الأحد 24 نوفمبر 2024

فيسك: علاقات قطر بالقاعدة في سوريا ونظام الأسد ستزيدها قوة في أزمتها مع العرب "ميادة .. ليس دورنا ترجمة مقالات كتاب ، رجاء الاهتمام بالأخبار والتقارير "

  • 9-6-2017 | 10:57

طباعة

ميادة محمد

حاول الكاتب الشهير روبرت فيسك في مقاله بصحيفة الاندبندنت ان يوضح الأسباب الحقيقية وراء الأزمة بين قطر والدول العربية ،حيث أشار إلى ان هذه الأزمة أثبتت الانهيار التام للوحدة السنية التي يفترض ان تكون نشأت مع حضور دونالد ترامب في القمة السعودية قبل اسبوعين

وأوضح فيسك أن المملكة العربية السعودية وعدت بقتال الإرهابيين الشيعة الإيرانيين حتى الموت ،بعدها دخلت في أزمة مع قطر التي تعد مصدرا للإرهاب

وأشار فيسك إلى أن مواطنون قطريون بالفعل مولوا داعش، وكان الزعيم السابق بن لادن قد اختار قناة الجزيرة القطرية ليخصها ببرامجه الشخصية ،وهي نفس القناة التي حاولت أن تضفي أخلاقا زائفة لتنظيم القاعدة ولاسيما فرعها في سوريا المتمثل في حبهة النصرة ، من خلال السماح لزعيمها بساعات من البث المجاني لشرح وجهة نظره والدفاع عن تنظيمه وكيف أنه جماعة معتدلة ومحبة للسلام

ولفت فيسك إلى أن الأزمة بدأت بعد الاختراق المزعوم لوكالة الأنباء القطرية ،والتي نشرت بعض التصريحات غير المؤكدة ولكن مؤلمة من قبل أمير قطر حول الحاجة للحفاظ على العلاقات مع إيران ،بينما نفت الدوحة صحة هذه القصة ،لكن السعوديون أكدوا صحتها مما زاد الأزمة ،لاسيما وأن لديهم قلق من تطور علاقات الدوحة بطهران

واوضح فيسك أن هناك ما يدعو السعوديين أيضا للقلق ،فإذا كانت الكويت بعيدة عن هذه الأزمة وتحاول أن تقوم بدور الوسيط ،فإن هناك مشكلة تتعلق بقرب إمارة دبي من إيران، والأكثر من ذلك أنه يوجد بها عشرات الآلاف من المغتربين الإيرانيين

كما أن عمان قامت بمناورات مشتركة مع إيران قبل شهرين ،وكانت باكستان منذ فترة قد رفضت إرسال جيشها لمساعدة السعوديين في اليمن

ويشاع أيضا أن قائد الجيش الباكستاني السابق الجنرال رحيل شريف ينوي الاستقالة من رئاسة التحالف الإسلامي الذي ترعاه السعودية لمكافحة الإرهاب

ويرى فيسك أنه بالنظر ابعد قليلا نجد أيضا أن هناك ما يقلق السعوديين حقا، حيث تحتفظ قطر بعلاقات هادئة مع نظام الأسد، وكانت قد ساعدت في تأمين الإفراج عن الراهبات المسيحيات السوريات من أيظي جبهة النصرة ، كما ساعظت في إطلاق سراح الجنود اللبنانيبن من أيدي داعش في غرب سوريا، والدليل على ذلك أنه بعد تحرير الراهبات شكرن كل من بشار الأسد والدوحة

ووفقا لفيسك هناك شكوك متزايدة في الخليج بأن قطر لديها طموحات أكبر بكثير من التوقعات ،تتمثل في تمويل إعادة بناء سوريا بعد الحرب، وفي هذه الحالة حتى لو ظل الأسد رئيسا فإن ديون دمشق للدوحة ستضعها تحت السيطرة الاقتصادية القطرية

وهذا من شأنه أن يعطى قطر مكافأتين ذهبيتين وفقا لفيسك،الأولى هي أن يكون لها امبراطورية كبيرة،والثانية أن هذه الأراضي السورية الواسعة سيزيد بريقها ،حيث ترغب العديد من شركات النفط في استخدامها كخط أنابيب من الخليج إلى أوروبا عبر تركيا او عبر ناقلات ميناء اللاذقية السوري

وبالنسبة للأوروبيين فإن مثل هذا الطريق من شأنه أن يقلل من فرص الابتزاز النفطي الروسي، ويجعل طرق النفط البحرية اقل عرضة للخطر إذا لم يكن على السفن التحرك عبر خليج هرمز

وقال فيسك إذا تجثبتت كل الافتراضات واتضح عدم تأثير أمريكا حاليا على كل من تميم ووالده حمد ،فقد تتوجه قوة عسكرية سعودية إلى قطر ، وحينها سوف تتنسك الرياض بحل الغاز السائل في الدولة، لكن الكاتب البريطاني أكد أن السعوديين المحاربين للإرهاب ،والمحبين للسلام لن يفكروا في مثل هذا المصير لدولة عربية

واعرب فيسك عن أمله ان تكون الخطوط الجوية القطرية في الوقت الحالي هي الشيء الوحيد الذي يتم قطعه في الجسم القطري فيما يتعلق مع العلاقات بجيرانها العرب

 

    الاكثر قراءة