يعتبر المتحف المصري الكبیر واحداً من أكبر متاحف العالم، فھو أكبر مشروع حضاري وثقافي عالمي یتم تنفیذه في الوقت الراهن، تم تصمیمه لیكون بمثابة بوابة عبر الزمن لتتلاقى حضارة 5000 عام مع الحضارة الحدیثة، تم بناء المتحف المصري الكبیر في موقع متمیز على الھضبة الواقعة بین الأھرامات والقاھرة الحدیثة، مما یتیح الفرصة لزائریه لمشاھدة أھرامات الجیزة الثلاثة من خلال الواجهة الزجاجية المبهرة ببهو مدخل المتحف المصري الكبیر
كما أن المتحف الكبیر ليس متحفا فحسب، بل صمم ليكون مجمعاً ثقافياً سياحياً ترفيهياً ومركزاً للبحث العلمي ليكون قبلة للباحثين الأثريين من كافة أنحاء العالم، يضم مخازن ومركز لصيانة وترميم الآثار بالإضافة إلى مساحات واسعة تشمل عددا من الفرص الاستثمارية الواعدة والمتمثلة في مركز للمؤتمرات، وسینما حديثة، وعددا من المحال التجارية، بالإضافة إلى المطاعم والكافيتريات والساحات المكشوفة التي تصلح لإقامة الفعاليات الثقافية والترفيهية على خلفية بانوراما الأهرامات.
وقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، بتطبيق أحدث تقنيات العرض بالمتحف الكبير، وأشار الرئيس إلى أهمية استغلال الموقع المميز للمتحف ذي الإطلالة على منطقة الأهرامات وقطعه الأثرية المميزة، بما يتواكب مع قيمته وأهميته كأكبر متاحف العالم، ويسهم في جعله واجهة للحضارة المصرية، وعلى النحو الذي يعكس المكانة اللائقة بمصر على مستوى العالم.
مشروع القرن
وفي هذا الصدد، قال بسام الشماع، خبير علم المصريات، إن المتحف المصري الكبير لا يعد متحفا فقط بل هو مركز ثقافي ضخم، فهو يتميز بتقنيات القرن الـ 21 وهذا سيجعله أحدث متحف في العالم، فمؤخرا لم نسمع عن بناء متاحف ضخمة بهذا الشكل في العالم وبهذا العدد من الآثار.
وأوضح الشماع، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن مشروع المتحف المصري الكبير يعد مشروع القرن، كما أن المتحف يأخذ شكل الشخصية المصرية ويتجلى هذا في الهيروغليفيات الموجودة على واجهة المتحف، وبعض أسماء الملوك المحفورة علية بالإضافة إلى البناء الهندسي الهرمي له، أيضا الدولة تبذل كل الجهود ليكون المتحف جذابا ورائعا بشكل لم يتكرر من قبل.
وأضاف أن ما رأيناه داخل متحف الحضارة من أساليب عرض سيكون على صفة أعلى داخل طرق عرض المتحف المصري الكبير، من شرح القطعة الأثرية على الطريقة الثلاثية الأبعاد بشكل يخدم مصرية الحضارة، بالإضافة إلى طريقة الهولوجرام بطريقة تشعر السائح أنه داخل هذه الحقبة الزمنية، أيضا هناك غرف خاصة لعرض قطع خاصة، بالإضافة إلى رفع كفاءه الأماكن القاطنة حول المتحف و الطرق لتسهيل وصول السائح للمتحف وأيضا ليكن الطريق إلى المتحف بمثابة ممشي سياحي.
وأشار إلى أنه يتمنى أن يلحق بالمتحف غرف لعرض أهم القطع المصرية الموجودة خارج مصر مثل رأس نفرتيتي، ويتم عرض هذه القطع بتقنية الهولوجرام حتي يعرف العالم بأكمله أن هذه القطع الأثرية مصرية ولكن تم أخذها من مصر بطرق غير مشروعة، ومنها يقوم المتحف بإيصال رسالة هامة للعالم بحق استرداد تلك القطع.
مؤسسة اقتصادية وثقافية وترفيهية
ومن جانبه، قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار والسياحة، إن اجتماع أمس للرئيس عبد الفتاح السيسي كان اجتماعا هاما، خاصة وأن الرئيس كان في اليونسكو منذ ثلاثة أيام وألقى كلمة مهمة جدا هناك حيث دعاهم لحضور احتفالية طريق الكباش وهذا كان ترويج مهم للاحتفالية والمتحف أيضا والسياحة بشكل عام في مصر.
وأوضح شاكر، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، لقد راينا بعض وسائل العرض الحديثة في متحف الحضارة، فأصبح الزائر يستطيع أن يقوم بحجز تذكرة المتحف من خلال موقع متحف الحضارة وأصبحت التذكرة إلكترونية، أضافة إلى ذلك سيكون داخل المتحف المصري الكبير نظام الهولوجرام لعرض المومياوات وكيف كان شكلها داخل قاعة المومياوات حيث قديما كنا نعاني من طريقة الشرح التقليدية للقطع من طول وعرض وغيرها.
وأضاف لكن الأن سنستطيع عمل السيناريو العارض للمتحف وشرح كيف تم اكتشاف الأثر بشكل مشوق بالإضافة إلى استخدام شاشات اللمس ونظام "الباركود" الذي عن طريقة استطيع أن ادخل على معلومات كل قطعة وأنا داخل المتحف، وبالتالي سيكون هذا مهم في ظل وجود عدد قطع كثيرة داخل المتحف التي تصل إلى 100 الف قطعة أثرية بالإضافة إلى المساحة الضخمة.
وأشار أن اهتمام الرئيس السيسي بطرق العرض الحديثة داخل المتحف هو شيء هام خاصة وأن المتحف المصري الكبير ليس مقرر أن يكون متحف فقط بل هو مؤسسة اقتصادية ترفيهية ثقافية، حيث سيحتوي على أشياء كثيرة بداخلة من سهرات ومسارح وسينما وأيضا من المقرر إنشاء قاعة العرض المتغيرة التي سيعرض فيها كل شهر شئ مختلف.
وأكد أن المتحف سيحتوي على تقنيات كثيرة ومختلفة، من أضاءه وتصوير وحتي في الكتب التي تتحدث عن القطع كما أن المكتبة ستكون إلكترونية وسيكون هناك ربط بين قاعة الترميم وقاعة العرض حيث سيكون هناك ترابط وتواصل بين كافة الأنظمة داخل المتحف.