، مؤكدًا أن قطر تتخذ إجراءات جادة لإنهاء ملفات بعض القيادات الإخوانية وتسعى لترحيلهم من على أراضيهم خلال الأيام القلائل القادمة، كما ستغير من نبرتها الإعلامية وستتوقف عن التحريض عن العنف، وستتراجع عن الدعم بشبه كامل للحركات الإرهابية، وإلا ستخرج من مظلة مجلس التعاون الخليجي ويفرض حظر كامل عليها.

وعن العمليات الإرهابية في مصر، توقع الخبير في الحركات الجهادية، وقوع عمليات إرهابية خلال الفترة القادمة، لأن المتورطين في حادث أتوبيس أقباط المنيا ما زالوا طلقاء، بقيادة الإرهابي عمرو سعد، مشيرًا إلى أن الإرهابيين اتخذوا طريقة جديدة عن طريق القيام بعمليات مباغته ثم الفرار السريع في دروب الصحراء وما يعرف باسم "البرغوث والكلب"، لافتًا إلى أن التضييق الحالي سيدفعهم للانتقام للتعبير عن وجودهم وخلق انشقاق داخلي.