الخميس 27 يونيو 2024

معرض الحرف التقليدية ..مسيرة حية للأنامل الذهبية

11-6-2017 | 17:35

الحرف التقليدية اليدوية في أي دولة تعكس هويتها وكنز تراثها الذي تصنعه الأنامل المبدعة لأبنائها جيلا بعد جيل .لذلك نري كيف تهتم بها هذه الدول بما فيها الدول المتقدمة وتستثمرها حتي تصبح أحد مصادر الدخل الأساسية لديها .. كلمات افتتاحية قدمتها الدكتورة لوتس عبد الكريم مؤسسة "الشموع الثقافية " في تقديمها لمعرض الحرف التقليدية لجمعية" أصالة "لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة المقام بالمؤسسة منذ 8 يونيو الجاري ويستمر حتي نهاية الشهر ، مشيرة إلى أن مصر تحوي كنوزا لاتنفد من إبداعات هذه الحرف وتمثل روح الشعب الأصيل ورافدا حيا متدفقا لثقافته وحضارته.

وقالت "عبد الكريم إن المعرض الشامل الذي تتولاه جمعية من أقدم الجمعيات الأهلية في هذا المجال وهي أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة متواكبا مع شهر ر مضان لتضيف إليه نفحات روحانية وبهجة إلى لياليه .

وأشارت إلى أن تراث مصر الثقافي  الحي هو ما يمثل إبداعاتها الحرفية التقليدية من الفنون اليدوية مؤكدا أنه الوجه المقابل للتراث الثابت من الآثار المتبقية من حضاراتها المتعاقبة وتكمن حيويته في استمراره حيا في الثقافة الشعبية ،فلا تتوقف الأنامل الذهبية لأبناء الشعب  في كافة ربوع البلاد عن ابداعه واستعماله في حياتهم اليومية .

وأضافت الدكتورة لوتس عبد الكريم  أن المعرض أقيم مصحوبا بورش عمل للحرفيين أمام المصنوعة يدويا ويضم مجموعة من الحرف التراثية المصنوعة يدويا والتي أصبحت قبلة الكثيرين ليس فقط من كبار السن لكن يقتنيها الشباب نظرا للتنوع الموجود بالمعرض فيضم ملابس مبتكرة تجمع بين القديم والجديد ،واكسسوارات تراثية ديكورية دالة علي عصر اليشمك والملاية اللف من خلال قطع مجسمة ،وحلي واساور واكسسوارات مصنوعة من خامات اللؤلؤ والصدف ، واعمال الزجاج والنحت والخيامية واعمال الديكوباس ،ولوحات من القماش المطرز بأشكال والوان مستمدة من البيئة والتراث المصري الاصيل ،فضلا عن أواني نحاسية وأخري مطعمة بخامات صدفية وملونة تستلهم وجودها من البداوة البكر التي تميزت بها البيئة المصرية المتنوعة الخصبة الغنية التي تؤصل دوما لقيم الجمال والابداع في الحياة المصرية  .

يشمل المعرض عارضون للخزف منهم الفنان محمد مندور ود.سلوي رشدي والفنان شعبان زكي ،وقام بأعمال النسيج والنحت الفنان الدكتور عز الدين حسن والفنانة منال شلتوت ،ومن الفنانين المشاركين من ازياء شمال سيناء الفنانة هدي التوني وأنصاف البطل والفنان مصطفي عبد الرحمن لإزياء التللي .وصمم الحلي والنحاس الفنان حيدر محمد حيدر والفنان طارق نبيل والفنانة عليه جمال الدين واميرة رضوان.

ومن جانبه قال التشكيلي الكبير عز الدين نجيب رئيس مجلس إدارة جمعية " أصالة " للفنون التراثية  : يعتبر التراث الحرفي التقليدي جزء من ضرورات الحياة وإشباع لحب الناس للجمال وارتباط بالعادات والتقاليد ،مهما طال المجتمع من تطور وتغيير عبر مسيرة التقدم مما يجعل هذه المنتجات اليدوية وجها من أوجه الشخصية المصرية. وعلامة بارزة من علاماتها وتعبيرا تشكيليا عن الخصوبة الإبداعية لأبنائها.

وفي تعريفه لتلك الحرف اليدوية ونشأتها من خلال جمعية "أصالة" يقول: على مدى أكثر من ربع قرن متصل قامت الجمعية الراعية للفنون التراثية انطلاقا من نشأتها بمبنى وكالة الغوري في قلب القاهرة التاريخية  باحتضان هذه الحرف ومبدعيها في مجالات الخزف والنسيج والأزياء. والمشغولات المعدنية والخشبية والجلدية ومنتجات النخيل والزخارف الحجرية وما يتفرع عنها جميعا في عشرات الحرف ،وقامت بتدريب المئات من الشباب واكتشاف مواهبهم ليواصلوا مسيرة آبائهم بعد ان تعرضت حرفهم المتوارثة للاضمحلال والتجريفحتي وصلت الي حالة الانقراض في بعض فروعها .

يستطرد التشكيلي عز الدين نجيب أن جمعية أصالة الراعية للفنون التراثية قد أصدرت وسوعة ممتدة الأجزاء من الكتب لتوثيق تاريخ وتطور عشرات الحرف بدوافعها الاجتماعية والعقائدية ووظائفها العملية وبخاماتها وتقنيات إنتاجها علي مر العصور حتى أصبحت هذه الموسوعة بمثابة متحف مطبوع في بطون الكتب وذاكرة حية نستعيد منها ما أضاعه الزمن وجرفته الأحوال.