الأحد 24 نوفمبر 2024

نحو صورة إيجابية للمرأة فى الدراما

  • 19-6-2017 | 23:11

طباعة

بقلم : د. منال ماهر - عضوة البرلمان المصرى

باتت القنوات الفضائية والإعلام من أهم المؤثرات على الإطلاق في رسم الصور الذهنية للمجتمعات.. وأصبحت هى التى تشكل الأفكار ولا سيما فى ضوء انتشارها ليست فقط على القنوات الفضائية بل على الشبكة العنكبوتية الإنترنت.. 

ومن أهم الصور التى تبرز فى الإعلام عامة وما يعرض فى رمضان خاصة هى صورة المرأة المصرية وكيفية تصويرها كسلعة ترويجية جالبة للمتعة لجذب المشاهدين في رمضان شهر الصوم والعبادة, متناسين كيف تؤثر هذه الصورة في النظرة المجتمعية بل النظرة العالمية للمرأة المصرية وحصرها في كونها أداة للإغراء والشهوة والوصولية, وهذا مغاير لصورة المرأة الحقيقة في المجتمع ودورها الإيجابي على كل المستويات.

المرأة المصرية التي كانت أول من بادر في النزول  في صفوف الثوار وصمدت في الصفوف الطويلة لكل الاستفتاءات والانتخابات بالساعات.. المرأة التي تبوأت المناصب المختلفة وأثبتت وجودها بكفاءتها وحربها على الفساد.. فهى الوزيرة والعمدة والمحافظة والبرلمانية وقبطان السفينة وكابتن الطائرة والمديرة وصاحبة الشركة وغيرها.. ولكن الإعلام أهمل كل هذا وحصرها ليس فقط فى أدوارها التقليدية بل في أسوأ صورها وكأنها فقط موجودة فى المجتمع لغوايته.. فهى الراقصة والخائنة والسكرتيرة اللعوب وغيرها من الصور المتدنية للمرأة والتى تسطح دور المرأة الحقيقي فى استقرار المجتمع وترسم صورة تحاكي الثقافة الشعبية عن المرأة كما يريدها الرجل أن تكون.. وكأن الإعلام وضع صورة نمطية للمرأة فرضت على كافة برامجها ومسلسلاتها باستثناء عدد محدود جدا من تلك البرامج التي تتعرض للمرأة من مواقع مناقشة قضاياها السياسية والاجتماعية والثقافية، وبالرغم من التطور فى المجتمعات والإعلام والتطور الذى حدث لدور المرأة وتأثيره بوضوح فى كافة القضايا إلا أن الإعلام ما زال يتبنى تلك الصورة التقليدية للمرأة بل أمعن فى تشويههامتغافلا عن عمد الدور الفاعل للمرأة فى القضايا الحاسمة للوطن وما تفعله من دور عظيم لتحافظ على استقرار الأسرة والوطن.

إن معظم الصور التي تقدمها المسلسلات فى رمضان تفتقر إلى معالجة الواقع الحقيقي للمرأة في المجتمع، الواقع الحيالذي تواجهه يومياً، كيفية التصدى للتحرش, كيف تحارب الفساد وتتصدى له، كيف تنجح المرأة فى أدوارها القيادية فى العمل ولا تقصر فى أدوارها المنزلية والأسرية، كيف تعمل بشرف لتحقيق طموحاتها, وكيف تتعامل مع العقبات الكثيرة التى تعوقها دون أن تتخلى عن مبادئها، كيف تلعب دورا فاعلا فى القضايا العامة، كيف تدير عقلها قبل عواطفها بدلا من تصويرها دائما بالكائن الشهوانى الغريزى الذى تتملكه العواطف والمصلحة فقط وتحركه, كيف أن دورها فى المجتمع وطموحها لا يتناقض مع دورها كأم صالحة وكزوجة وفية؟ إن الانتشار الواسع للمسلسلات فى رمضان لابد أن يتضمن تعزيز الصورة الإيجابية للمرأة ويكرس ما تقوم به من جهود فى سبيل الوطن وإثبات ذاتها فى كافة المجالات دون الإخلال بدورها الطبيعى فى الأسرة، ولكن لابد من تناول دور المرأة فى القضايا الملحة والمباشرة للمجتمع المصري، وليس كونها وسيلة للمتعة فقط, وأطالب بتشديد الرقابة لتصحيح صورة المرأة فى الإعلام، وتناول القضايا التى تعمل على تمكينها وإظهار دورها الحقيقي ومساعدتها على كسر حلقة القهر والتصدى لمنظومة العادات والتقاليد الخاطئة والخروج من تحت وطأتها.

ونحن في عام المرأة الذى أطلقه فخامة الرئيس لابد أن نتعلم من التوصيفات المختلفة التي يصف بها المرأة من صمام أمان الأمة وقلب الأمة النابض بعشق الوطن وعظيمات مصر.

أحيى المبادرة التي قام بها المجلس القومي للمرأة تحت قيادة الدكتورة مايا مرسى بإنشاء المرصد الإعلامي لمتابعة صورة المرأة فى رمضان وننتظر التوصيات التى ستصدر منه لأن تغيير الصورة السائدة للمرأة في الإعلام، هو أحد الحلول التي تساعد في تغيير نظرة المجتمع للمرأة.

 

    الاكثر قراءة