في ظل الفترة الحالية، من الممكن أن يكون الدولار وزخمه وقرارات البنك الفيدرالي ورئيسه، هم المحركات الرئيسية لأحداث واتجاهات الأسواق خلال هذا الأسبوع، بعد أن أعلنت بريطانيا سلالة جديدة من فيروس كورونا سريعة الانتشار، وربما تكون مقاومة أيضًا للقاحات، ليهبط الجميع بعدها بما فيهم مؤشر الدولار الأمريكي، وربما قد تكون الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على منتجي النفط وأوبك بلس قد نالت جانبا غير قليل من التأثير في مجريات الأمور، نتج عنها التأثير الواضح على الذهب.
البنك الفيدرالي الأمريكي
ومن جانبه قال عاصم منصور الخبير الاقتصادي والمحلل لأسواق المال، إن المعدن النفيس شهد ضغوطًا بيعية قوية في ظل زيادة توقعات قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بتسريع وتيرة خفض عمليات شراء السندات، فقد قرر الفيدرالي في اجتماعه الأخير، خفض حجمها بمقدار 15 مليار دولار إلى 105 مليار دولار شهريًا.
وأوضح المحلل لأسواق المال في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أنه جاء بالتزامن مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم، وأعرب أعضاء الفيدرالي الأمريكي عن قلقهم إزاء استقرار عمليات شراء السندات عند مستويات مرتفعة، الأمر الذي يستدعي رفع الفائدة في وقت مبكر من المتوقع، ما دعم ارتفاعات الدولار الأمريكي، لافتا أن الأسبوع الماضى شهد الذهب انخفاضًا بشكل كبير، حيث انخفض سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي بشكل قوي بين النقطة 1850 دولارا، وتمثل أعلى نقطة له خلال الأسبوع، ليصل إلى أقل سعر 1778 دولارًا.
الضغوط على أسعار الذهب
وأضاف "منصور" أن العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي علاقة عكسية، ولهذا ارتفاع الدولار الحالي زاد من الضغوط على أسعار الذهب، بالرغم من اتجاه الفيدرالي لرفع الفائدة، للحد من تسارع التضخم، مؤكدًا أنه يفضل رؤية ارتفاع العائدات الحقيقية أي العائد منقوص منه التضخم حتى نستطيع ترجيح احتمالات استمرار التراجع الحالي.
وتابع بأنه في حال عدم تحقق ذلك، فإن الاتجاه الصاعد للذهب سيظل قائمًا، خاصة في حال فشل الفيدرالي في الحد من تسارع وتيرة التضخم، ما سيدفع المؤسسات والمستثمرين للجوء إلى الذهب كأداة جيدة للتحوط باعتباره ملاذا آمنا، لذا فإن المتوقع ارتفاع أسعار الذهب في تعاملات الأسبوع الجاري ليكسر حاجز الـ1820 دولارًا، ومن الممكن وصوله إلى 1840 دولارًا.
تشديد السياسة النقدية
وقال أحمد أبو هاشم الخبير الاقتصادي والمحلل لأسواق المال، إن الذهب خلال تعاملات الأيام السبعة الماضية، شهد هبوطًا بفعل قوة الدولار المتنامية التي دفعت سيد العملات بتصوب أعلى مستوياته في أكثر من 16 شهر، لافتًا إلى أنه على الرغم من التراجع القوي لشهية المخاطرة، والتي أودى بمؤشر "داو جونز" بإغلاق منخفض بأكثر من 900 نقطة، إلا أن الذهب لم يستطع البقاء فوق مستويات 1.800 دولار للأوقية.
وأضاف "أبو هاشم" أن سيد الملاذات الآمنة المعدن الأصفر، خسر ما يقرب من 70 دولارًا، خلال جولات الأسبوع الماضي نزولا من مستويات 1860 دولار للأوقية، إلى مستويات قرب الـ 1790 دولار خلال تعاملات الخميس، وأغلق تعامل الجمعة النهائي عند سعر 1.788 دولار للأوقية.
وأوضح أنه لم يتحرك الذهب بعد صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، والذي أشار لاحتمالية أن تشديد السياسة النقدية بأسرع مما كان متوقعًا في السابق، جاء ذلك بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، وأظهرت نموًا بنسبة 2.1% خلال الربع الثالث، فيما سجلت طلبات إعانة البطالة 199 ألفًا، خلال الأسبوع المنتهي في العشرين من نوفمبر وهو أدنى مستوى منذ 52 عامًا.