في إطار تعزيز وتوطيد العلاقات بين مصر وإسبانيا وبحث التعاون المشترك بين الدولتين، تأتي زيارة رئيس حكومة إسبانيا لمصر اليوم، حيث تم بحث عدة مجالات أبرزها تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين فضلا عن مكافحة الإرهاب والهجرة الغير شرعية ومجال الطاقة وتوقيع عدة اشتراكات من شأنها دعم مجال التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وأكد سياسيون أهمية الزيارة وما تعكسة من قوة ومتانة العلاقات بين الدولتين، وتوحيد الجهود وتوفير سبل التعاون والشراكة خاصة بعد توقيع عدة اتفاقيات وشراكات أبرزها إطلاق مجلس الأعمال المصري الإسباني المشترك.

قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، مشيراً إلى ما تعكسه هذه الزيارة من التزام الجانبين باستمرار العمل على توطيد العلاقات القوية بينهما والممتدة عبر ضفتى المتوسط، خاصةً بعد حالة قوة الدفع التى شهدتها تلك العلاقات فى أعقاب زيارة الرئيس لإسبانيا فى عام 2015، ومؤكداً حرص مصر على استمرار التنسيق الوثيق ودفع أوجه التعاون المشترك بين البلدين، لاسيما فى المجالات الاقتصادية والتجارية، لما فيه صالح الدولتين والشعبين الصديقين.

زيارة مهمة ومثمرة

وفي هذا الصدد، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات بين مصر وإسبانيا تشهد حالة زخم، كما أن العلاقات بين الدولتين قديمة وقوية وجيدة والتعاون بينهم متعدد في مجالات كثيرة، في مجال التجارة و الصناعة والطاقة، وزيارة رئيس حكومة أسبانيا اليوم هي تأكيد على حرص اسبانيا في تعزيزواستمرار علاقاتها مع مصر.

وأوضح العرابي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن مصر أصبح لها دور ريادي ومهم سواء على مستوى منطقة الشرق الأوسط أو على المستوي العالمي، وكان من أهم الملفات المطروحة التي تم التباحث بشأنها خلال زيارة رئيس وزراء إسبانيا مصر، قطاع النقل في مصر ومجال السياحة والصحة في ظل جائحة كورونا التي يمر بها العالم، بالإضافة إلى إرساء الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

وأضاف أنه مكافحة الإرهاب ودور مصر وجهودها في هذه الملفات، وفي إطار تعزيز العلاقات بين البلدين تم الاتفاق على إنشاء لجنة وزارية مشتركة تعقد اجتماعاتها بصفة دورية بالتناوب بين البلدين، والشئ الأهم من وجهة نظري في هذا اللقاء هو إطلاق مجلس الأعمال المصري الإسباني المشترك، الذي يزيد من فرص الشراكة والتعاون التجاري بين البلدين، وهذا كلة بفضل السياسية الحكيمة والرشيدة للرئيس السيسي.

وختم: "زيارة رئيس حكومة إسبانيا لمصر هي زيارة مهمة ومثمرة على مستوي العلاقات بين البلدين، وسيكون لها نتائج بارزة أكثر في الفترة المقبلة".

رأس حربة في جنوب أوروبا

ومن جانبه، قال الدكتور طار فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة رئيس حكومة أسبانيا لمصر هي زيارة مهمة لجملة من الاعتبارات، لأن أسبانيا دولة مهمة في جنوب أوروبا ولتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين من مجالات عديدة وجمعية رجال الأعمال وشراكة ومجلس الأعمال وعدد كبير من رجال الأعمال مع رئيس الوزراء الأسباني.

وأوضح فهمي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، لكن من المحتمل أن يكون هناك حديث حول منطقة الأمن الأوروبي وأسبانيا تعد من دول الجنوب الأوروبي، والجزء الخاص بشراكات المتوسط الخاصة بإقليم شرق المتوسط مثل المنتدى والمنظمة الإقليمة وكل هذه الشركات التي تعني بهذا المستوي.

وأضاف: كما أن أسبانيا دولة مهمة ونحن أصبحنا نرتبط بأوروبا الآن في ملف ضبط الحدود والإرهاب والتطرف والجزء الخاص بالهجرة الغير شرعية، فمصر تطور علاقاتها مع إسبانيا على اعتبار أنها رأس الحربة في دول جنوب أوروبا، كما أن الشراكات التي تم توقيعها اليوم هذه لاستئناف وتوطيد العلاقة، لكن نحن يربطنا بهم علاقة جيدة وتعاون أمني على أعلى مستوي.

وأشار إلى أن الجزء الاقتصادي والاستثماري في مجال ريادة الأعمال جاء في سياق العلاقة، لكن إسبانيا تريد الغاز ويريدوا أن يصبح لهم دورا في المنظمة الإقليمية للغاز، وهناك أمل أن مصر ستتحرك وتكون داعمة لهم في هذا الإطار.