الثلاثاء 8 ابريل 2025

مقالات

«عطية شرارة».. شيخ الطريقة وعملاق الموسيقى

  • 15-11-2021 | 13:06
طباعة

كرم مهرجان الموسيقي العربية في دورته الحالية فرقة سداسي شرارة التي كونها المايسترو الكبير عطية شرارة، أشهر من ألف ووضع الموسيقي في الإذاعة وفي السينما وفي المسرح في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى التسعينيات، ولمع اسمه في التوزيع الهارموني والبلوفوني مع أسماء مثل فؤاد الظاهري وعلي إسماعيل ورفعت جرانه، وكذلك  تميز كعازف للكمان منذ بداياته، ضمه عبد الوهاب إلي فرقته وهو لايزال طالبا بمعهد فؤاد الأول للموسيقي ليكن صاحب صولو الكمان الشهير في أغنية "حكيم عيون" ثم التقطته أم كلثوم ومن بعدها فريد الأطرش الذي استفاد كثيرا من علمه وفهمه للموسيقي الأوركسترالية التي استهوت فريد في أغلب ألحانه، كما اجتمع الاثنان على عشق الفلكلور.

 

كان عشق عطية شرارة للفلكلور المصري منطبعا على أغلب مقطوعاته الموسيقية بل كان استلهامه للفلكلور الشعبي هو سر شهرة هذه المقطوعات منذ الخمسينيات وحتي اليوم مثل مقطوعة" ليالي المنصورة" و" وليالي القاهرة" و"ليالي النور" و" رقصة الفراشة" و" رقصة الإسكندراني" التي سميت بعد ذلك  "السلام  الإسكندراني" وأصبحت تعزف في كل أفراح مصر حتى يومنا هذا، وكذلك لحنه الشهير" يا حسن يا خولي الجنينة يا حسن" وكذلك موسيقي أفلام" توحه" و" سمارة" و" ابن حميدو" و" وإسماعيل ياسين طرزان" و" وحبيبي الأسمر" و" وبحبك يا حسن" و"زنوبة" و" أهل الهوى" و" لحن السعادة" و" حسن وماريكا" و" قاطع طريق" و" عش الغرام" وغيرهم.

 

ولم يكن عطية شرارة رغم كل هذا النشاط منخرطا مع الوسط الفني وإنما كان يطيب له خلوته مع موسيقاه تارة ومع تصوفه تارة أخرى، حيث كان واحدا من مشايخ الطريقة العلوية الشاذلية في مصر، وقد التقيته في أوائل التسعينيات وحضرت في بيته بمنطقة الهرم بعضا من مجالس الذكر لتتغير نظرتي عن التصوف والمتصوفين، وقد كنت أظن كل الظن أن الصوفية دروشة وزهد عن الحياة وعن متاعها، وربما البعد عن فنونها وخاصة الموسيقى، فوجدت موسيقيين كبار وممثلين ومطربين وأطباء ومهندسين حسنوا المظهر والجوهر، وكلهم أسماء تميزت وكسبت الدنيا وتسعى إلى كسب الآخرة بالسعي إلى تحقيق مقام الإحسان، وربما كان هذا هو السر وراء الحب الذي حصده المايسترو عطية شرارة وعلى الجوائز أيضا حيث حصل على جائزة الدولة التشجيعية عن التأليف الموسيقي عام ١٩٨٣ وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ١٩٨٣ كما حصل على وسام العلوم والفنون والثقافة من السلطان قابوس عام ٢٠٠٥م.

الاكثر قراءة