أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تقديم مساهمة مالية من الجزائر تقدر بقيمة 100 مليون دولار لرئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وذلك وفاءً بالالتزام الثابت للشعب الجزائري برمته بمساندة القضية الفلسطينية العادلة في كل الظروف، وعملاً بقرارات جامعة الدول العربية ذاتِ الصلة.
جاء ذلك خلال كلمة تبون، التي ألقاها خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية الجزائرية.
وأوضح الرئيس الجزائري أن العلاقات بين الجزائر وفلسطين أكبر بكثير من أن يتم وصفها لما تجسده من قيم مثلى ومشتركة في النضال والتضحية والتحرر ولما تحمله من أواصر الترابط والتعاضد بين البلدين والشعبين الشقيقين في كل الظروف وعبر كل الأزمنة.
وأضاف أن "الفرحة التي تعلو وجوهَ الجزائريات والجزائريين وهم يحملون العلم الفلسطيني ويُزينون به بيوتَهم ومدنَهم بمناسبة أو دون مناسبة، إلا تعبير بسيط عن هذه العلاقة الوجدانية العميقة التي ناصر عبرها الشعب الجزائري برمته قضيةَ فلسطين العادلة فـي كل مراحلها".
ونوه الرئيس الجزائري بأن احتضان بلاده حكومةً وشعبا للقضية الفلسطينية المقدسة والدفاع عنها في كل المحافل الدولية والإقليمية، يشكل "مسألة وفاء قبل كل شيء".
واستطرد قائلا إن هذه الزيارة تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الثالثةِ والثلاثين لإعلان قيامِ الدولة الفلسطينية يومَ 15 نوفمبر 1988 على أرضِ الجزائر ، مشيرا إلى أن هذه المحطة التاريخيةَ التي مهدت لاعتراف غالبية الدول عبر العالم بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، لا تزال تمثل مرجعا أساسيا وهدفا جوهريا بالنسبة لبلاده .
وتابع الرئيس الجزائري قائلا إنه من الضروري، أمام حالةِ الجمود غيرِ المسبوقة التي تعرفها عملية السلام في الشرق الأوسط وفي ظل السياساتِ الإجراميةِ للمحتل والتي ترمي إلى تغيير الطابع الجغرافي والديموجرافي وترسيخ الأمر الواقع، تعزيز العملِ العربي المشترك حول القضية المركزية الأولى وتوحيد المواقف لدعــــمِ الشعب الفلسطيني ومقاومتِه الباسلة.
وأضاف أن بلاده سوف تسعى جاهدة خلال احتضانها القمة العربية المقبلة إلى وضع القضية الفلسطينية في صلب أولويات هذا الحدث الهام الذي لابد أن يكـــون شاملا وجامعا وأن يشكل انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك.
واستطرد قائلا إنه بلاشك بلورة موقف موحد ومشترك حول دعم حقوق الشعب الفلسطيني عبر إعادةِ التمسك الجماعي بمبادرة السلامِ العربية لعامِ 2002، سيكون له الأثر البالغ في إنجاح أعمالِ هذه القمة وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.