الأحد 12 مايو 2024

قمَّاص أم حبيب؟!

مقالات12-12-2021 | 12:07

هو في إيه يا أخوانا لسه الواحد بيستوعب دهشة فتاة البلكونة العارية تهل علينا شيرين عبد الوهاب وشعرها "زيرو" هي القيامة قربت.

قلنا الست بتاعت مايوه البلكونة ما تعرفش عوايدنا وسلو بلدنا، وقالت ما عرفش إن ده ممنوع وقلنا ماشي، غاية ما هنالك يبقى الواحد يحرص شوية وعياله داخله البلكونة المرة اللي جاية لأحسن حد يكون خالع راسه ولا حاجة، لكن يوصل بشيرين أنها تحلق شعرها زيرو وتقول أصله نيولوك، لا كده كتير أوووي.

بصراحة الواحد احتار بين كلام الناس وردود أفعالها ففريق نون النسوة كشف شعره بالكامل وأخذن يدعين على حسام حبيب دعاء ما خدوش مجدي طلبة وهو بيضيع الجون في ماتش إنجلترا في كأس العالم 90، يمكن الناس اللي دفعتي تفتكر القهرة دي.. وفريق الرجال نازل برضو دعاء على شيرين ويصفها بالجبروت واستخدام سلاح كيد النسا لشيطنة الفنان برضو معقول.. لكن الأمر الذي لم يتوقف عنده كثيرون هو قصة الحب التي أشعلت مواقع التواصل شهورًا طوال والجميع يتتبع بريقها ووهج مشاعرها وكيف كان الحب مولع في الدرة كما يقولون، فأين ذهبت؟، ما كانش في ضمان ولا إيه.

المزعج هنا هل من الممكن أن يتحول الحب الذي عماده تنازلات فوق تنازلات يبذلها الطرفان عن رضا نفس وطيب خاطر، من أجل نصفه الحلو للوصول إلى الأبدية الغرامية.. وهل بات حب الزمن ده رديء الصناعة حتى تنتهي صلاحيته هكذا سريعا أم كان روميو وجولييت وعنتر وعبلة استثناء تاريخيا في عصور سالفة غير قابلة للتكرار.

نعم قد يتعثر الحب بفعل عوامل شتى ومنه ما قتل نعم تعلمنا ذلك لكن في حكاية شيرين وحسام، غاب قانون إن المقدمات تقود إلى النتائج فمقدمات عشقهما كانت على الهواء مباشرة كانت تؤشر إلى أننا أمام قلبين امتزجا حتى صارا قطعة واحدة يبقى ما فيش غير العين هي التي أصابتهما ففرق الحسد قلبيهما.

بصراحة الواحد بعد ما شاف اللي شافه من شيرين وحسام بات محتاجا إلى شركة تأمين خاصة على أي حب يولد حتي تستطيع الحفاظ عليه بدلا من الشماتة والقمص وحلاقة الزيرو غير إشارات بالأيدي مش ولا بد كما حصل بين سمية الخشاب وأحمد سعد أعاذنا الله وإياكم.

ومن السهل أن تخرج من دائرة الفزع بأن الحب بقي عمره قصير وأن سنواته من الممكن أن تتبخر سريعا في أربع سنوات كما حدث مع شيرين وحسام وقصتهما التي بزغت في 2017  وأنه لم يكن حبا حقيقيا بل كان مجرد حادثة جمعت باحثة عن سند في وقت حرج وباحث عن لهو وصيد ثمين في وقت فراغ من السهل أن تسكت عقلك قليلا بمثل هذا التفسير لتلك النهاية المفاجئة وفي حين كنا نسمع بمن ينهون حياتهم بعد أن يفشل حبهم لم نسمع يوما أو نشاهد كيدا متبادلا وقوة جبارة يتحرك بها مجروح القلب هكذا بين الناس فهل قست القلوب أم أن حظنا عثر لاصطدامنا بمثل هذه الروايات.. لا أعلم لكن على أي حال مازال الحب هو المرض أو الفيروس الذي لم تنجح البشرية في اكتساب مناعة القطيع تجاهه، فمازال ينتشر ويقتل بدم بارد قلوبا نشدت فيه الأمان ويبدو أنه سيظل هكذا ما بقي بشر وبقيت حياة، والحقيقة المؤكدة أن الحب يزيد وينقص كما الإيمان، فهل بتنا بحاجة إلى تعريف جديد لمعنى الحب أم سيبقى غامضا مستعصيا على سبر أغواره وفك طلاسمه وكل ما يبقى من أثره ضحايا جدد نصطدم بهم في الطرقات، ليبقى فقط حبيسا بين أبيات شاعر حالم أو كلمات روائي رقيق.. هل بقي في حياتنا حب أم نجري وراء سراب؟!   

Dr.Radwa
Egypt Air