يترقب العالم في السابعة والنصف من مساء غد الخميس، الحدث التاريخي بافتتاح طريق الكباش للمرة الأولى، ويعد أطول طريق احتفال ديني وشعبي في تاريخ الحضارات والأمم، وأكد أثريون أن هذا الحدث سيكون له أهمية خاصة وسيبهر العالم ويشجع السياحة في مصر ويعيد الأقصر إلى سابق عهدها.

وجرت الاستعدادات النهائية للفعالية الكبرى "الأقصر.. طريق الكباش"، وسيتم تنظيمها يوم الخميس المقبل، والتي ستبهر العالم بالجمال والمقومات السياحية والأثرية التي تتمتع بها مدينة الأقصر كما أنها ستلقي الضوء على الحضارة المصرية العريقة، خاصة في ظل الانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بالمحافظة وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها ومشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر وترميم قاعة الـ14 عمود بمعبد الأقصر، والانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بـ"بطريق الكباش".

يشجع السياحة في مصر

ومن جانبه، قال علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية القديمة، إن احتفالية افتتاح طريق الكباش تكتسب أهمية خاصة في دعم قطاع السياحة في مصر من حيث الترويج وإعادة توافد السياح إلى بلادنا مرة أخرى، مضيفا أن الحدث يجعل مصر على أولوية الخريطة السياحية حيث تتجه أنظار العالم إلى مصر.

وأضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن أهم ما يميز افتتاح طريق الكباش أن المصريين هم من يرمموا آثارهم ويهتمون بها لأنها لا تخص مصر فقط ولكن الإنسانية جميعا، مضيفا أن الحدث هام للغاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحفل هو رسالة للعالم أجمع باهتمام القيادة السياسية بقطاع الآثار.

وأشار أبو دشيش إلى أن الافتتاح هو رسالة للعالم باهتمام مصر بترميم وحماية حضارتها وتاريخها وتراثها، مشددا على أن الاحتفالية لن تكون في مدينة واحدة وستكون في كل المدن ولن تكون أثرية فقط على غرار موكب نقل المومياوات الملكية ولكن ستكون أثرية تاريخية ستوضح الأقصر والكورنيش وكل آثار مصر وستكون الأقصر بالكامل بها إضاءة للصوت والضوء.

وشدد على أن الاحتفال بالتأكيد سيكون على أعلى مستوى ومبهرا بما يشجع السياحة إلى مصر ويعيدها إلى مكانتها العريقة.

أهمية طريق الكباش التاريخية

وقال الدكتور عمر زكى، خبير الآثار، إن طريق الكباش هو طريق تاريخي وكان يسمى في العصور القديمة "الوات نيتر"، أي طريق الآلهة، وهو أطول طريق احتفال ديني وشعبي في تاريخ الأمم والحضارات والقديمة، ويضم تماثيل على هيئة أبو الهول والكباش، منحوتة من الحجر الرملي بطول 2700 م.

وأوضح في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن عرض الطريق تقريبا 76 سم ويمتد من معبد الأقصر جنوبا حتى معبد الكرنك شمالا للصرح العاشر حتى معبد المعبودة "موت"، وطريق الكباش هو عبارة عن طريق المواكب ملوك الفراعنة القدماء وكان يجري به الاحتفالات.

وأشار إلى أن أبرز تلك الاحتفالات احتفال عيد الأوبت عندما كان المعبود آمون يزور زوجته في معبد الأقصر الجنوبي، وأحيانا كانت تقام فيه أعياد تتويج الملك، العيد السنوي له وذكرى توليه الحكم، مؤكدا أن معظم الأعياد القومية في العصور الفرعونية كانت تخرج من هذا الطريق.

وأوضح زكي أن الملك كان يتقدم الموكب وخلفه علية القوم وهم الوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة والزوارق المقدسة محمولة على أكتاف الكهنة، مؤكدا أن احتفالية افتتاح طريق الكباش المرتقبة غدا هي احتفالية عالمية كبرى ستعود بمردود سياحي واقتصادي على مصر.

وأكد الخبير الأثري أن الأقصر هي قبلة السياح في العالم أجمع، وسيعمل افتتاح طريق الكباش على تحقيق عائد اقتصادي كبير وزيادة التدفق السياحي من كل أنحاء العالم، فهذا الحدث يفتح منافذ سياحية جديدة تضم للأماكن المعروفة للزيارات في الأقصر بجانب البر الغربي.

وأشار إلى أن افتتاح طريق الكباش سيلقي الضوء على أهم مقومات السياحة الأثرية والتاريخية في الأقصر.